الأستاذ حميد نيدر (الإسم الفني) أو محمد نيدر (الإسم الحقيقي) ممثل سينمائي ومسرحي وتلفزيوني متمكن من أدواته التعبيرية، راكم تجربة معتبرة من خلال تشخيص مختلف الأدوار التي أسندت له طيلة مشواره الفني وتمكن من نحت أسلوب خاص به يميزه عن غيره من الممثلين.
الفنان نيدر من مواليد سنة 1945 بآت أورير بحوز مراكش، تابع دراسته الابتدائية بالقنيطرة بمدرسة “موتاي” (مدرسة المدينة 1 حاليا) ومدرسة المدينة العليا، كما تلقى تكوينا في التقنيات العامة إلى حدود سنة 1965 بكوليج إبن عباد بنفس المدينة، إلى جانب تكوين فني مسرحي كمتدرب في موسم 1968/1969 مع فرقة المعمورة الذائعة الصيت بمركز مولاي رشيد بمدينة سلا رفقة فنانين آخرين من بينهم عزيز الفاضلي وثريا جبران ومحمد أبو الصواب وعبد الهادي ليتيم…
بالموازاة مع ممارسته للمسرح الهاوي مع جمعية الأمل للمسرح والسينما والكراكيز بدار الشباب بالقنيطرة من 1965 إلى 1972، اشتغل الفنان حميد ممثلا تجاريا لمدة 11 سنة ابتداء من سنة 1969، وفيما بعد تفرغ للفن الدرامي مدفوعا بعشقه الجنوني للتشخيص وما يرتبط به، إلى أن أصبح ممثلا محترفا انطلاقا من سنة 1989، لا يمارس أي مهنة أخرى غير الفن الدرامي رغم صعوبات وإكراهات الممارسة الفنية ببلادنا.
كممثل، شارك مكرم الدورة 21 لمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير في مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية والأجنبية المصورة ببلادنا، هذا إلى جانب تشخيصه للعديد من الأدوار في أعمال مسرحية وتلفزيونية مغربية وغيرها.
من أعماله الدرامية التلفزيونية الناجحة الجديدة يمكننا الإشارة إلى مسلسلات “البيوت أسرار” لعلاء أكعبون و”السر المدفون” لياسين فنان و”قضية عمر” لمراد الخودي و”حديدان وبنت الحراز” لمحمد نصرات … وفي الطريق إلى العرض أعمال أخرى من بينها “صورتك بين عينيا” لسعيد خلاف…
قدم أيضا، في إطار مسرح الطفل، أعمالا فكاهية من خلال جولات فنية بالمسارح وقاعات السينما وفضاءات أخرى بمدن مغربية مختلفة، ونشط سهرات وصبحيات وحفلات عيد الميلاد وغيرها من الأنشطة الفرجوية بالمدارس العمومية والخاصة لفائدة الأطفال، وخصوصا منهم الأيتام والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة في المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة والخيريات وغيرها من المؤسسات… كما أخرج للكبار مسرحية “الخوصصة” وشارك كممثل في مسرحيات من قبيل “من هنا دازو” من تأليف وإخراج عبد الله موغازي و”الطرح سخن” من إخراج محمد مجد و”الفريخ طار” من إخراج عبد الواحد قيصر و”جيران زهيرو” من إخراج فتيحة حنون وعبد الله موغازي…
من أفلامه السينمائية الطويلة نذكر العناوين التالية: “التائهون” (2020) لسعيد خلاف، “إطار فارغ” (2018) لسناء عكرود، “أوركيسترا منتصف الليل” (2015) لجيروم كوهن أوليفر، “نصف السماء” (2014) لعبد القادر لقطع، “تصنت لعظامك” (2013) للتيجاني الشريكي، “أندرومان.. من دم وفحم” (2012) لعز العرب العلوي، “أياد خشنة” (2011) لمحمد عسلي، “ماجد” (2010) لنسيم عباسي، “نامبر وان” (2008) لزكية الطاهري، “قنديشة” (2008) لجيروم كوهن أوليفر، “الدراجة” (2007) لحميد فريدي.
أما مشاركاته في الأعمال التلفزيونية (أفلام ومسلسلات وسلسلات وسيتكومات) فهي عديدة نكتفي منها بالإشارة إلى ما يلي: “بيا ولا بيك” لمراد الخودي، “ثمن الرحيل” لمحمد الشريف الطريبق، “علال القلدة” لمحمد إسماعيل، “سمك القرش” لحميد الزوغي، “عقد البحرار” لمحمد عبد الرحمان التازي، “اللعب مع الذئاب” لسعيد الناصري، الوجه الآخر” لمصطفى الخياط، “سرب لحمام” لمحمد عاطفي، “الفريق” و”جحا” و”اليتيمة” لمحمد نصرات، “عز المدينة” لحكيم قبابي، “الله يسامح” و”نون النسوة” و”ساعة في الجحيم” لعلي المجبود، و”زينة” و”قلوب تائهة” و”دموع وردة” و”الوجه الآخر” لياسين فنان، “وجع التراب” لشفيق السحيمي، “سير حتى تجي” لسعيد آزر، “أنا ومراتي ونسابي” لناصر لهوير، “قناة السي بي بي الدولية” لعمر الشرايبي، “القضية” لنور الدين لخماري، “العوني” لسعيد الناصري، “عائلة محترمة جدا” لكمال كمال، “رحيمو” لإسماعيل السعيدي، “راديو واك واك” و”يوم ما يشبه يوم” لمصطفى الخياط…
إن اختيار المبدع حميد نيدر للتكريم في هذه الدورة الجديدة للمهرجان ما هو إلا استمرار في النبش في تاريخنا الفني بحثا عن فنانين من العيار الثقيل نادرا ما تلتفت إليهم المهرجانات السينمائية لتسلط عليهم بعض أضوائها. فمهرجان سيدي قاسم عودنا منذ دوراته الأولى على الإحتفاء بفنانين كبار لفهم النسيان أو كاد تكريسا منه لثقافة الاعتراف، فكل منا يتذكر الأسماء التي مرت من سيدي قاسم قبل أن تلتفت إليها المهرجانات السينمائية الكبرى: محمد عصفور، راوية، محمد عبازي، خديجة جمال، نعيمة المشرقي… فتحية حارة للممثل القدير حميد نيدر بمناسبة هذا التكريم المستحق.. ومزيدا من العطاء والتألق.
أحمد سيجلماسي