بعد تعب السفر، وصلنا الى عيادة الطبيب، في حالة مزرية. بقاعة الاستقبال أخذت الكاتبة كل المعلومات، وأخطرتنا مبتسمة ابتسامة عريضة، أنه علينا الانتظار إلى أن يأتي الطبيب.
القاعة ممتلئة عن آخرها. ليس هناك مكان شاغر للجلوس، لولا أن تفضلت إحدى الشابات الجالسات بالوقوف، وسمحت لمريضنا بالجلوس مكانها. شكرناها بتودد، على أمل أن لا يطول وقت الانتظار. بين الحين والأخر تستقبل القاعة مريضا أو مريضة جديدة. ومرت ساعات من غير أن يظهر للطبيب أثر، بينما انصرف المرضى إلى الدردشة عن مرضهم أو عن براعة الطبيب، ومعاملته الطيبة مع المرضى، وتعامله الإنساني، وما يقدمه من نصائح لمرضاه.
طال الانتظار، والقاعة تعج بالمرضى ومرافقيهم. تارة تعلو الأصوات، وتارة يعم الصمت. كل يحكي عن مرضه، وما يعانيه. ورغم الملل والكلل اضطررنا للانتظار، بسب ما يملأنا من أمل، من شأنه أن ينفس عن مريضنا ألم المرض وشدة المعاناة. وأخيرا أطل الفرج بوصول سيادة الطبيب بابتسامته العريضة، فتنفس المنتظرون الصعداء.
وجعل المرضى يدخلون إلى الطبيب واحدا تلو الآخر. هناك من يخرج مرتاحا بسبب خلو جسمه من أي مرض، وهناك من يخرج منزعجا متدمرا لما أصابه من داء، إلى أن وصلت فرصتنا، فدخلنا إلى الطبيب أخيرا. وبعد المعاينة اكتفى بطمأنتنا على مريضنا بكل خير، لكنه أشار علينا بإجراء بعض التحاليل من أجل الاطمئنان أكثر، كما نصحنا بزيارة طبيب ٱخر مختص.
وهكذا رجعنا بعد تعب السفر وطول الانتظار بخفي حنين.
أمينة بنونة