تنظم دار الشعر في تطوان، وبشراكة مع عمالة المضيق الفنيدق، “ليلة الوفاء”، يوم الأربعاء 17 نوفمبر الجاري، بمسرح لالة عائشة بمدينة المضيق، ابتداء من السادسة مساء. ليلة الوفاء التي تقام عشية الاحتفال بالذكرى 66 لعيد الاستقلال تحييها “مجموعة السهام”، مع قراءات شعرية لكل من عبد المجيد مشفيق وفاطمة فركال وعاطف معاوية. بينما تقدم الفرقة النحاسية لمدينة صفرو، برئاسة فؤاد التدلاوي، عروضا فنية ومشاهد استعراضية في فضاء المسرح، مع زيارة المعرض التشكيلي الذي يقام في رواق المسرح.
وبعد استضافة دار الشعر لمجموعة “ناس الغيوان”، في افتتاح الدورة الأولى من مهرجان الشعراء المغاربة، تستضيف اليوم “مجموعة السهام” بوصفها واحدة من أهم الفرق التي تمثل الظاهرة الغيوانية، ومن المجموعات التي تنحدر من الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، بوصفه مهدا للحركة المسرحية والأغنية الملتزمة في المغرب. ويتعلق الأمر بمجموعات “ناس الغيوان”، و”جيل جيلالة”، و”لمشاهب” و”تكادة” و”مسناوة” و”الخلود” و”الفرسان” و”الرفاك”… أما الحي المحمدي فقد مثل ذلك الامتداد الشعبي لفضاء “أنفا” الكبير، ما جعله وجهة للهجرات القادمة المغرب الأمازيغي والمغرب الصحراوي والمناطق المجاورة وغير المجاورة، كل واحدة حملت معها ألوانها الموسيقية وأهازيجها الخاصة وآلاتها الوترية طبوعها الفنية وإيقاعاتها الملهمة والغنية.
وكانت مجموعة السهام قد انطلقت في بداية السبعييات، بتشجيع من رواد “ناس الغيوان” وعدد من المسرحيين، في مقدمتهم الفنان المسرحي حسن فلان، وكان هو الذي أطلق على المجموعة الصاعدة آنذاك اسم “السهام”.
ومنذ سنة 1974، تاريخ إصدار أول ألبوم غنائي لها، ظلت هذه المجموعة حريصة على تجديد أعضائها، من جيل إلى جيل، وتجديد تجاربها اللحنية والشعرية، مع الوفاء لاختياراتها الجمالية والنضالية، عبر الكلمات الشعرية الهادفة والمعبرة، الناطقة بهموم المجتمع، ومن خلال الأغاني الملتزمة المنتصرة للوطن والمواطن الحالم بالأفضل والمتطلع إلى المستقبل.
الحديث عن هذه المجموعات الشعرية، ومن بينها السهام، هو حديث عن تجارب شعرية عامية مرموقة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث ركزت هذه المجموعات على القصائد الشعرية غير المهادنة، مضمونا وبنية فنية، لترددها الأجيال من ورائها. لذلك، تقترح دار الشعر أن تبدأ الأمسية بقراءات من المدونة الشعرية للسهام، يلقيها عميد المجموعة الفنان عبد المجيد مشفيق، إلى جانب شاعرين واعدين من مدينة المضيق، التي تستضيف هذه الاحتفالية الكبرى، وهما الشاعرة فاطمة فركال والشاعر عاطف معاوية.
وسبق لدار الشعر بتطوان أن أقامت تظاهرة سابقة بمدينة المضيق، وهي تظاهرة “بحور الشعر”، شهدت مشاركة الشاعر والروائي المغربي الطاهر بنجلون، إلى جانب عدد من الشعراء والكتاب المغاربة، في مكتبة شاطئية حرصت دار الشعر على تنظيمها صيف كل سنة. بينما ستواصل دار الشعر بتطوان الانفتاح على فضاءات وجغرافيات شعرية متنوعة، بعدما أقامت تظاهراتها السابقة في نحو 15 مدينة مغربية.
تم إحداث دار الشعر في تطوان، بناء على مذكرة تفاهم بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، في ربيع 2016، وهي مؤسسة شعرية دولية تعنى بالشعر والشعراء، وتسهر على تكريم الشعراء المغاربة المرموقين، واكتشاف الأصوات الشعرية الجديدة، مع الاحتفاء بمختلف تجارب الشعر المغربي، المكتوب بالعربية والعامية المغربية، والأمازيغية والحسانية، إلى جانب التجارب التي تقترح كتابة الشعر المغربي بلغات كونية، من إنجليزية وإسبانية وفرنسية…، وهي تؤكد انفتاح الشاعر المغربي على العالم، انطلاقا من هويته الشعرية، على غناها ومعناها وتنوعها الخلاق.
طنجة الأدبية