احتضن فضاء دار الشريفة بمراكش مؤخرا حفل افتتاح معرض تشكيلي فردي للفنانة التشكيلية والأديبة لبابة لعلج، حيث رافق الافتتاح توقيع كتابها الجديد ” أفكار شاردة “في نسختيه الفرنسية والعربية.
هذا لمؤلف الجديد، هو عبارة عن تأملات شعرية وتشكيلية بليغة وموحية من تقديم كل من الباحث والناقد الفني حسن لغدش، والكاتب والناقد الفني حسن نرايس.
كما تميزت هذه الاحتفالية الفنية والأدبية والثقافية، بتنظيم بندوة صحفية، أقيمت بالمعهد العالي للصحافة والإعلام بمراكش، بحضور عدد من الإعلاميين و المهتمين بالشأن الثقافي والفني، وسلكت الفنانة فيها الضوء على ترجبتها الفنية الخصبة مع الإجابة على مختلف أسئلة ممثلي وسائل الاعلام المواكبة لهذا الحدث الفني والثقافي.
حول هذه المحطة الإبداعية والأدبية، تقول الفنانة: ” متأملة شساعة الكون، تراودني فكرة الشرود من فكر إلى آخر دون شراك أو عقال. بلا خيط أحمر! مع “أفكار شاردة” يتواصل السفر بوتيرة الترحال”.
وفي ورقة حول هذا الحدث الثقافي بالمدينة الحمراء، عنونها ب”منجز البحث عن الأبجدية الأصلية”، قال” التجربة الحقيقية التي تتيح لنا الكتابة هي القراءة، ففي عمل الفنانة الشاعرة لبابة لعلج، يستوجب تحديد الخطوط العامة لفكر جوال ومثير للشجون إمكانية كل قبض حسب تغيير شخصي. بتلوينه العام، يتعارض هذا المنجز مع هم العرض التمثيلي، ومع منطق المشابهة، فهو يستبدل منطق الحلم بالتسلسل المحدث للوقائع، ويفضل المصادفة.
ويضيف لغدش، في ما يخص جغرافيا المنجز، فهو يسلك مسارا يمكن من إبراز أن مغامرة الأفكار هي طريقة لتحليل العالم، لتعلم ولبلوغ الهوية الأصيلة. تبقى مغامرة القارئ الكبرى هي تخيل العوالم الموحى بها وتدبر الدرسين الوجودي والميتافيزيقي الناجمين عنها.
الكاتب والناقد حسن نرايس في معرض تقديمه الموسوم ب” أفكار ليست كالأفكار الأخرى” : قال” الحياة قصيرة، والزمن محدود، وحياة القصائد طويلة، وزمن اللوحة لا محدود، مؤكدا ان الفنانة تملك ألوان الكون، وفي ديوانها تسلط النصوص الأضواء الكاشفة على مجتمع طافح بالضعاف والمهزومين والشياطين الذين يحلمون بالفردوس المفقود.
ارتأت المبدعة من خلال هذا المعرض الفردي أن تكرم مدينة مراكش الحمراء بقصيدتين من وحي مخيلتها تقول في جزء الأولى:
على آثار ابن عربي
دار الشريفة رياض تاريخي.
فتنة فن السعديين.
يغوص بنا في تضاعيف القرن السادس الميلادي.
إنه مسكن مسالم.
تتلاقى في رحابه الفنون.
إنه فضاء للسفر.
سفر “سلطان السلاطين”:
الأندلس، المغرب العربي، الشرق…
لا يمكن خوضه إلا في ذاته!
بفاس، تلقى الشيخ الأكبر كشفا صوفيا.
رؤيا نبوية.
وفي الثانية وعنوانها “رمز الانبعاث” تقول في جزء منها:
محمولة من قبل صقر إليونور.
التقيت باللقلق في المدينة الحمراء.
مراكش، مدينة إمبراطورية.
إنها لعبة نارية.
تطفح بالأسرار الخفية.
تاريخها مجيد.
هل هناك حاجة لتعداد معالم بهائها؟
هل هناك حاجة لذكر تجلياتها؟
إنها باب الجنوب.
تلهم الفنانين.
حرارتها تستميل اللقالق.
تقدم من رحلة طويلة.
يشار الى ان لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس. توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي. صدرت حول تجربتها الإبداعية عدة منشورات من بينها: “بزوغ غرائبي”، “عوالمي”، “المادة بأصــوات متعددة “،”تجريد وإيحاء”، “سيدات العالم: بين الظل والنور”. من مؤلفاتها الأدبية: “شذرات”، “أفكار شاردة”، “تصوف وتشكيل”،” ملحون وتشكيل” ،”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث” (كتابات ولوحات). من مؤلفاتها قيد الطبع(كتابات و لوحات): “همس الصمت”، “موسيقى وتشكيل” (الجزء الأول)،” موسيقى وتشكيل” (الجزء الثاني) ، “العيش مع الذات”، “العيش المشترك”، “صوت باطني ” ،”الفن والحب”، “رقص وتشكيل”، ” طريق النور” ،”الفن والجمال”… المعرض ا سيستمر إلى غاية 30 أكتوبر.
طنجة الأدبية