الرئيسيةأخبار“نصف قمر” لجيهان البحار: تميز في التشخيص وإدارة الممثلين.

“نصف قمر” لجيهان البحار: تميز في التشخيص وإدارة الممثلين.

‬بغض النظر عن التكرار والتمطيط في بعض المشاهد، يبدو لي أن المسلسل الجديد “نصف قمر” للسيناريست والمخرجة جيهان البحار قد توفق في ثلاثة أمور على الأقل: الكاستينغ والتشخيص وإدارة الممثلين.
فعلى مستوى الكاستينغ نجحت المخرجة في اختيار ممثلات وممثلين، من مختلف الأجيال،  مناسبين لأغلبية الأدوار. كما توفقت في إدارتهم بالشكل المطلوب، الشيء الذي جعلهم مقنعين في أدائهم بدرجات متقاربة. فإلى جانب الممثلة القديرة عائشة ماهماه والممثلة القوية والتلقائية سناء العلوي، شاهدت ربيع القاطي وفاتحة واتيلي ورفيق بوبكر وماجدولين الإدريسي وابتسام العروسي في أدوار مقنعة ومختلفة نسبيا عن أدوار سابقة لهم في أعمال درامية أخرى. كما لمست مرة أخرى علو كعب الممثلة الشابة الموهوبة ريم فتحي في دور التلميذة خلود المصابة بمرض التوحد، الذي شخصته بعفوية ملحوظة نظرا لما تملكه من طاقات وقدرات في التشخيص قل نظيرها عند ممثلات أخريات من جيلها، وقد سبق لي أن أعجبت بأدائها في أعمال سينمائية وتلفزيونية سابقة. إلى جانب ريم كان أداء كل من الممثلة الشابة ندى هداوي والممثل الشاب أنس الحمدوشي مخالفا بالمقارنة مع دوريهما، مثلا، في المسلسل الناجح “لمكتوب” للمخرج المتألق علاء أكعبون. سبق لهداوي أن أقنعتني جيدا بأدائها المتزن في مسلسلي “ياقوت وعنبر” سابقا و”لمكتوب” حاليا، أما الحمدوشي فقد شاهدته في الفيلم السينمائي القصير “الموجة الأخيرة” (2020) للمصطفى فرماتي وكان أداؤه مقبولا وأتابعه بإعجاب حاليا في مسلسل “لمكتوب”. باقي الممثلات والممثلين، كمالك أخميس ومنصور بدري ومنال الصديقي ومحمد عيادي وسميرة بلحاج وغيرهم، كان أداؤهم عاديا.

ولعل نجاح جيهان البحار في اختيارها لمشخصي ومشخصات أدوار المسلسل المختلفة  وحسن إدارتهم يرجع في جانب منه إلى كونها هي كاتبة السيناريو، التي تعرف شكل ودواخل وظروف كل شخصية من شخصياته، زد على ذلك أنها أيضا هي مركبة المسلسل بعد تصويره. وهذا يعني أنها كانت حاضرة بخيالها وتصوراتها قبل التصوير وأثناءه وبعده أي في لحظات الكتابة الثلاث الأساسية: التأليف والإخراج والمونطاج.

تجدر الإشارة إلى أن قصة هذا المسلسل، الذي تبثه قناة “الأولى” يوميا خلال رمضان الحالي، تتمحور بشكل أساسي حول الحياة اليومية لأسرتين وبالخصوص حول المعاناة الناتجة عن فعل إجرامي تمثل في استبدال رضيعة الأسرة الأولى برضيعة الأسرة الثانية عند ولادتهما بإحدى المصحات الطبية، وما ترتب عن ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية وغيرها.

 

أحمد سيجلماسي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *