أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اليوم الخميس بالرباط، مختبرها الدولي للفكر والآداب والفنون، بعنوان “الثقافة من أجل إعادة التفكير في العالم”.
وتندرج هذه المبادرة التي تنظم بالتعاون مع مؤسسة (كونراد أديناور ) الالمانية في إطار أيام الإيسيسكو الدولية المفتوحة، التي ستقام على مدار العام،متنقلة بين العديد من الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الثقافية في دول عديدة.
ويروم مختبر الإيسيسكو الدولي تعزيز عمل عدد من المنصات الرقمية ضمن مشروع طرق الإيسيسكو نحو المستقبل، والربط بين المفكرين من مختلف القارات، والتركيز على الثقافة والعلوم، كسند معرفي، ومنطلقا لفهم الظواهر السياسية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية الراهنة، واعتماد الثقافة والمعارف لتصبح رافعة أساسية للإنسان أمام التحول الرقمي، وطرح ثقافي وإبداعي جديد، يضمن التنوع اللغوي والفكري والدلالي.
وأشار المدير العام لمنظمة الاسيسكو سالم بن محمد المالك في كلمة بهذه المناسبة الى “أن مختبر الإيسيسكو الدولي هو مختبر يرغب في أن يجعل من الثقافة والمعارف الثقافية رافعة أساسية للإنسانية”، مشددا “على أن المجتمعات البشرية تعيش في ظل مفهوم جديد وعالم متغير جراء التحول الرقمي والإقتصاد المعرفي المتسارع”.
وأضاف “هو كذلك مختبر للطرح الثقافي والإبداعي وإطار للتنوع اللغوي والفكري تبادر الإيسيسكو بتأسيسه في نطاق رؤيتها الجديدة لكي تلعب دورها الطبيعي كمنظمة دولية للكفاءات والخبرات”.
وعن أهمية طرح موضوع الثقافة لإعادة التفكير في العالم الذي يشكل فرصة للتعريف بمختبر الإيسيسكو الدولي للفكر والآداب، الذي يعمل بالتعاون مع 100 مفكر وأستاذ جامعي، لنشر مقالاتهم عبر المنصة الرقمية “إيسيسكو أقورا” التابعة للمختبر، بخمس لغات: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، أبرز السيد المالك “نعتبره مبحثاً نظريا وفعلا تطبيقيا تأتيه جل الدول المتقدمة لتزداد تطورا وتنمية، لذلك لابد لدولنا اليوم من اعتماد سياسة ثقافية مندمجة كمحرك للإنتاج والموارد والتشغيل”.
واقترح أن ترافق الإيسيسكو لما راكمته من تجربة وخبرة كبيرتين الدول التي تبدي استعدادًا لتقييم سياستها الثقافية بغية تحسين مؤشراتها التنموية الثقافية وتعزيز البحوث والدراسات في مجال الثقافة الرقمية والصناعات الإبداعية والإقتصاد الثقافي.
بدوره، أشاد السيد محمد ضامر نائب رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة بالشراكة والتعاون التي تجمع جامعته بمنظمة الإيسيسكو لخدمة الثقافة والفنون، منوها بمختبر الإيسيسكو الذي يروم خدمة الأهداف الرامية الى ردم الهوة بين بلدان العالم الإسلامي عن طريق التربية والثقافة والعلوم”. وشدد على ان موضوع الثقافة من اجل إعادة التفكير في العالم يقرب بين البشر في جميع الجغرافيات على اختلاف لغاتهم وعاداتهم”.
أما الدكتور محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والإتصال بالإيسيسكو فقد دعا إلى نبذ الصراعات والحروب واللجوء الى الفنون والأداب كأفق للتفكير والحياة”، مضيفا أن هذا المشروع هدفه هو لم الشمل عبر الثقافة لصياغة قيم التسامح والمحبة الإنسانية”.
وفي نفس الإتجاه، ترى السيدة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية أن الثقافة لها دور مؤثر في بناء الإنسان وإعلاء قيمة الفنون لدعم التسامح بين الشعوب ومواجهة التطرف “، ودعت الى وجوب تحقيق العدالة الثقافية وحماية التراث الثقافي.
بدورها، أكدت الشيخة مي آل خليفة وزيرة ورئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين “على أن الثقافة هي اللغة التي تتكلم بها جميع الشعوب،وبالثقافة نستطيع التواصل مع العالم بشكل أفضل”، مشيرة الى ان اعتراف اليونيسكو باليوم العالمي للفن الإسلامي (18 نونبر) هو دعوة إلى نشر وإبراز غنى هذا التراث”.
و.م.ع