جـاء رمضان، وهلت فيوضاته، وأشرقت أنواره ولا يزال العبد يتسابق مع الزمان فيحيا بصلاته وصيامه أيام الحب والعرفان.
تشرق القلوب بأنوار الرحمن في ضياء وسلام .. سلام يدفع النبضات لتحيا في ظلال الوهاب.
هل انت راض عن صلاتك وصيامك؟
هل أحسنت الي الله كما أحسن اليك؟
هل ذكرت الله ليذكرك؟
هل أطعمت الفقير والمسكين حامدا الله لنعمته لك؟
هل ينبض قلبك بشكر الله لفضله عليك؟
اذن فأنت في طريق الوصال.
صلاتك حب، وصيامك نور، والوصلة مع الله طريق يقودك الي السلام والأمان..
أمان نفتقده هذه الأيام.. فيأتي رمضان ليوقظنا من غفلتنا ويدعونا الي تلبية النداء
بحي علي الصلاة .. حي علي الفلاح.
وتشرق الأنوار باسم الحي الوهاب الذي يهب الحياة للوجود..
فسبحان الله الحي الذي تحيا به الأسرار وتشرق به الأنوار
فيستغرق العبد في وصال ممدود ليصوم عن الطعام والشراب، ويمتنع عن الخصام والجدال، ويدخل في محراب النور..معلنا نيته عن صيام رمضان فيهييء نفسه لخلوة مع ربه .. يناجيه .. يشكو اليه همه، ويشكره علي نعمته، ويحمده علي فضله.. فيمنح الله لصائم نفحات منحة منه سبحانه ليصدق وعد الله اما الصيام فأنا أجزي به..
وتمر الأيام ليزدهر العبد فيزداد صفاءا ويكتسب طاقة نورانية من محراب النور فتصبح
أيامه في رمضان نور علي نور.
وهل النور يمنح الا لصلاة وصيام للواحد القهار، ولذكر وتسبيح وحمد لله رب العالمين
وتضاء المساجد بذكر ” الله أكبر” ، وتحيا القلوب في نور الرحمن، وتسجد الأجساد في
ظل الأمان، ويعلو صوت الفطرة جاء رمضان.. ففتحت الأبواب لعباد الرحمن للقرب والوصال
فيصبح الوعي الانساني مسبحا ومؤذنا باشراقات نورانية ليس للانسان فيها فضل، وانما
الفضل فيها لله الواحد الوهاب.
وتفتح كنوز العلم والمعرفة ، لتدخلك الي عالم الأسرار لتحيا في أنوار القرآن حيث السعادة الروحية التي تهب لك السلام .. والاطمئنان
فهل انت مستعد لرمضان…؟
د. نـاهـد الخراشي
كاتبة وخبيرة العلوم السلوكية والنفسية