للمرة الألف .. أحاول عبثا وبدون جدوى أن أسرقك دفعة واحدة من الذاكرة، وأدفنك نهائيا في سطل القمامة، فإذا بعواطفي الهشة تخون الذاكرة في دمي والنزف في القلب.
أردت أن أمزقك وأعيد زراعتك في حدائق الخذلان، وأترك للقراء أن يتأملوك وأنت تتوسل لرب العرش العظيم بالمغفرة، وتتسلق درجات جهنم ومعراج الذاكرة. قل لي فقط كيف السبيل الى رد الإعتبار لكرامتي وأنا لا أقول لقارائي إلا ما أريد، وتقول في الوقت نفسه كل ماتريد ؟
في متاهات حدائقي بك تعلن الكلمات والحروف عصيانها عن البوح، الحروف تندفن في القاع هناك حيث يوجد بنوصهيون من طينتك، ويصوم عن اليوم حبري في لليلة السابعة وعشرون، أطعن القلم في قلبي وأنزف فرحا وسعادة، وأجهش بالبكاء إذ تفيض ذكرياتك مجددا مثلما يفيض بالصوفي ربه.
خائني ..
لا الحرف فيك يطاوعني، والحبر والأقلام سكاكين مقاومة لاحتلاك عرشي، حسنا .. لا دور لها سوى أن تدمي قلبي أكثر. حاولات مرارا وتكرارا أن أتناول الموضوع على محمل الجد وفشلت للمرة المليون، لا جميل فيك سوى أني بحبي زدتك جمالا، غير هذا أعتقد وبكل ثقة أن حياتك البائسة كانت فاشلة وتراجيدية ويتخللها الكثير من الكذب والخذلان.
في كثير من الأحيان أكاد أجزم أن رب الكعبة، ويسوع وبوذا وحتى باخوس خلقوك لأجل أن تفسد حياتي. فكيف السبيل إلى ترميم ما تهدم مني وجعلني إنسانة بدون عواطف، قتلت كل شيء جميل وأخضعت حياتي القصيرة لعملية استئصال ورم الحب ؟
خائني ..
قل لي كيف أمدها وأمتد بها إلى ما لست أريد، وما لست أعرف من هبل، أشتهي أن أقتلك على نحو لا أخون فيه عاطفتي مثلما لا يخون واقعا جديدا كيفما كان، أعلم بأنني أصبحت نسيج من حالات الجنون الأولى، ولككني أقسم أني لن أكف عن محاولة قتلك ولو في المنام.
خائني ..
كيف أغرس في قلبك قلم الحبر، وأتمعن في ركلاتك وأنت تتعذب مثلما أمعنت في أذيتي. أريد أن أتصدر الصفحات الأولى في الجرائد الورقية والإلكترونية، أريد أن أكون حديث الساعة والأسبوع والشهر بالعنوان العريض شابة في العشرينات من عمرها تقترف جريمة قتل بشعة في حق خائنها، أريد أن تكتسي في دواخل من سيقرأونك مثلما انتكست في داخلي، أريد يا خائني أن أشرب دم قلبك وأملأ بدمائك حكايتنا السواد. لك أشتهي الموت من رحم المعاناة وعذاب لا يقل عن علبة أقلام .. !
سعاد بومريم-بوجدور