خصص الصحافي محمد إسرى تيمة فقرته الأسبوعية المتعلقة بالثقافة والفن في نشرة أخبار “المسائية” ليوم الجمعة 11 يونيو 2021 على القناة الثانية (دوزيم) لتيمة “السينما والرواية بالمغرب”، حيث استضاف للحديث عن علاقة الفيلم السينمائي المغربي بالرواية كلا من الناقد أحمد سيجلماسي والمخرج حسن بنجلون، الذي سبق له أن اقتبس موضوع فيلمه “درب مولاي الشريف” (2004) من رواية جواد مديدش “الغرفة السوداء”.
ومعلوم أن العلاقة بين الفيلم المغربي والرواية المغربية هي علاقة اتصال وانفصال في آن واحد، فالاتصال بينهما انطلق بشكل محتشم في البداية (فيلم “بامو” لإدريس المريني ،نموذجا، وهو مقتبس سنة 1983 عن رواية بنفس العنوان لأحمد زياد) وشيئا فشيئا بدأ يترسخ بفضل التراكم الحاصل في مجال كل منهما. أما الانفصال فيتجلى في عدد كبير من الروايات، الصادرة مؤخرا بالعربية والفرنسية، التي لم يلتفت إليها صناع الأفلام بالمغرب، رغم أن بعضها يتميز بكتابته البصرية (أشير هنا إلى حالة الروائي والسينفيلي الصديق المصطفى بوينيان الذي صدرت له مؤخرا رواية “عام باخوس” (2021) وقبلها “هذه البلاد السعيدة” (2019) وغيرهما).
من الأفلام المغربية التي كتبت سيناريوهاتها انطلاقا من روايات مغربية نذكر العناوين التالية: “صلاة الغائب” (1995) لحميد بناني عن رواية بنفس العنوان للطاهر بنجلون، “الدار البيضاء يا الدار البيضاء” (2002) لفريدة بن اليازيد عن رواية “جبابرة الدار البيضاء” لرضى المريني، “جارات أبي موسى” (2003) لمحمد عبد الرحمان التازي عن رواية بنفس العنوان لأحمد التوفيق، “يا خيل الله” (2012) عن رواية “نجوم سيدي مومن” لماحي بنبين، “بولنوار” (2013) لحميد الزوغي عن رواية بنفس العنوان لعثمان أشقرا، “سرير الأسرار” (2013) للجيلالي فرحاتي عن رواية للبشير الدامون، “سنة عند الفرنسيين” (2019) لعبد الفتاح الروم عن رواية بنفس العنوان لفؤاد العروي…
يمكن القول عموما أن عدد الأفلام المغربية المقتبسة، بشكل من الأشكال، من روايات مغربية تمثل نسبة تتراوح بين 5 و أقل من 10 بالمائة من الكم الفيلموغرافي السينمائي المتحقق منذ استقلال المغرب إلى الآن (حوالي 500 فيلم طويل).
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين السينما والرواية ذات طبيعة إشكالية، والحديث في هذا الموضوع حديث ذو شجون لا تكفي لتناوله من جوانب مختلفة دقائق تلفزيونية معدودة.
أحمد سيجلماسي