تختزن الذاكرة الإنسانية بأسماء طرق ودروب ومنازل مرت عبرها قوافل التجارة والسياحة، بقي بعضها واندثر البعض الآخر، وكانت لحروب السيطرة والإستغلال وفرض النفوذ دورها في تغيير مسار بعضها، والبعض الآخر أزالتها عجلة تطور المواصلات البرية والبحرية والجوية، كما غيَّرت مسار بعضها الحروب الطاحنة بين الدول والمجموعات البشرية، فكانت هذه الطرق تنشط في فترة وتتوقف في فترة حسب الظروف السياسية والعسكرية والأمنية، وبعض هذه الطرق التي كانت بوابة على الشعوب للتعارف والتبادل التجاري قطعت أوصالها جيوش الإحتلال، مثل خط سكة الحديد بين استانبول والمدينة المنورة المار عبر سوريا وفلسطين والأردن الذي تم نسفه سنة 1917م بفعل الإحتلال البريطاني والفرنسي للمنطقة، وسكة حديد بغداد الذي يربط البصرة بقونية في تركية عبر سوريا والذي عمل المحتل البريطاني والفرنسي على تعطيله وتخريبه.
ولعل أهم طرق القوافل التي كانت قائمة بعضها إلى فترة متأخرة هو طريق الحرير الذي يربط آسيا من أقصاها إلى أقصاها عبر الصين مرورا بالقارة الأوروبية، وطريق البخور الذي يربط الجزيرة العربية من المنطقة الشرقية على الخليج إلى باب المندب في اليمن، وطريق زبيدة وهو طريق الحجيج والتجارة من الكوفة إلى مكة المكرمة، وطريق الصحراء الكبرى الذي يربط صحراء القارة الافريقية من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وطريق الخيول والشاي الذي يربط الصين من أقصاها إلى أقصى التبت، وطريق العنبر في أوروبا الوسطى الذي يربط بين ساحل بحر البلطيق وساحل البحر الأدرياتيكي، وهناك طرق أقليمية أخرى.
وحتى يومنا هذا فرغم أن طرق مواصلات التجارة العالمية اختلفت نوعما ما نسبة للتطور السريع في طرق المواصلات، فإن سياسة القوى العظمى تفرض على بعض البلدان سلوك طرق تجارية بعينها دون طرق أخرى، مثلما الحاصل اليوم حيث تمنع واشنطن على بعض دول الشرق الأوسط سلوك درب الحرير للتبادل التجاري والإستثمار مع الصين.
ولعل من أقدم النصوص التاريخية على مثل هذه الطرق ما أثبته لنا القرآن الكريم في سورة قريش عندما تحدث عن خط السير بين الحجاز والشام والحجاز واليمن بقوله تعالى: (لإِيلافِ قُرَيْشٍ. إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) سورة قريش: 1- 2، ففي الشتاء كانت وجهة تجارة قريش وسياحتهم الشام وفي الصيف اليمن.
ولقد ساقني درب زبيدة إلى سوق هذه المقدمة، طريق توقف عند خريطة منازله وبقايا آثاره المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي طويلا وهو يتناول الجانب الجغرافي من حركة الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ومنها إلى الكوفة واستشهاده في كربلاء المقدسة، هذه الحركة التي وثَّق معالمها الجغرافية في الجزء الثاني من كتاب “أطلس السيرة الحسينية .. أطلس الركب الحسيني” الصادر حديثا 1442هـ عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 623 صفحة من القطع الوزيري.
منازل ومسميات
لكل درب أو طريق مسمّاه يشير إلى فاعل أو فعل أو هدف ومسرى نسب إليه، فطريق الحرير نسبة إلى تجارة الحرير، وطريق البخور نسبة إلى ما اشتهر من تجارة العود والطيب، وطريق الخيول والشاي نسبة إلى تجارة الخيول والشاي، وطريق زبيدة نسبة إلى زوجة هارون العباسي زبيدة بنت جعفر العباسية المتوفاة سنة 216هـ التي أقامت البناء والسقاء في عدد من منازل الطريق بين الكوفة والحجاز فسمي الطريق أو الدرب باسمها، وهكذا لبقية الطرق والدروب.
وحيث لكل درب عشرات المنازل في العهد القديم حينما كانت الجمال والبغال والحمير هي وسيلة التنقل، ومعدل قطع المسافة اليومية هو نحو 44 كيلا، فكانت القوافل تنزل حيث الماء والكلأ وفيها وأمثالها تعرِّس وتقيم، فهي بمثابة الخانات حتى وقت قريب، وبمثابة محطات الوقود والتزود بالمؤن الغذائية الخفيفة في الطرق الخارجية في عالم اليوم، وحيث لكل محطة اسمها فإن لكل منزل اسمه وتسميته.
والرحلة التي قطعها الإمام الحسين (ع) من مسقط رأسه في المدينة المنورة حتى مسقط جسده في كربلاء كانت على مرحلتين، الأولى: طريق المدينة نحو مكة وفيها ستة عشر(16) منزلا ومعشى وموقفا ومبيتا، نزل عندها وفيها استسقى الركب الحسيني أو بات، والمرحلة الثانية تبدأ من مكة المكرمة نحو كربلاء وبينهما 58 منزلا.
في المرحلة الأولى من رحلة الإستشهاد بدءً من مدينة الرسول الأكرم (ص) التي انطلقت يوم الأحد 29 رجب المرجب سنة 60هـ يتابع المحقق الكرباسي تحركات الإمام الحسين (ع) وتنقلاته بدقة في المنازل التالية: 2- ذو الحُلَيْفة، 3- الحُفَيْرَة، 4- المَلَل، 5- السَّيالة، 6- الرَّوحاء، 7- الرُّوَيْثَة، 8- العَرْج، -9- السُّقْيا، 10- الأبْواء، 11- الجُحْفَة، 12- قُدَيْد، 13- أَمَجْ، 14- عَسْفان، 15- شُرَيْفَة، 16- مَرَّ الظَّهْران، لينتهي به المقام عند مكة المكرمة ليلة الجمعة الرابع من شعبان المعظم سنة 60 للهجرة، وحيث أشرف على مكة قال عليه السلام: (اللهم خُذ لي بحقي وقرّ عيني، رب اهدني سواء السبيل) ثم تلا قوله تعالى: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ) سورة القصص: 22.
شفّع المؤلف هذه المنازل التي توزعت على طريق طوله 437.15 كيلا قطعها الركب الحسيني في 88.47 ساعة تقريبا، بمجموعة من الصور واللوحات والخرائط الأطلسية والصور الجوية والمخططات والرسوم التوضيحية والجداول، حيث بلغت اللوحات (5)، والصور (42)، والخرائط (3)، والصور الجوية (24) والمخططات والرسوم التوضيحية (5)، والجداول (7)، وهو بذلك يكون قد أشبع الموضوع من كل النواحي فضلا عن تقديمه لشروحات عن معنى ومسمى كل منزل، وكان اعتمادة على خدمة المحرك غوغل، خدمة علمية جغرافية توثيقية متقدمة أغنت الباب بشكل كبير، وقد استنفذ منه جهدا ووقتا كبيرين للتثبت من هذه المنازل على الخارطة وعلى أرض الواقع باعتماد المصادر الجغرافية والتاريخية القديمة، وما جاء في الكتاب حاكٍ عن هذا العمل الكبير الذي والف فيه بين المصادر القديمة ووسائل المواصلات والاتصالات الحديثة.
وفي المرحلة الثانية بدءاً من مكة المكرمة التي بدأت من يوم الخميس الثالث من ذي الحجة سنة 60هـ، فإنه عليه السلام مرّ على المنازل التالية: 2- التنعيم، 3- الصِّفاح، 4- البستان، 5- ذات عرق، 6- أوطاس، 7- غمرة، 8- المَسْلَح، 9- الكبوان، 10- أُفَيْعِيَّة، 11- الكراع، 12- حرَّة بني سُلَيْم، 13- شَرَوْرى، 14- العُمَق، 15- السَّليلة، 16- الرَّوْثة، 17- الرَّبَذَة، 18- سَنام، 19- مُغيثَة الماوان، 20- النَّقْرَة، 21- قَرَوْرى، 22- الحاجر، 23- العَبّاسيَّة، 24- سَميراء، 25- تُوز، 26- القُرْنَتان، 27- فَيْد، 28-، القَرائن، 29- الأجْفُر، 30- بَطْنُ الأَغَر، 31- الخُزَيْمِيَّة، 32- الغُمَيْس 33- الثَّعْلَبِيَّة، 34- التَّناهي، 35- بِطان، 36- الشَّجِيَّة، 37- الشُّقوق، 38- التَّنانير، 39- زُبالة، 40- الجُرَيْسي، 41- القاع، 42- الجَلْحاء، 43- بَطْنُ عَقَبَة، 44- الحَقْو، 45- الشَّرافْ، 46- ذو حُسَم، 47- اللَوْزَة، 48- القَرْعاء، 49- بِيضَة، 50- المُغيثَة، 51- عُذَيْب، 52- أقْساس، 53- الرُّهَيْمَة، 54- القُطْقُطانة، 55- قصر مقاتل، 56- نِينَوى، لينتهي به المقام إلى مثواه الأخير في كربلاء المقدسة التي وصلها يوم الخميس الثاني من شهر محرم سنة 61هـ.
شفَّع المؤلف هذه المنازل التي توزعت على طريق طوله 1273 كيلا وقطعها الركب الحسيني في 222 ساعة تقريبا، بلوحة واحدة، ومن الصور (93)، ومن الخرائط (2)، ومن الصور الجوية (120)، ومن المخططات والرسوم التوضيحة (1)، ومن الجداول (19).
والمحقق الكرباسي في جهده المعرفي هذا كما أوضح: حاول تتبع الطريق الأعظم الذي سلكه الإمام الحسين (ع) عبر تشخيص أماكنها وأبعادها من خلال الوسائل الحديثة، وما فيها من آثار. وأن يستظهر أماكن مبيت الركب الحسيني الثابتة والمحتملة. وأن يحدد الأماكن المحتملة التي توقف بها الركب الحسيني في النهار لأجل السقاية والعلوفة والإستراحة وإقامة الصلاة. وأن يستقرئ الماضي ومقارنته مع الحال لتتوضح الأماكن بشكل سلس. وأن يتلمس الطريق بشكل أكثر واقعية، فرسمها على الأرض بكل ارتفاعاتها وانخفاضاتها. ونقل بعض التفاصيل عما قام به الركب الحسيني في هذه المنازل ولو بإيجاز. كما سعى إلى ان تكون الخرائط ذات ثلاثة أبعاد مزيداً للدقة والمعرفة.
مواقف وحوادث
إثنان وسبعون منزلا قطعها الإمام الحسين (ع) من موطن الولادة إلى موطن الشهادة وهي منازل بعدد شهداء الطالبيين في كربلاء من غير الأنصار والأصحاب، وله عليه السلام في كل منزل موقف أو خطبة أو حديث أو لقاء.
إنطلق من المدينة وفي راحلته 122 شخصاً من بني هاشم معهم (70) ناقة لحمل الخيم، و(40) ناقة لحمل الأواني ومتعلقات الغذاء، و(30) ناقة لحمل الروايا والقرب، و(12) ناقة لحمل النقود والحلل والبرود والعطور، و(50) ناقة نصبت عليها المحامل للنساء والأطفال، و(48) فرساً للرجال والحماية.
وحيث ودع في المدينة جده وجدته وأمه وأخاه وأرحامه وهم في مثاويهم، أحرم في ذي الحُليفة وسار بركبه إلى المسجد الحرام، ولعله عليه السلام في الأبواء زار قبر جدته آمنة بنت وهب عليها السلام، وفي الجُحفة حيث كانت خطبة الوداع لجده محمد (ص) وواقعة غدير خم وبيعة المسلمين لوالده الإمام علي(ع)، وفي عُسفان حيث نزلت آية تشريع الإفطار في السفر.
وفي المرحلة الثانية بعد أن بقي الإمام الحسين (ع) في مكة المكرمة 118 يوماً، وعزم على الخروج إلى الكوفة بعد أن وصلت إليه رسل القوم ورسائلهم تدعوه إلى نصرتهم وتخلصيكم من ظلم الحكم الأموي بوصفه الإمام المفترض الطاعة، طلب منه عدد من الصحابة العودة إلى مدينة جده (ص)، لكنه عليه السلام عمل بتكليفه الشرعي، وخلال فترة مكوثه في مكة أجاب على أسئلة الأمة، وقام بتوعية المعتمرين والحجاج إلى مخاطر النظام الظالم، وتلقى كتب ووفود أهل الكوفة والبصرة للتوجه إلى العراق، والإجابة على تساؤلات الوفود ومناقشة المعارضين لسفره، ومن التهيؤ للسفر ومراقبة الوضع العام، وإرسال موفده مسلم بن عقيل الطالبي إلى أهل العراق، والتعبئة العامة لأهل بيته وأنصاره، وإقامة الصلاة لجموع الأمة، وإلقاء الخطب عند الحاجة، وقبل خروجه أتى بعمرة مفرده ثم انطلق والحج لما يبدأ بعد.
وفي الطريق التقى في منزل الصفاح بالشاعر الفرزدق المتوفى سنة 110هـ، ويرى البعض انه التقى به في منزل الشقوق. وفي ذات عرق وصله كتاب أمان من الوالي الأموي لكنه غذى السير إلى الكوفة حيث الغدر شيمة الحاكم الأموي. واحتمل المؤلف وقد نزل الإمام الحسين (ع) الربذة أن زار قبر أول منفي سياسي من الصحابة وهو أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري المتوفى صبرا سنة 32هـ. ومن منزل الحاجر بعث الإمام الحسين (ع) بسفيره قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة وكتب معه إليهم كتاباً ولكنه القي عليه القبض في القادسية وقتل صبراً. وفي الخُزَيميَّة سمعت السيدة زينب بنت علي (ع) هاتفاً يقول:
ألا يا عين فاحتفلي بجهد *** فمن يبكي على الشهداء بعدي
على قوم تسوقهم المنايا *** بمقدار إلى إنجاز وعد
ولعل في منزل الغُميس (السوقة) وصل الحسين (ع) خبر استشهاد سفيره مسلم بن عقيل الطالبي وهانئ بن عروة على يد عبيد الله بن زياد بعد تخاذل أهل الكوفة. وفي الثعلبية رقد لقيلولة ثم استيقظ وقد سمع هاتفا يقول: أنتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة، وفي هذا الموضع أسلم وهب بن وهب الكلبي النصراني وأمه. وفي زُبالة جمع الركب وأخبرهم باستشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر رسول مسلم إلى الحسين (ع) وخيرهم: “فمن أحبَّ منكم الإنصراف فلينصرف غير حرج فليس عليه ذمام” وتفرق عنه ضعاف النفوس والإيمان. وفي ذو حُسم التقى الإمام الحسين (ع) بقائد الكتيبة الأموي الحر بن يزيد الرياحي الذي كان على رأس ألف مقاتل قبل أن يثوب إلى رشده ثم يستشهد مع الحسين (ع) يوم عاشوراء. وفي بِيضة اختبر أنصاره ومن بقي معه. وحتى إذا وصل الركب الحسيني كربلاء وقف جواد الحسين (ع) ولم ينبعث من تحته مثلما فعلت ناقة جده محمد (ص) التي وقفت عند دار أبي أيوب الأنصاري ولم تتحرك، وحيث حلَّ الرسول (ص) يثرب مبشراً بفجر جديد قائلاً لأهل المدينة خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة، حلّ سبطه الحسين (ع) طف كربلاء قائلا لبقية الأنصار: إنزلوا، ها هنا والله محط ركابنا وسفك دمائنا، ها هنا والله محط قبورنا، وها هنا والله تسبى حريمنا، بهذا حدثني جدي.
وقائع الأيام
وأفرد المؤلف في نهاية المرحلة الثانية فصلا تحت عنوان “الوقائع اليومية المهمة في كربلاء” أشار باختصار إلى أهم الحوادث التي وقعت في الأيام الثمانية بين الوصول والإستشهاد، تاركا التفاصيل إلى الأبواب الأخرى من دائرة المعارف الحسينية حيث يمثل هذا الجزء الرقم 117 من الصادر من الموسوعة الحسينية من نحو تسعمائة مجلد أو يزيد، والتي نحت منحى التدقيق والتحقيق في هذا الباب وفي كل باب: (رغم قلة البضاعة وصعوبة الطريق ووجود الكثير من المثبطات التي تعيق العمل، وتسبب تأجيل وضع النقاط على الحروف بسبب الظروف المالية التي تكسر ظهر المؤسسات الكبرى فكيف بالصغرى والسائرة خلاف التيار ومجرى نهر الزيف الذي قد يمارسه الموالي قبل المعادي والذي يهمه الظواهر وما لا ينتمي إلى العلم والمعرفة) كما يؤكد المؤلف في الإستهلال.
وحول هذا الكتاب فإن المؤلف بتواضعه المعرفي يؤكد في الخاتمة: (نحن لا ندعي أنَّ هذا الذي قدمناه كل الحقيقة بل نقول هذا ما توصلنا إليه حسب الوسائل المتاحة واستخدام بعض ما تيسر من المصادر وما أمكن حصوله عبر التصوير من الفضاء المتاح للجميع والصور التي حصلنا عليها من الباحثين على أرض الواقع من مؤسسات وأفراد الذين بذلوا جهداً كبيرا في هذا الإتجاه شاكرين لهم عملهم).
ومثلما في كل جزء من هذه الموسوعة الفريدة، قدّم لهذا الجزء هذه المرة باللغة الإنكليزية القس الدكتور كانون دزموند سينامون (Canon Desmond Sinnamon) الأب في منتدى الإيمان في آيرلندا (Three Faith Forum of Ireland) والمدير العام له، معتبرا أن دائرة المعارف التي انتسبت إلى الإمام الحسين هي عمل معرفي عظيم التزم به العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي كرّس حياته لهذا المنجز العلمي والمعرفي الكبير.
وقال الدكتور سينامون الذي يخدم في الكنيسية البروتستانية في دبلن منذ عقود طويلة إن أغلب سكان الأرض لا يعرفون الحسين وما هي الظروف المأساوية التي استشهد فيها يوم العاشر من المحرم حسب التقويم الهجري الإسلامية، ولهذا نحن بحاجة إلى إبراز قيمة وقيم الإمام الحسين في وجه عدو الإنسانية حتى تدرك البشرية أهمية ما قام به من أجل رفض الظلم والإستبداد.
وخلص الأب سينامون الذي زار فيماسبق سوريا وفلسطين ومصر والمغرب إلى أن الموسوعة الحسينية تعد واحدة من أعظم المبادرات البشرية للتفكير بعمق في حفيد نبي الإسلام الكريم الذي لم يكن سوى المنقد الفعلي للإسلام الأصيل والحقيقي.
د. نضير الخزرجي
الرأي الآخر للدراسات- لندن