في انفتاح على نقط القراءة العمومية في مراكش ونواحيها والمؤسسات التعليمية
واصلت دار الشعر بمراكش، شهر دجنبر الماضي، تنظيم ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، ضمن فقرة “شاعر في ضيافة الأطفال”، واليافعين والشباب. ومنذ تأسيسها في 16 شتنبر 2017، بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بحكومة الشارقة دولة الإمارات العربية المتحدة، اختصت الدار في تنظيم ورشات الكتابة الشعرية، الأولى موجهة للأطفال واليافعين (فقرة شاعر في ضيافة الأطفال)، والثانية للشباب وعموم المهتمين، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات الكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل المؤسسات التعليمية ونقط القراءة العمومية والمراكز الثقافية، أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة، في أفق تنمية مهارات مرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعرية وتشجيعهم على الفعل القرائي وتنمية مهاراتهم في الكتابة الإبداعية.
واختارت الدار، ضمن برنامجها للموسم الخامس، أن تنفتح ورشات الكتابة الشعرية على النقط القرائية التابعة للوزارة، ضمن الحيز الجغرافي الذي يقع بجهة مراكش، في خطوة أولى، على أمل توسيعها على باقي الجهات الست الجنوبية. وهكذا، شكلت ورشة الأربعاء 10 نونبر 2021، بمكتبة تيديلي مسفيوة (نواحي آيت ورير)، الانطلاقة الفعلية لهذا البرنامج، والذي استمر بالمركز الثقافي “سيدي رحال” (على بعد 53 كلم من مدينة مراكش) السبت 25 دجنبر بحضور الأطفال، وتأطير الدكتور عبداللطيف السخيري. وتمثل هذه المحطة الثانية في البرنامج العام، نقطة محورية ضمن برنامج دار الشعر بمراكش الموجه لنقط القراءة العمومية، تسعى من خلاله الدار، ليس فقط تكوين أبنائنا وشبابنا على الكتابة الشعرية، بل تشجيعهم على فعل القراءة وتحفيزهم وتنمية مهاراتهم في مجالات الإبداع والكتابة، وأيضا تعميم تجربة الدار في ورشات الشعر الموجهة للطفل خصوصا.
وأشرف الشاعر الأستاذ رشيد منسوم، على تأطير ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، في المؤسسات التعليمية التالية: مؤسسة نهى (8 و15 دجنبر)، مؤسسة دنيا العرفان (8 و22 دجنبر)، ومؤسسة أكسيل أكاديما(17 دجنبر)، فيما تم استقبال أطفال مؤسسة السنابل بمقر الدار، الأربعاء 1 دجنبر ب(المركز الثقافي الداوديات). واحتضن فضاء مؤسسة إكسيل أكاديما، واحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، يوم الجمعة 17 دجنبر، لقاء خاصا خصص لتقديم تجربة دار الشعر بمراكش، في تأطير ورشات الكتابة الشعرية الموجهة للأطفال واليافعين، من خلال الاشتغال مع مجموعتين لمستويين يهم الإعدادي والثانوي. كما نظم حفل خاص، افتتح بكلمة مدير دار الشعر بمراكش، الأستاذ عبدالحق ميفراني، والذي تحدث عن تجربة الدار وأهدافها وسياق التأسيس واستراتيجيتها الثقافية ومخطط الورشات المخصصة للكتابة الشعرية وعلاقتها بترسيخ محبة اللغة العربية وقيم الشعر الكونية.
استنبات الشعر وقيمه وتنمية مهارات الكتابة وتشجيع الفعل القرائي
ورشات الكتابة الشعرية، والتي تهدف الى استنبات “تقنيات الكتابة الشعرية لدى الفئات الصغرى”، وفق طريقة بيداغوجية مبسطة وسلسة في محاولة تقريب مفهوم الشعر إليهم، الى جانب تقنيات تسمح بإنتاج العديد من النصوص الشعرية القصيرة، وقد استطاع من خلالها الأطفال أن يبدعوا عوالمهم الصغيرة. كما سجلت دار الشعر بمراكش، ومن خلال نقط القراءة العمومية والمركز الثقافية البعيدة عن محور مراكش، من خلال ورشات الكتابة الشعرية والتي أشرف على تأطيرها د. عبداللطيف السخيري، قدرة الشعر، من خلال تقنيات الورش، على التحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات الكتابة الإبداعية وتنمية الخيال لدى فئات عمرية صغرى.
كما تواصلت بمقر دار الشعر بمراكش، كل صبيحة يوم السبت، تنظيم ورشات الكتابة الشعرية الموجهة لفئات الشباب وعموم المهتمين. ورشات الشعر الخاصة بالشباب، والتي يشرف على تأطيرها الدكتور عبداللطيف السخيري، شكلت مشتلا صغيرا لشعراء المستقبل كما أسهمت في تقديم العديد من الأصوات الشعرية الجديدة، والتي استطاعت أن ترسخ اسمها في المشهد الشعري المغربي، والتي تفتقت ملكاتها الإبداعية ضمن فضاء هذه الورشات. وتواصلت سلسلة الورشات (شهر دجنبر: 18 و25)، عبر اشتغال على جذاذات همت (الشعر والسرد، الشعر والتكرار…) تسعى لجعل التلقين النظري عتبة أساسية، لدفع مرتفقي ومرتفقات الورشات، الى الانتقال الى لحظة الكتابة الشعرية وإنتاج نصوص إبداعية. وتسعى دار الشعر بمراكش، الشهر الجاري الى إضافة فقرات جديدة ومزيدا من تقنيات التمرس على الكتابة الشعرية، من خلال تلقين تقنيات الصوت وأيضا التركيز على الأداء والإلقاء الشعري، سيشرف عليها الفنان والشاعر سعيد أبو خالد. ويمتد الموسم الخامس لورشات الكتابة الشعرية للموسم الحالي، والذي انطلق شهر أكتوبر2021، الى شهر ماي من السنة الجارية.
وتسعى دار الشعر بمراكش، جاهدة، الى ربط برمجتها الشعرية والثقافية بأجيال المستقبل. استراتيجية رسخت أفقها، منذ تأسيسها، سعيا الى جعل الشعر ديدن في “التربية الإبداعية والجمالية والمجتمعية” عند الأطفال واليافعين والشباب. كما تختتم الدار، ككل سنة، هذا البرنامج بملتقى حروف، والذي يشكل فضاء للتلاقي والتفاعل والحوار، وفرصة لتقديم أصوات شعرية جديدة قادمة من المستقبل.
طنجة الأدبية