أنظر هناك.
إنه أنت.
المرآة تفضح سرك.
في قطعة من المرآة توجد حقيقة الذات.
إنه صديقك الذي يشغل بالك، ذلك الذي تطعنه من الخلف، وتبخس من قيمته، هو نفسه الذي أفقدك حلاوة النوم وجعلك تكتب ما كنت لا تكتب، هو نفسه الذي أدعيت أنه مدعي، دعاك لتصبح مدعي مثله.
أنت صديق مزيف.
اسأل المرآة.
تراك قبل أن تضع الماكياج.
و قبل أن تتصنع الأسلوب.
أسلوب الفنان.
هل أنت فنان.
أنت كذاب.
الفنان جميل.
لا يحمل في نفسه خبثا.
أنت شيء آخر.
المرآة تعرفك.
فعليها بقع من الدماء.
دماء صديقك.
طعناتك من الخلف.
إنها حقيقتك.
حقيقتك الوحيدة.
بعد أن خاض تجارب طويلة في السينما والتلفزيون والقصة وسهر الليالي في تكوينه الأكاديمي، ناسيا هموم وقلق الغد، كنت أنت صديق بطعم طعنة الفجر حديث البزوغ.
يوم جديد.
إجازة في الأدب الفرنسي جعلت اللعين لا ينام الليل.
أنام مرتاح البال ولا يهمني سوى ما أحرزته من تقدم مع نفسي.
يشعر بالمنافسة من وجودي.
تبا له فلا يشعر بالمنافسة إلا الضعفاء.
أنا لا أراه.
لكنه يراني.
ذلك يكفيني.
يعاني في صمت.
لا أبالي.
استيقظت وقد أحرزت تقدما مما كنت عليه أمس فهذا هو هدفي وسر سعادتي، لا أعير اهتماما لصخب المدينة، لأن دائما يوجد هواء في الغرفة المجاورة.
هذا مبدأي.
كل شيء غير أصلي يزول، وتمت كل شيء من كل شيء إلا الأصيل، كان عليه أن يفكر قبل يطعنني من الخلف، لو لم تكن روحه شريرة، ونفسه خبيثة، فهو دائما يعيش حالة من القلق والفزع حتى مع نفسه.
في خوفه التام.
من الموت.
دائم…
يستمتع بعورات الناس.
و في أنفسكم.
في قطعة من المرآة توجد حقيقة الذات.
الشمس تشرق من جديد وتنتقم ممن أكل لحم أخيه، فتلك الشمس المضيئة، هيئت الظروف وحرفت انتباهه لحياة أخرى أكثر عادية، ودنيوية، وأكثر حقيقة من معاناته الداخلية الرهيبة
كإنسان عادي.
حتى لو كان فيلسوف، أو شاعر، أو أديب.
فكما تدين.
أدانه الزمن.
جعلته يتذكر أنه يوجد إله، لا يحب النفوس الخبيثة، ويرى كل صغيرة وكبيرة
إنه الله.
الاستحالة التي لا خلاص منها.
فكر.
لقد كان هناك شيء من الفلسفة الكونية.
في الوجود.
تمت شيء من كل شيء يسري على كل شيء.
إنها القوانين الإلهية.
فأنظر هناك خلف المرآة، حيث توجد حقيقة الذات.
عبدالرحيم الشافعي