*يقول ابن عربي: (إن الكلام عبارات وألفاظ//وقد تنوب إشارات وإيماء)*1
+توطئة:
– تشعب القول في الزجل المغربي كإبداع ثقافي، فصنفوا منه ما صنفوا وعددوا أشكاله، وعينوا حتى من بدأه ونظمه منفردا دون غيره… لكن لا شيء اكتمل واتضح من التعريفات والمفاهيم والمصادر والرواد…إنه التباس إبستيمي ومنظور غير منطقي…فالمسألة هي في البدء، تراث ثقافي شفاهي شعبي، في قلب التاريخ وعلوم الاجتماع و«اللغوص» والأنتروبولوجيا واللسنيات…فهي التي عليها مسؤولية التنقيب والتفحص والتعيير…ولذا لابد من كتابة بحثية لتاريخ الزجل المغربي، كإطار لأدبه العام، لغويا وفنيا وإنسانيا بشكل ممحص ومتكامل، وليس مجرد ادعاءات..فالزجل هنا إذن، هو حمال تاريخ مجتمعه العميق…فهل منشأ الزجل كظاهرة إنسانية، هو حقا من مصدر أولي واحد؟..
+ التعريف:
– إن الزجل أصلا هو»كلام» منظوم، موزون وشاعري…هو «كلام» مرسل، يؤدي مهمة تبليغ خطابه على متن بوح تلقائي، لا تعوقه «نحوية» اللفظ وتركيباته.. وهكذا صار ينعث بالكلام الزجل (بكسر. ج)، على غرار الصوت الساري والمرسل، ومنه «الحمام الزجل»، أي الذي ينقل رسائل الأغراض والهوى…ففي الزجل، يبث المجتمع لواعج الذات الفردية والجماعية، وفنون التطريب، ونوعية الآداء، وتجارب إنسانية شتى…وبهذا فهو يعتبر «ديوان المغاربة» الأكثر ترسخا، في مختلف مناطقه القروية والحضرية…إن الزجل في بلاد المغرب امتاح ويمتاح متونه االفنية، من خلال رافدين أساسيين تميز بهما دون غيره من أزجال الشعوب..الأول هو التعدد الثري والنوعي لأنماط القول الإبداعي حسب اختلاف خيوط النسيج الاجتماعي للمكون البشري…والثاني هو الطابع الأندلسي، فقد نزح من الفردوس المفقود بكل الرصيد الحضاري والثقافي، من أشعار وموشحات وطرب، أضفت جميعها عليه جمالية بقيمة مضافة… فالمغرب إذن هو موطن الزجل تاريخيا كمفهوم أجناسي نوعي وشعبي… له سبق في الإبداع الأدبي العربي، مع نزوح الموشح كقالب مختلف عن سيرورة الشعر المتعارف عليه، فكان التمازج تفاعليا مع الشفاهية الفطرية، من أصل أمازيغي وعروبي و صحراوي حساني وإفريقي طوارقي، وزنا وتقطيعا، حيث صار هذا الزجل متميزا بتعدد طباعه.. من هنا فبلاد المغرب، ومع توسع إماراتها، خاصة الأمبراطورية الموحدية*2، كانت هي المؤهلة كوسيط، لتأصيل الزجل الموشح ونمذجته، في المنطقة وفي العالم العربي، شكلا وصيغا…
+تقويم المفهوم:
– من المؤكد، أن لكل قول زجلي وأدبي، ظروف وعوامل تكوينية/تطورية كما هي الظواهر…فالزجل ليست له نشأة فجائية كطفرة ابتكارية، بل له نشأة أنتروبولوجية وسوسيولوجية تبلورت… وهكذا فمن البديهي الذي لا يناقش، هو أن لكل شعب لهجته المستعملة شموليا، وبالتالي كلامه الأصلي أو «لغت»ه العامة اللصيقة به… غير أن ما يلاحظ بنيويا، هو أن هناك من طور اللهجة لديه، في منطقته، إلى نشاط روحي وكذا مادي ومعنوي، حسب عوامل بيئته النائية أو وفق انفتاحه القريب من الحضر، وكذا بناء على رصيده الثقافي الموروث بتراكماته..وهناك من تركها على حالها الحسي، في مناطق أخرى معزولة، فبرزت من خلال عفوية طلقة…من هنا يلزم الاعتراف بأن المجتمعات تتأنق شفاهيا، أو بالأحرى تكتب بأنشطتها الفنية والثقافية قبل الحروف، لأنها في حاجة إلى ذلك روحيا وذوقيا واحتفاليا…وهكذا صار الزجل مقترنا بالغناء..ولذا فارتباطه هذا يدل على أن الغناء، كنشاط ثقافي/فني للعمق الاجتماعي، هو الذي صار وسيلة مزدوجة، ليحافظ على القول في ذاكرة الذوق كوعاء، كما يؤطره أيضا وزنا وتقطيعا على مقاسه …لأن الشفاهية في كل تراث، ونخص بالذكر هنا الزجل المغربي، حصل ويحصل جراءها اندثار لجل شعر وزجل المنطقة المغاربية عموما، حيث لم يتسن لهما التوثيق والكتابة، وذلك بشهادة محققين وباحثين مغاربة وأجانب، كمحمد الفاسي وعباس الجراري ومحمد بنشريفة وعبد الكبير الخطيبي، وليفي بروفانسال*3، ونضيف أيضا حسن نجمي*4.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المغاربة في الحضر، استهوتهم طريقة الأندلسيين في احتفالاتهم، حيث يغلب عندهم الإنشاد في القول الزجلي الموشح، مما يكرس الموروث منها بالترديد… والملاحظ أن هناك شح في القول الشعري الفصيح وندرة شعرائه، لا في المغرب فحسب بل وفي الأندلس أيضا، عكس المشرق.. وقد ثبت ذلك في أحد مؤلفات العلامة عبد الله كنون، حيث أشار فقط إلى شذرات من شعر وزجل السلاطين وبعض المتعاطين، في قصائد قليلة الأبيات محدودة، دون أن نجد «دواوين» مركزة وكاملة… وقد غلب أكثر في بحثه الموشحات والأزجال، وكذا الإنتاج النثري*5.
– ماهيته:
– إن أكثر ما نقول عن الزجل المغربي، هو أنه جنس أدبي ذوقي متميز متسم بالشاعرية والطرب، وليس شعرا محضا، باعتبار أن «الشعر» جذع مشترك، تفرخت منه الأجناس الأخرى، مثله مثل الفن والأدب والمسرح…فالزجل يتميز بمقطوعته التي يطلق عليها «لقصيده»، أما الشعر الفصيح فله «القصيدة»..وليست المفارقة عبارة عن تدريج الكلمة أو تفصيحها فقط، بل هذا التدريج المصاغ، له خصوصيات سيميائية لثقافة مجتمع، يمتلكها خارج الشعر العربي الفصيح…كيف ذلك؟..إن «لقصيدا» هي قبل كل شيء روي شفاهي مسرود، يحكي عن تجربة «درامية» ما، معاشة أو متخيلة كأي أدب أو فن، ذاتيا وانتمائيا… كما تغلب عليه صفة الإمتاع والمؤانسة، بطقوسية شعبية توحي بالركح المسرحي، فيما كان يطلق عليه بـ«اللعب» (بتسكين.ع)، كنشاط احتفالي أو سمري…إذن فهو «كلام» إيقاعي، بالغ التأثير على المتلقي، حرقة وتشويقا وطرافة، بشتى صيغه..ينظم على شكل حكي أو أحجية، أو سيرة، أو حكمة أو عبرة أو مثل، يؤديها الراوي سواء كان حكواتيا أو مغنيا أو واعظا، ولو كان مصحوبا بنثر، في تواصل حذق بين الشفاهي والسمعي ليرتق بين الخطاب والتلقي..وعلى سبيل المثال دون حصر، هناك أصحاب الأقوال المأثورة والأبعاد الصوفية والحال المهوس والرؤى الاستجلائية..وقد اشتهر بذلك «عبد الرحمان المجذوب» وأتباعه السائحين في أرض الله، والزجال الفحل «سيدي قدور العلمي» الشهير بقصة «داره»، في «لقصيده المكناسية».. كما أن من صنف المجذوبين المحدثين، في العصر الراهن أيضا، المرحوم العربي باطما، في ديوانه الزجلي «الحال».
/*- أما فيما يتعلق بأغراض الزجل ثقافيا وإنسانيا، فهو يتوزع غالبا، كما كان، بين مدح وغزل وإثارة روحية ووصف للطبيعة ومحاورات، خاصة في زجل الملحون، حيث تضطلع به شرائح مختلفة من المجتمع، حرفيين كانوا أو أعلاما أو سلاطين، مع طقوس التسامر والاحتفال…ثم، وإضافة إلى ما سبق، هناك البوح، والشكوى من شدة «الكي» في العشق وظروف الحياة من جهة، ومن جهة أخرى النزوع إلى الدود عن حوزة المكان والأرض والحق، والشرف، وكذا النضال والتثوير من أجل التحرر، وذلك مع زجل القرى، كتراث حرابي ومقاوم، أملا في بزوغ انفراج «الضي» والانعتاق… كما يؤدى الزجل أيضا، غناء موزونا ومقفى بطرق «اللعب» والمرح في أشكال حركية راقصة مدهشة مع «عبيدات الرمى»، وهم يروحون عن المحاربين بعد انتصاراتهم أو يبثون الحماس فيهم بغاية تشجيعهم وتقوية معنوياتهم …وبهذا يوثق زجل كل منطقة بمميزاته حكيا وترسيخا، في الوجدان والذاكرة، بمضامين الفخر والاعتزاز، وبشهامة الوطن مدنا وقبائل، وكذا بأبطاله نساء ورجالا… بعد أن يكون قد تحول بكل صيغه إلى أداء فني، يرونقه ويعليه.
– الخصوصية:
– للزجل المغربي خصوصيات متفردة، لها أصولها الوظيفية والفرجوية والإبداعية… ومن ذلك الدفع بالذوق إلى الارتقاء، من خلال حسن الإنشاد وحسن السماع، ثم تنشيط الإمتاع والمؤانسة بشتى أشكالها، حكيا ورويا ودرر قول…ولذا وجب أن يتسم كلامه بالسلاسة التعبيرية والإيقاعية، ليثير الإصغاء ويبهجه، بالصوت الطروب وبراعة الأداء. وكما ذكر سابقا فإن اللحن هو شرطه ومعيار نظمه وحفظه، مثلما هو الموشح وطرب الآلة، وأصناف العروض الشعبية الأخرى…فهو في الحضر يسمى بالآلة والملحون، ويتحدد في مناطق الانزياح الموريسكي بأرستقراطيته..أما في القرى، وفق المجتمعات القبلية، فغلبت عليه، كما أشير إلى ذلك، أنواع من ال«عيطة» وأحواش، وأحيدوس، والروايس، ومنظوم الرباب، ولوتار والدف، والتي كلها وسمت القول والنغم المغربيين إلى جانب ما ورد.. وهكذا تعددت، بصفة عامة، صيغ الزجل وأوزانه وإيقاعاته..ومن ذلك نذكر، إضافة إلى ما سبق، ما يسمى بـ«الغن» وهو الطابع الحساني، ثم الحضاري والكناوي والمرساوي والحصباوي والكباحي… وكلها صيغ تعرف بإيقاعاتها الخاصة… فالزجل أصلا ومعه التوشيح، يخالفان أوزان التفعيلة*6، إلا من شاء… وهنا، قد يكون الكلام إما للغناء أو الغناء للكلام، على حد سواء.. وبهذا فهو أكثر تحررا من أنماط الشعر المتعارف عليها…وفيما يتعلق بخصوصيات العيطة بالذات كمفهوم وجداني/فني، وهي الأكثر تداولا وانتشارا بجميع أشكالها الكلامية، أنها تعني طلب «الغوث» أو المناداة الوجدانية الملحة والمؤثرة، في منأى داخل مجال مرتبط أصلا بالطبيعة مكانيا، كأعالي الجبال أو شساعة غابوية، أو مجال طلق كأماكن الرعي..وقد يكون من أعلى «المرتفعات» إلى كل الكون الوجودي، تجاوزا للمحدود… ومما يطبع هذه المناداة، أنها تنشد على صيغة موال معبر صوتيا عن حرقة وجدانية، وكأنه نطق كلامي تحكيه تقاسيم حنجرة عذب صياحها.. وأساس كل ذلك، أنتروبولوجيا، هو الاستنجاد أو طلب التقارب أو الرغبة في الالتحاق، توسلا إلى المحبوب أو المخلص.. أما فرجويا فإنه، أي زجل العيطة وكذا الإنشاد، وجدان لحظي بوعي خاص، ويمارس فولكلوريا بطقوس معينة كتبار تنافسي، حيث ضرورة «النظام»، وهو الشخص البارع المتمكن من ارتجال كلام سوي وموزون وبليغ، أثناء تدخل المتنافسين في من ينال إعجاب السامعين المتذوقين، حيث المهارة والسجية بين «القوالين»… وكل هذا يستدعي البداهة والحنكة في القول، والإعجاب والفطنة في التلقي، عبر ما يصطلح عليه ب «الذي» معنى ودقة، أو «لكلام لمرصع» وزنا ومجازا… ومن أبرز الأساليب في الزجل أنه يستعمل «التقية» أو رمزية الإخفاء، إذ يشفر المجتمع ضمنها بأسلوب معتم، أسراره وهواجسه وإرسالاته… وفي ذلك توثيق لمآسي وبطولات غابرة… فقد ذاق هذا المجتمع، في العصر الحديث كما في عصور سابقة، الكثير من القهر في وحدته وهويته، من طرف الاستعمار، أو من طرف سلطة المخزن القبلي في فترات الأزمات، وأيضا في أحوال ما يسمى بـ«السيبة» عند انفلات الأمن… وأشهر نموذج عن ذلك، ظاهرة «خربوشة*7… وللدراسات الإثنوغرافية هنا مجالها، وكذا الأنتروبولوجية الثقافية، إذا ما قامت بدورها المنوط بها.. فالتاريخ يشهد على حالات تآزر، تمت فيها أشكال من التضامن الاجتماعي القروي والمديني في أحداث حرجة، كادت تحدق بالوطن والقيم الاجتماعية، إبان الحركات الوطنية والنضالية…فقد كان للزجل دور إذكاء الحماس وتوحيد الرؤيا وإثارة الوجدان الجمعي…تقول العيطة الملتزمة في أكثر أدوارها الوطنية: (وهيا خوتنا لسلام/هزو لينا لعلام/زيدو بنا القدام/إلا خيابت دبا تزيان)*8.
– الإحياء:
– ولإحياء الزجل وبعثه من جديد في شكل تحديثي، مع تواصل دور الحلقة في الحفاظ عليه، وفي إطاره الشفوي أساسا، فقد تم تطويره من خلال تقديمه على الركح المسرحي بتثقيف الخطاب المعاصر..وهذا الأخير تألق حديثا وبرزت فيه فرق مسرحية، غلبت عبر متونها الزجل، في أدواره النصية والحوارية والإنشادية المكملة، ضمن مدرسة كل من أحمد الطيب العلج والطيب الصديقي وعبد السلام الشرايبي وغيرهم.. وتلت ذلك مجموعات شبابية في مطلع السبعينيات، مع الفرق الغنائية الشهيرة، خاصة «ناس الغيوان» وجيل جيلالة والمشاهب وتاكادا وغيرها ، فكان بعثا أوليا للذاكرة وشحدا لها في العصر الحديث ..وقد كانت الحلقة من جملة مقتبسات هذا المسرح وروافده، من التقليد إلى التحديث… وهكذا فالزجل بطبعه تولد من جديد دراميا في قوله ونغمه، (من الحلقة إلى المسرح).. ثم جاء البعث الثاني المتجدد، في إطار الحداثة عبر الحس الذاتي والإنساني، والتصوف والروحيات والوجودية، فصار شعلة استعاد فيها، أي الزجل، وهجه مع أقطاب كثر يمكن الحديث من بينهم، كأمثلة نموذجية وغير حصرية، عن الزجال المخضرم أحمد المسيح، الذي تمثل فيه تثوير الاحتجاج وجذرية التغيير إبان ما اصطلح عليه بأيام الرصاص… وعن الزجال المجد إدريس أمغار مسناوي، بمسحته الإنسانية الوجودية والتأملية، وبمنظوره الكوسموسي…ثم محمد موثنى بقريحته الشاعرية ضمن التراث الصوفي الكناوي، رفقة «المعلمين»…وكذلك الزجال الأهازيجي إدريس بالعطار، الذي يمثل «دي»ه الكلامي، امتدادا للتوجه التأصيلي والتحديثي معا على مستوى الشكل والإيقاع، بفنية طروبة وتشخيصية… ولا ننسى جيل الزجالين الجدد، وعلى رأسهم، بحساسيته الحداثية المعاصرة، احميدة بالبالي الذي قفز هو وآخرين من المحدثين، بالزجل إلى مواكبة القصيدة العربية وكذا العولماتية…وما يمكن القول عن هؤلاء الرواد، أنهم ذكروا هنا لكونهم يمثلون تيارات مختلفة ومتباينة.
– النقد:*9
-إن الزجل المغربي هنا في حاجة ملحة إلى النقد، لكن ندرة الكم في الدراسات الأكاديمية، لم تمكن هذا النقد من ولوج عالم الزجل بشكل محفز، باستثناء بعض المحاولات… إذ أن الزجل لم يصل بعد إلى الاشتغال المقعد في حقيقته ولهجته، لكون ثقافته وأدواته غير متاحة..إنه لازال متوقفا تراثيا، ويكاد يبقى خاما دون تأطير علمي أو أدبي وفني، وبسبق إثنوغرافي وأنتروبولوجي أساسا…فهو متشعب وغير مستسهل، ويعتبر مغامرة ثقافية للقراءة النقدية، لأن أدوات النقد الزجلي الراهنة مستعارة كليا من النقد الشعري الفصيح.. وهذا الأخير لا يمكن أن يتجاوز راهنا الاشتغال على مدروسه المعتاد… ولذا يلزم نقدا متخصصا وليس دارسة واصفة فقط.
– الإجمال
-إن الزجل عموما لا محيد له عن حقله ولا انسلاخ له عن «نطقه» أساسا.. فهو ينطق لسنيا بحمولة التراث الذي ينتمي إليه، لأن لمنطوقه أصلا متلق نوعي، له ثقافته الخاصة في بيئته…غير أن هذا الزجل في تطوره الحديث، يبدو أنه ينحو منحى الشعر الفصيح وأجناسه الأخرى حداثيا، ليتمثل به قلبا وقالبا، دون أي تميز في الشكل والمضمون… وصحيح أن هذا التطور مطلوب لإخراجه من التاريخانية، لكن الإشكال هو التهيب من انسلاخه عن جذوره.. إن الزجل لا بد أن يكون واصلا ما بين المتلقي ووعيه الخاص… ومن تم عليه أن ينطلق من جدع شجرته بيئيا إلى تفرعاته كونيا، دون أن يفقد ماهيته…
هوامش:
1- من دراسة بعنوان: «اللغة وإشكالية التأويل عند محيي الدين بن عربي»، للكاتب منصف عبد الحق، مجلة «الوحدة» – العدد 60، شتنبر 1989م
2- كتاب «النبوغ المغربي في العالم العربي» للعلامة عبد الله كنون (وهو قراءة للكاتب نور أشوخي)….(ج.2-عصر http://www.alukah.net/library/0/14874/الموحدين).. وهذا رابطه:
3- دراسة للباحث والزجال محمد الراشق: «الزجل المغربي بين وهم المكتوب وحقيقة المحكي»..والرابط هو: http://aslimnet.free.fr/div/2005/m_errachek5.htm
4- نجمي، حسن-أطروحته للدكتورة-وهي بعنوان: «غناء العيطة، الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب» – (تحميل)… pdf
5- نفس الكتاب السابق لعبد الله كنون..(ج.3- وبه أمثلة مما جمع المؤلف من أشعار غير مركزة…)
6- الرباوي محمد، العروض:دراسة في الإنجاز، شركة مطابع الأنوار، الطبعة1-السنة 1994 – الفصل 3، ص ص. 338-343-
7- الزجالة الثائرة خربوشة، من ق.19، والتي تحيزت لقبيلتها (ولاد زيد)، ضد المستبد القايد عيسى بن عمر العبدي
8- عيطة شائعة تردد، لكن يبدو أنها مجهولة المصدر
9- النظر إلى مقالتنا المنشورة بمجلة «طنجة الأدبية»، بعنوان «الاشتغال النقدي وسؤال أجناسيته»، العدد 61، نونبر 2016 – ص 28
العربي الرودالي