للسنة الثانية على التوالي، يحتفي العالم بيوم المتاحف (18 ماي) على وقع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19 التي ماتزال تلقي بثقلها على قطاع الثقافة في مختلف تجلياته ومواقعه، بما في ذلك المتاحف التي بات وضعها هشا بسبب تدابير الإغلاق والقيود التي حدت من زيارتها.
هذا الوضع الهش أكدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في تقريرها العالمي للمتاحف لسنة 2021 الصادر في أبريل المنصرم. ويقدم هذا التقرير تقييما مؤقتا لحالة 104 آلاف متحف في مواجهة جائحة “كوفيد-19″، استنادا إلى البيانات التي قدمتها 87 دولة عضوا كانت قد شاركت في دراسة استقصائية أجريت في شهر مارس 2021 عبر الإنترنت.
وأشار التقرير إلى أن المتاحف كانت قد أغلقت أبوابها لمدة 155 يوما في المتوسط خلال عام 2020، واضطر العديد منها منذ بداية سنة 2021 إلى الإغلاق مجددا، مما أدى إلى انخفاض عدد الزوار بما يعادل 70 في المائة في المتوسط، وتراجع الدخل بنسبة 40 إلى 60 في المائة مقارنة بعام 2019.
وبحسب (اليونسكو)، فإن الإغلاق المطول للمتاحف والانخفاض الحاد في أعداد الزوار وفي العائدات يبعثان على القلق، ويؤثران في قطاع المتاحف عموما، مما يزيد من صعوبة الاستمرار في بذل الجهود للمحافظة على المجموعات وضمان أمنها، وتأمين استمرارية العلاقة مع الجمهور والمجتمعات المحلية.
وأشار التقرير كذلك إلى الوظيفتين الأساسيتين، الاقتصادية والاجتماعية، اللتين تضطلع بهما المتاحف، وإلى إمكانية إسهامها في تحقيق الانتعاش في مرحلة ما بعد الجائحة.
وفي المغرب، تعتبر المتاحف، بحسب مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، من بين المؤسسات الثقافية “النادرة” في العالم التي حافظت على نشاطها منذ بداية هذا الوباء.
وقال السيد قطبي في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة هذا اليوم العالمي، إن المؤسسة واصلت تنظيم معارض في جميع أنحاء المملكة، وكذا أحداث ثقافية “لأنه من الضروري بالنسبة لنا الحفاظ على هذه الصلة القوية للغاية مع جمهورنا”.
وأبرز أن هذه المبادرة لقيت ترحيبا من قبل العديد من المؤسسات الثقافية الدولية.
ومع ذلك، يضيف قطبي، يجب الإقرار بأن عدد زوار المتاحف قد انخفض. وهو انخفاض يعزى بشكل خاص إلى إغلاق الحدود وغياب السياح وكذلك إلى القيود المفروضة على السفر على المستوى الوطني.
ويؤكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف أن هذه الفضاءات تضطلع بدور مهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلد، داعيا المغاربة إلى استئناف زيارة المتاحف حتى يتمكنوا من النهل من تاريخهم وتراثهم لأن هذه الأماكن تخصهم.
وفي معرض جوابه على سؤال حول “الوظائف الأساسية” للمتاحف في مغرب ما بعد الجائحة، قال السيد قطبي إنه من الضروري الارتقاء بالثقافة لتكون من بين الأولويات، لأن المتاحف لا تضم مجموعات وأشياء فحسب، وإنما تضم أيضا جزءا مهما من تاريخنا وذاكرتنا الجماعية.
وأشار إلى أنه في المؤسسة الوطنية للمتاحف، يتم الاحتفال بهذا اليوم العالمي من خلال افتتاح استثنائي ومجاني لجميع المتاحف التابعة للمؤسسة، لأن الثلاثاء هو يوم إغلاق في العادة.
وخلص السيد قطبي إلى القول “إننا نحتفي بالمتاحف تحت شعار التشارك والانفتاح مع الدفاع عن دور الثقافة والفن”.
و.م.ع