- بمشاركة الشعراء: جمال الموساوي، آمال هدازي، كمال أخلاقي، وبحر الدين عبدالله
- الفنان ياسين الرازي في مقامات موسيقية ل”روح ريان”
تنظم دار الشعر بمراكش لقاء شعريا جديدا من فقرات “نبض الأبجدية“، ضمن الاحتفاء بتجارب شعرية تنتمي لشجرة الشعر المغربي الوارفة واحتفاء ببهاء الحرف وبلاغاته. وسيحتضن مقر الدار بالمركز الثقافي الداوديات، يوم الجمعة 11 فبراير 2022 على الساعة السادسة مساء، لقاء شعريا مغربيا سودانيا لشعراء تجمعهم “بلاغات الألم” والتي وسمت تجربتهم الشعرية ومنجزهم النصي. الشعراء المغاربة جمال الموساوي وآمال هدازي وكمال أخلاقي، والشاعر السوداني بحر الدين عبدالله، ضيف الشرف “نبض الأبجدية”، يلتقون في فضاء الدار كي يعيدوا كتابة “الفقد” ويخطون بعضا من وشائج الألم الإنساني، في فقرة تعرف مشاركة الفنان ياسين الرازي (على الكمان) في تقديم لمقامات موسيقية خاصة وفاء لروح الطفل ريان.
فقرة “نبض الأبجدية”، هذه الفقرة الجديدة ضمن البرمجة السنوية الخامسة، والتي سبق وأطلقتها دار الشعر بمراكش احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، تأتي في سياق إنساني خاص، حيث اختارت الدار أن يشكل اللقاء حوارا شعريا مغربيا سودانيا، تحت ظلال روح الطفل ريان. شعراء اختاروا بلاغات الألم الإنساني، ومجازات اللغة وانفتاح على المتخيل الشعري الكوني. الشاعر جمال الموساوي (مواليد سنة 1970 بالحسيمة)، والذي يمثل أحد أبرز التجارب الشعرية الجديدة في المغرب، راكم من خلال العديد من الإصدارات الشعرية (أقدام بأثر قليل، كتاب الظل، مدين للصدفة، حدائق لم يشعلها أحد، أتعثر في الغيمة فتبكي، وسنتذكر ونندم..)، تجربة مهمة في المنجز الشعري المغربي. وقد سبق أن توجت أضمومته الشعرية (كتاب الظل)، في 21 مارس 2001، على جائزة الديوان الأول التي يمنحها بيت الشعر بالمغرب. الشاعر جمال الموساوي الذي يذكرنا أن “هذا القلب الضيق/ لم يعد قادرا على احتواء الألم/ لم يعد قادرا على إبقائه خارجا”.
ولا تخرج الشاعرة آمال هدازي عن سياق شعرية الألم، الشاعرة التي خطت حوارا شعريا وفنيا ضمن منجزها الإبداعي (الشعر، والأدب والسينما والمسرح)، راكمت خمس دواوين شعرية باللغتين العربية والفرنسية (فصول من عشق، هذيل الغمام، همس الخطيئة، حرف ونصف معنى، نكاية بالعتمة، إضافة إلى ديوان باللغة الفرنسية “ظلال الأنوار”)، وسبق أن مثلت الشاعرة المغرب في مهرجان مدلين العالمي للشعر بكولومبيا (يوليوز 2019). الشاعرة آمال هدازي، والتي تعتبر “الشعر هو ذلك الفضاء الذي تنتفي فيه الحدود”، ترى أن “الطريقُ كان طويلا إليَّ/ الفِكرة بعضُ ضوءٍ/ والضوْءُ خسارَتي الفادِحَة…”.
ويشارك الشاعر كمال أخلاقي، والذي أصدر ديوانه الأول عام 2003 بعنوان “أكثر من جبل” وهو الديوان الذي فاز بجائزة الديوان الأول التي يمنحها بيت الشعر في المغرب. صاحب “أكثر من جبل، وإشراقات الأبد، و تماما كما يفعل الملاك، و”أرش الملح على جثتي وأضحك”، وهو ما جعله صوتا متميزا لقصيدة النثر المغربية، الطافحة برؤاها الخاصة للوجود والمراهنة على فعل الكتابة الخلاق، يراهن دوما على استعادة تجربته المشبعة بالألم. لذلك يجرب الشاعر، دائما، أن يحلق في سماء جرب فيها كل أبجديات الإنصات العميق الى ذاته. “اذهب الى الشعر عزيزي الشاعر/…/ اذهب و ابق متيقّظا/ الصمت عدوّ آخر لا يقلّ شراسة/ لكنه يقبل التفاوض كجسد يتألم..”
مراكش.. الخرطوم: حوار شعري مغربي سوداني
ويوقع الشاعر والدبلوماسي السوداني، بحر الدين عبد الله (مواليد مدينة الفاشر)، الديوان المفتوح ل”نبض الأبجدية”، والتي اختارت دار الشعر بمراكش أن يكون بميسم مغربي سوداني. قصائد من “منحدرات الكاكاو” و”توابل موسيقية”، تقدم صوتا شعريا يحلق بين استعارات القصيدة ويسافر بين لغاتها. الشاعر بحر الدين عبدالله أحمد، والذي يعمل الآن في إدارة الشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي بجدة وسبق له أن عمل دبلوماسياً وقنصلاً بسفارة السودان في واشنطن (2015-2019)، الى جانب عمله في إدارات المنظمات الدولية والشؤون الأوربية والحصانات وإدارة الشؤون العربية برئاسة وزارة الخارجية السودانية خلال (2014-2015)، حاز على ماجستير الأدب المقارن في جامعة كنت البريطانية، لازال يؤمن الى اليوم بأن “الشعراء تماماً كالعصافير”.
يحلق الشاعر بحر الدين عبدالله بين الإبداع والترجمة، في نوع من “محاكاة الظل”، يقول “هذا الإنسان الآليُّ/ سيقتل حُلْمَ الفيروساتِ/ ويهزمُ بالحُبِّ/ سُلالاتِ الكوفيدْ”،.. والموعد لقاء دار الشعر بمراكش حيث “نبض الأبجدية”، نافذة جديدة للإطلالة على تجارب الشعر، حيث يلتقي الشعراء كي “يؤسسون ما تبقى” من أفق الأمل.
طنجة الأدبية