في إطار الأنشطة العلمية والأكاديمية التي تستهدف تعميق تكوين الطلبة الباحثين، والتي تقام بكلية اللغات والآداب والفنون التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، نظم “فريق البحث في الأدب والبلاغة والترجمة” الحديث العهد، والتابع لمختبر “الديداكتيك واللغات والوسائط والدراماتورجيا ” الدورة التكوينية الأولى عن بعد لفائدة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، تحت عنوان: البحث العلمي أسئلة وقضايا، عل منصة google Meet يومي السبت 27 مارس و03 أبريل 2021.
وقد أشرف على تأطير الطلبة خلال هذه الدورة أساتذة ينتمون إلى فريق البحث، من داخل وخارج الكلية، وهم:
– الدكتور ادريس جبري، جامعة السلطان مولاي سليمان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بني ملال.
– الدكتورة الإدريسية العبودي، جامعة ابن طفيل، كلية اللغات والآداب والفنون، القنيطرة.
– الدكتورة نادية ازداد، المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس.
– الدكتور عبد العزيز مناضل، جامعة ابن طفيل، كلية اللغات والآداب والفنون، جامعة ابن طفيل.
– الدكتور محمد عبد العظيم بنعزوز، جامعة ابن طفيل، كلية اللغات والآداب والفنون، القنيطرة.
– الدكتور أحمد الجرطي، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة.
– الدكتور امحمد واحميد، جامعة ابن طفيل، كلية الآداب والفنون، القنيطرة
انطلقت الجلسة الأولى يوم 27 مارس على الساعة الرابعة بعد الزوال، وكانت من تسيير الدكتوراه الإدريسية العبودي التي مهدت للقاء بكلمة ترحيبية، وأعطت الكلمة للدكتور امحمد واحميد للترحيب بالمؤطرين والحاضرين باسم فريق البحث وباسم الكلية، ثم أعطيت الكلمة للطلبة الباحثين (عشرون طالبا) لتقديم أوراق علمية، عبارة عن تقارير حول سير بحوثهم، بالتركيز على المنجز والصعوبات التي تواجههم في مسار تقدم البحوث، وكانت مواضيعهم متنوعة ما بين الأدب والنقد والدراسة البلاغية والحجاجية لأنماط مختلفة من الخطابات كالشعر والسيرة الذاتية، والخطاب السياسي، واليوميات السياسية… وأبرز المتدخلون الذين كان أغلبهم في السنة الثانية من التكوين، أنهم يسيرون بخطى ثابتة وبدأوا في التحرير بعد عمليات حصر المتون وتقديم مخطط أولي. وأن هناك صعوبات جمة تعترضهم مثل ندرة المراجع وصعوبة الحصول على الأجنبية منها، فضلا عن صعوبات الترجمة من اللغات الأجنبية، وغموض واستعصاء بعض الأعمال على التحليل بالمنهج والمقاربة المستخدمة…
بعد انتهاء الطلبة من العروض أتيحت الفرصة للأساتذة الذين عبروا عن إعجابهم بالمواضيع المطروقة، من ناحية الجدة والراهنية، وكذا فتح المقاربات المعروفة على خطابات لم تدرس بها بعد، كما حثوا التزام الطلبة الباحثين على المزيد من الجدية والصرامة في التعاطي مع بحوثهم، وقدموا مجموعة أخرى من الإضاءات التي تهم إشكالات معرفية منها مقاربة خطاب السيرة الذاتية من منطلق المطابقة، وتعاقد الكاتب مع القارئ، ومن منطلق صلاحية هذا الخطاب لتجسيد الحجاج بالوقائع والشهادات والوثائق.. زيادة على إمكانية مقاربة خطاب اليوميات السياسية باعتماد المدخل البلاغي… واختتمت السيدة المسيرة الجلسة بكلمة شكر منها ومن الدكتور امحمد واحميد الذي نوه بما قدمه الأساتذة من ملاحظات معرفية ومنهجية سيكون لها وقعها الإيجابي في مسار البحوث.
وعقدت الجلسة الثانية يوم 03 مارس على الساعة العاشرة صباحا، وأطرها الأساتذة ذاتهم، وكان التسيير مسندا للدكتور إدريس جَبري الذي افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية، وذكّر الطلبة بالمطلوب منهم في هذه الدورة التكوينية، ثم أعطى الكلمة للطلبة، الذين كان أغلبهم في السنتين الثالثة والرابعة من البحث، كي يقدموا أوراقهم العلمية التي تميز أغلبها بتناول الخطاب السردي العربي، قديمه وحديثه، من منطلقات متنوعة يبحث أغلبها عن منهج عربي إسلامي في تناول هذا الخطاب وتحليله وتأويله… ثم عرض هؤلاء الطلبة ما واجهوه من صعوبات مثل انعدام منهج عربي خالص في دراسة الموروث والأدب العربيين، وصعوبة تبيئة المناهج والمقاربات النقدية الغربية داخل البيئة الثقافية العربية…
وعقب تقديم العدد المحدد من الطلبة أوراقهم، تقدم الأساتذة بتوجيهاتهم وملاحظاتهم بخصوص المواضيع المطروحة من قبل الطلبة، فأكدوا أنه من الضروري أن يعمل الطلبة على تحديد المفاهيم التي استعملوها كالسُّنن والتراث والمنهج الإسلامي… وضرورة الاطلاع عل كتب الدكتور محمد عابد الجابري في فهم القرآن وقراءة التراث، كما بينوا السبل التي يمكن عبرها الاستفادة من المناهج الغربية التي انطلقت من فلسفة مادية تغيّب الجانب الإنساني، ولخصوا ذلك في ضرورة استحضار هذا الجانب، ومراعاة خصوصيات الثقافة العربية وسياقاتها. كما أنهم أشاروا إلى استعمال الطلبة للمنهج والبنية بشكل عشوائي، وحذّروا من الوقوع في البعد السجالي (الشرق-الغرب) لأن المعرفة إنتاج إنساني أسهمت فيه جميع الأمم، بالإضافة إلى أهمية تجديد وتطوير الفكر، وتدقيق المصطلح (النموذج والأنموذج) وخصوصا عند الترجمة، مع التمييز بين المناهج وآليات البحث مثل التفسير والتأويل، والتحليل، والتعليل، والوصف.
وأبدى الأساتذة في النهاية رغبتهم في عقد لقاء ثالت لفائدة بقية طلبة المختبر والفريق. وكانت الكلمة الختامية للأستاذين امحمد واحميد وعبد العزيز مناضل، اللذان شكرا كل المتدخلين، وخصوصا الأساتذة المؤطرين من خارج الكلية، على تدخلاتهم القيمة والمفيدة، وثمّنا مجهودات الطلبة، وحثاهم على بذل المزيد من الجهد.
محمد واقديم