بدعم من مؤسسة “أرشيف المغرب”، صدر كتاب جديد تحت عنـوان “مسألة الأرشيف في المغرب : تراث وحداثة” للكاتب عزيز لعويسي ، وستقوم المؤسسة الأرشيفية بالإعلان الرسمي عن الإصدار الجديد تزامنا واليوم الوطني للأرشيف الذي يصادف يوم الاثنين الثلاثين من شهر نونبـر، وهو من منشورات “أرشيف المغرب” ونشر “دار أبي رقراق للطباعة والنشر” بالرباط.
هذا الإصدار قدم له الأستاذ الجامعي والمؤرخ “جامع بيضا” مدير “أرشيف المغرب”، وهو عبارة عن توليفة من المقالات التي نشرها الكاتب على امتداد ما يزيد عن السنة في العديد من الجرائد الورقية والإلكترونية، حاول من خلالها مقاربة الأرشيف المغربي من حيث أبعاده القانونية والتنظيمية والحقوقية والحداثية والتربوية والتنموية والتعليمية والاستراتيجية وغيرها، من باب الإسهام في التعريف بالمؤسسة الراعية للأرشيف العمومي وتقريب ما تضطلع به من أدوار وتدخلات متعددة المستويات من الإعلام ومن عموم الجمهور، في سبيل صون الذاكرة الجماعية وحماية التاريخ الوطني ورعاية الهوية المشتركة.
واعتبارا لتزامن نشر هذه المقالات مع جائحة كورونا، فقد كان من الضروري، رصد تداعيات هذا الحدث الوبائي على واقع الممارسة الأرشيفيـة في ظل الإقبال غير المسبوق للإدارات والمؤسسات على “الرقمنة”، كما أن تزامن عمليات التحرير مع حدث رحيل رجل الدولة البارز الأستاذ المجاهد “عبدالرحمان اليوسفي”، فرض تخصيص مقاليـن في الموضوع، الأول شكل دعوة صريحة طالب الكاتب من خلالها الجهات المعنية إلى ضرورة التحرك في اتجاه احتضان أرشيف الفقيد، بالنظر إلى قيمة الرجل في المشهد النضالي والسياسي الوطني، والثاني، تفاعلنا من خلاله مع “الوصية” التي تركها الفقيد قبل رحيله، والتي ائتمن بموجبها ” أرشيف المغرب” على وثائقه التاريخية و”متاحف المغرب” على بعض مقتنياته العينية، في مبادرة مواطنة، عكست بجـلاء ما عرف عن الرجل من وطنية حقة ومن نزاهة والتزام واستقامة ونكران للذات واستحضار للمصلحة العليا للوطن.
الأستاذ الجامعي والمؤرخ “جامع بيضا” مدير أرشيف المغرب، بصم هذا الإصدار بتقديم عاكس لرؤية المؤرخ الذي يدقق في تفاصيل وجزئيات الأمور، ومما ورد فيه :
“ربط المؤلف إحداث مؤسسة أرشيف المغرب بدينامية الإصلاح التي شهدها المغرب خلال العقدين الأخيرين والتي شكلت تجربة هيئة الإصلاح والمصالحة إحدى تجلياتها البارزة. فعلى إثر توصياتها صدر القانون المنظم للأرشيف في 30 نونبر 2007، ثم تلاه إحداث مؤسسة أرشيف المغرب سنة 2011. كما لم يفت الكاتب التأكيد على أن تنظيم الأرشيف، وثيق الصلة بالمسؤولية والمحاسبة نظرا للقيمة الإثباتية للأرشيف، هذا علاوة طبعا على قيمتها في صون الذاكرة الوطنية “.
وقد أسترسل الأستاذ “جامع بيضا” : “كثيرا ما تجاوز عزيز لعويسي في مقالاته درجة الوصف ليناقش بجرأة من موقع كاتب رأي ينافح عن قضية، هذا الوضع أو ذاك، مع إبداء اقتراحاته بكل صراحة، وربما أحيانا قد لا يجرأ عليها من هو مقيد بواجب التحفظ. ويتعين على القـــارئ وهو يطالع هذا الكتاب، أن يستحضر أن أصله عبارة عن مقالات متفرقة تفاعل فيها صاحبها مع همومه المتعلقة بالأرشيف، وأطلق العنان لخواطره دون التقيد بالمناهج الأكاديمية الصارمة، فقد كان همه قبل كل شيء هو إثارة انتباه عمـوم القراء وأصحاب القرار، وتوعية المواطنين بلغة صحفية تخللها التكرار أحيانا (وهو محبذ في هذا المقام)، كما أنها أحيانا أخــرى تكون مشحونة بعواطف نضالية صادقة”.
كما أضاف مدير “أرشيف المغرب” في معرض تقديمه : ” لما أسدلت جائحة كورونا غيوم الرعب على الأنام، أبى الكاتب مرة أخــرى إلا أن يتفاعل مع هذا الواقع المخيف وغير المسبوق، فطرح للنقــاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة وجيهة مرتبطة بالأرشيف في زمن “كوفيد 19″ وما بعده، حيث سيسـود لامحالة التعامل الرقمي والتكنولوجي أكثر من أي وقت مضى . ولا أبالغ إذا قلت بأن لعويسي، قد أبلى البــلاء الحسن في معالجة هذا الموضوع واستحق أن ينعت بالباحث المتميز في قضايا الأرشيـف…”.
طنجة الأدبية