في كتابه “عطر نجيب محفوظ… قطوف من بستان السرد”، الصادر حديثاً عن دار «أكتب» المصرية، يقوم الباحث صلاح عساف بجولة في عقل وروح أديب نوبل المصري نجيب محفوظ (1911 – 2006).
إذ يعمل على رصد الأفكار والقضايا التي انشغل بها محفوظ عبر مسيرة إبداعه الطويلة، من خلال مقاطع ومقتطفات من أعمال صاحب ثلاثية القاهرة، بعضها لم يتجاوز بضع كلمات وامتد البعض الآخر لعدة أسطر.
وقسم عساف الكتابه إلى 3 فصول هي: “الوجود والموت” و”الوصول إلى الله” و”أواصر وعلاقات”، وأشارت المختارات التي انتقاها من أعمال نجيب محفوظ إلى قلق الوجود والبحث عن المعنى، والحكمة والعقل والمرض والجنون، وغيرها من الأفكار التي اتخذت مناحي فلسفية، وسعى لإعادة قراءتها بوعي جديد.
وضمن المختارات تأتي شذرات ومقاطع كثيرة شحنها محفوظ بنبض الروح المصرية وتحولاتها الاجتماعية والسياسية في مختلف مراحلها، اقتطعها المؤلف من الثلاثية، وما تلاها من روايات مثل “السمان والخريف” و”الكرنك” و”يوم قتل الزعيم” و”أمام العرش”، ومنها ما دار حول الكون وأزمته ومصيره واحتدام الصراعات بين أقطاب العالم بما تملك من آيديولوجيات وإمكانات وأدوات تقنية، وقد جاءت بعضها على لسان شخصيات محفوظ النخبوية، وهي تبحث عن وسائل “لإنقاذ العالم من مصيره المحتوم”، مثل جعفر الراوي في رواية “قلب الليل”، وغيرها من الشخصيات التي تكشف بمعتقداتها وأفكارها عن شيء من فكر ورؤية نجيب محفوظ حتى ولو جاءت متخفية على لسان شخصياته الروائية.
طنجة الأدبية-وكالات
