في ليلة حالكة شبه عاصفية، تلبدت فيها السماء بالغيوم، انتابني قلق كبير بعد يوم مشحون، عشته نيجة خبر آلمني وضاعف ما أعانيه. ففتحت نافدة غرفتي لأستنشق هواء نقيا وانتعش برذاذ البحر.
كان هدير البحر جوابا عما كان يراودني. والطريف أنني رغم هيجان البحر، أحسست براحة نفسية منعشة، وأنا أنظر من بعيد إلى الموجات التي تتكسر على الشاطئ. نظرت بإحساسي إلى تلك الأمواج العاتية، متصورة ما تتركه من زبد، وهي متهيئة للإلتطام بسهولة على الرمال، والانكسار بليونة المحب المشتاق.
إن في البحـرٌ أسـرارا ودروسا وعبرا، تغني حكمها عن مئات الكلمات. فقد استفدت من حكمه معنى الصبر الجميل، والتمسك بلممة شظايا نفسي المبعثرة بسبب ضغوط الحياة.
وخلال تأملي في فر وكر أمواج البحر، وأسرار أعماقه المهولة، تعلمت ما معنى حفظ الأسرار وكتمانها داخل أعماقي. تعلمت وتعلمت الكثير منه، فله أبجديةٌ تخـصه في تحمل وكتمان ما بداخله، والصبر على مغازلة رمال الشاطئ دون ملل.
مع بزوغ الفجر، برز البحر لي بزرقته وصفائه، كأنه يواسي آلامي ويمسح دمعتي…
أمينة بنونة