وجد نفسه صدفة معلقا بين جدران غرفة فندق صغيرة بالعاصمة الفرنسية.. لقد صادف سفره إلى باريس اكتساح الموجة الأولى لوباء كورونا وفرض الحجر الصحي في كل بقلع العالم..
غرفة صغيرة غارقة في صمت كورونا الرهيب، ونافذة تآكلت صباغتها تطل على شارع من شوارع باريس، حيث تقابله عمارة سكنية، تعارف مع بعض سكانها عن بعد… كان هذا هو الفضاء المحدود الذي أبدع فيه صوره الفنية التي تشكل بحق نقلة في تجربته الفنية من صيغة “الكارتبوسطال” إلى صيغة التصوير الذاتي “auto portrait ” التي مزج فيها بين صور متعددة يشكل فيها جسده حضورا أساسيا، مع الاشتغال على الفضاء الخارجي المنعكس على زجاج النافذة، في مواجهة تداعيات الوباء والحجر الصحي في الغربة.
هكذا سيفرض الحجر على الفنان الفوتوغرافي الشاب حمزة محيمدات أن يبقى لعدة أسابيع حبيس غرفة فندق شاحب مع أنه مصنف من خمسة نجوم، بعيدا عن أهله ووطنه… تتقاذف روحه أمواج القلق والخوف واللايقين التي اكتسحت العالم بأسره في تلك الأيام الرهيبة، دون أن يجد بجانبه غير آلة التصوير صديقا وحيدا يفجر من خلالها أحاسيس فياضة ومتداخلة في صور معبرة ومفعمة ب “نداء الروح” الذي اختاره عنوانا لهذا المعرض الذي افتتح مساء أمس الاثنين ببهو مسرح محمد الخامس، تحت عيون متأملة ومنبهرة لعشاق الصورة الذين حجوا بكثافة إلى المعرض كفنانين ومثقفين وإعلاميين يتقدمهم عبد الإله عفيفي الكاتب العام لقطاع الثقافة ومحمد بنحساين مدير المسرح .
يذكر أن المعرض نظم بتعاون مع مسرح محمد الخامس والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الرباط سلا القنيطرة تحت شعار “وفاء للفنانين والمبدعين شهداء كورونا”، حيث تتصدر المعرض لافتة تتضمن صور وأسماء مجموعة من الفنانين والكتاب والصحفيين الذين توفوا بسبب الوباء..
محمد بلمو