من ماء لكوس ارتوت، وفي هواه أينعت، فتشبعت وأزهرت، فكان لباقات ورودها ألوان طيف، تهديها لقرائها شعرا ونثرا. هي مبدعتنا مونى المجدي، من مواليد مدينة القنيطرة 1972، لكنها انتقلت مع أسرتها في سن الثالثة للعيش بمدينة القصر الكبير. درست الابتدائي بمدرسة ابن خلدون، والإعدادي بالإعدادية الجديدة (أبي المحاسن)، لتنتقل إلى الثانوية المحمدية من أجل متابعة دراستها الثانوية، حيث نالت شهادة الباكلوريا. وكان عليها أن تقصد مدينة الرباط، لاستكمال مسار دراستها الجامعية، وذلك في كلية العلوم القانونية والإقتصادية و الإجتماعية، التابعة لجامعة محمد الخامس، حيث حصلت على الإجازة في القانون العام / إدارة داخلية. لأديبتنا كتابات نثرية وشعرية، متميزة بالقدرة على التعبير عن أدق أحاسيسها، والتفنن في صياغة أروع الصور الجميلة. لهذا نالت إعجاب قرائها في التواصل الإجتماعي، مما شجعها على مواصلة طموحها لكتابة أجمل وأكثر تأثيرا في القارئ. تقول في إحدى مقالاتها: ((كل يوم نتعرف على أنفسنا أكثر، نتعلم من المرآة أن نبتسم في وجهنا العبوس، ننشر بالأماكن التي تحتضن المارين المحبة. كلنا ضيوف فوق هذه الأرض، نتحرك في خطوات الزمن، ينقص من أعمارنا الناس و المسافات. قلوبنا تخفق بالخوف الممزوج بالفرح، ننتظر شروق الشمس و في نفس اليوم ننتظر الغروب لنستمتع برونق السماء في التحامها بالأرض.)) فلأديبتنا كتابات أدبية منشورة في جرائد إلكترونية، سواء داخل المغرب أم خارجه، كما أن لها مشاركات مباشرة في أمسيات ثقافية، خاصة بعدة مدن مغربية. حصلت على مجموعة من الشهادات التقديرية، تحفيزا لها على مواصلة المسيرة الفتية الواعدة، دفاعا عن اللغة العربية والاعتزاز بها. وبالرغم من زخم كتاباتها الشعرية والنثرية، لم تفكر بعد بإصدار أي ديوان شعري. لانها كما اوضحت (( أرى نفسي مازلت في الدرج الأول ومازالت كتاباتي تحتاج إلى المزيد من التطوير في خلق صور بيانية أكثر وضوحا ومجازا، تنقل القارىء من القراءة الى تصور المشهد، كما لو أنه شريط موثق)). ولأخذ فكرة تقريبية عن طبيعة شعرها، نورد فيما يلي هذا النموذج من شعرها: في عيناك ابجدية اولها الف و اخرها ياء تشكلت نجوم السماء من مزن الكلمات خرقة بيضاء تلونت اشجارها بالاعلام و الاناشيد احتاروا في المجاز بحور و روايات لغة الضاد مرفأ الابتهالات وتنبهنا الكاتبة المبدعة منى المجدي، إلى أن مدينة القصر الكبير، ليس لها باع طويل في النشر الورقي بمجالات الأدب والفن والثقافة والفكر الخ.. فقط، بل إن الأجيال الجديدة من شباب هذه المدينة المتحضرة، لهم أيضا قصب السبق في الكتابة والإبداع على مستوى أدوات التواصل الاجتماعي.
أمينة بنونة