صدر للباحث احمد القصوار نهاية فبراير 2022 كتاب”مفهوم الحجاج: من الأصول الإغريقية والعربية إلى المقاربات الحديثة“ عن دار بصمة لصناعة الكتاب.
يقع الكتاب في 135 صفحة من الحجم المتوسط،من تقديم د. ابوبكر العزاوي. وصمم غلافه ذ. توفيق لبيض، ولوحة الغلاف للفنان التشكيلي ذ. منير دحان.
ويتناول الكتاب ”الأصول المفاهيمية للحجاج قديما وحديثا من خلال النظريات الأكثر تداولا وتأثيرا غربا وشرقا عند اليونانيين القدامى والبلاغيين العرب،ثم عبر تتبع أبرز التصورات والمقاربات الحديثة منذ منتصف القرن العشرين. “
ويهدف الباحث احمد القصوار من إصدار هذا الكتاب إلى أن يجد عموم الباحثين والطلبة في ثناياه »ما يفيد في توجيههم وتقريب أهم المفاهيم إليهم في أفق تعميق النظر فيها أو أجرأتها بحسب التخصصات أوإشكاليات البحوث ذات الصلة بالحِجاج. «
وجاء في تقديم الدكتور أبو بكر العزاوي للكتاب أن موضوع الحجاج( L’argumentation) شغل » بأنماطه المعروفة والكبرى:الحجاج اللغوي مع أزفالدديكرو)المدرسة الفرنسية(، والحجاج البلاغي مع شاييم بيرلمان)المدرسة البلجيكية(، والحجاج الجدلي التداولي مع فرانس فان ايميرين وآخرين )المدرسة الهولندية(، والحجاج المنطقي مع مجموعة من الباحثين والدارسين، منهم المنطقي السويسري اللامع جان بليز غريز،ـ صاحب نظرية المنطق الطبيعي،)شغل ( الناس قديما وحديثا، وشغلهم أكثر في زمننا هذا، وفي عصرنا الراهن«.
وأضاف د. العزاوي بأنه أصبحت الحاجة إلى الحجاج »ماسة ومتزايدة أكثر من ذي قبل. فعصرنا عصر الحوار والتواصل والإقناع والحجاج والاختلاف وقبول الآخر، بقدر ما هو عصر الصراع الحضاري والحروب اللغوية والدينية والثقافية، وعصرنا هذا هو عصر الثورات الرقمية والمعرفية واقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي المتطورة والمتنوعة.
لقد كنا ننظر بالأمس للحوار، واقترح العلماء والدارسون اللسانيون وفلاسفة اللغة وعلماء الاجتماع والاتنوميتودولوجيا والتحليل الحواري واللسانيات الاجتماعية وعلماء التواصل وغيرهم نظريات ونماذج حوارية عديدة: نموذج غرايس، نموذج روبين لايكوف، نموذج براون ولفنسن، نموذج ليتش،الخ. وكانت القولة المتداولة يومذاك، وبشكل كبير: « On ne peut pas ne pas communiquer ». أما اليوم، فنحن ننظر للحجاج،وأصبحت القولة المتداولة والمنتشرة هي: « On ne peut pas ne pas argumenter ». هكذا انتقلنا من الاهتمام بالحوار بالأمس إلى الاهتمام بالحجاج اليوم، أو من الحوار إلى الحجاج والعلاقة القائمة بينهما «
وأكد د. العزاوي أنه في »سياق الاهتمام بالحجاج والإقناع والتأثير، يأتي كتاب أخينا الباحث الجاد والمجتهد الدكتور أحمد القصوار، الذي يحمل عنوان مفهوم الحجاج: من الأصول الإغريقية والعربية إلى المقاربات الحديثة “. واعتبر الكتاب » مساهمة جيدة في مجال الدراسات الحجاجية، ولبنة قيمة تنضاف إلى المكتبة المغربية والعربية بوجه عام، وسيستفيد منها الباحثون والدارسون العرب، وخاصة المهتمون منهم بالدراسات الحجاجية والتداولية. «
يتكون الكتاب من مدخل عام وخمسة فصول وخاتمة.
وجاء في المدخل العام للكتاب أن الحِجاج أصبح ” حقلا تبحث فيه مباحث وتخصصات مختلفة. كما أصبح الحجاج عموما، والحجة تخصيصا،أكثر تداولا واستعمالا في الحياة المعاصرة تصريحا أو تلميحا.فنجدهما في الأسواق والسياسة والقضاء والديبلوماسية والإعلام والحوار اليومي بين الأزواج والأصدقاء والزملاء،الخ.
ودفعت التحولات السياسية والمعرفية التي عرفتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية إلى إعطاء الحِجاج والدرس الحِجاجي المكانة التي يستحقها حتى صار مبحثا متعدد ومتداخل التخصصات العلمية والأكاديمية. وهذا ما أسهم في تجديد واغناء مساهمات البلاغة التي احتكرت المجال لقرون عديدة. “
و تم التطرق في الفصل الأول للأصول اللغوية والبلاغية والفلسفية القديمة لدراسة الحِجاج من خلال تتبع مفهومه لغة واصطلاحا في اللغات الأوربية واللغة العربية، إضافة إلى الوقوف على نشأته وتطوره عند الفلاسفة اليونانيين القدامى منذ أرسطو والبلاغيين العرب،وخاصة الجاحظ.
كما تتبع الفصل الثاني مفهوم الحِجاج في أبرز النظريات والمقاربات الحديثة في علوم اللغة والمنطق والخطاب .و في الفصلين الثالث والرابع، تم الوقوف على التصورات النظرية لمفهوم الرأي ومفهوم الحجة في تلك النظريات والمقاربات المختلفة عبر أهم وجوهها الممثلة.
وعمل الباحث في الفصل الخامس على الوقوف على العناصر الأساسية المعتمدة في نظرية الحجاج في اللغة في دراسات أبو بكر العزاوي.كما رصد مفهوم الحجاج وتجلياته والفرضيات والمسلمات الأساسية لدراسة الحجاج في تلك الدراسات.، مع إبراز تجليات تطوير النظرية الحجاجية عند الباحث، سواء على الصعيد النظري،أو الصعيد التطبيقي على أنماط مختلفة من الخطابات،ولا سيما التحليل الحجاجي للخطاب الشعري والتحليل الحجاجي للخطاب الاشهاري الايقوني.