توفي الفنان التشكيلي المغربي المعروف محمد المليحي، الأربعاء في باريس، عن عمر 84 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
ولد المليحي بمدينة اصيلة سنة 1936. ويعد من رواد وكبار الحركة التشكيلية بالمغرب، حيث تحسب له مساهمته الكبيرة في إثراء المشهد التشكيلي بإبداعاته المتميزة، التي لاقت الاعتراف داخل وخارج بلاده.
وانتقل المليحي، بعد تخرّجه من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، لمتابعة التكوين والدراسة وإنضاج التجربة الفنية إلى إسبانيا ثم إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة، قبل العودة إلى المغرب حيث عمل أستاذاً للرسم والنحت والتصوير في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء ما بين 1964 – 1969، ليشكّل رفقة فريد بلكاهية ومحمد شبعة (مجموعة الدار البيضاء) الشهيرة؛ قبل أن تتنوع تجربته لتشمل النشر، خصوصا على مستوى مجلة “أنفاس” الشهيرة، فضلا عن عدد من المسؤوليات التي تقلدها في وزارتي الثقافة والخارجية، فضلا عن مساهمته في إطلاق موسم أصيلة الثقافي رفقة صديق عمره رفيق دربه محمد بن عيسى ، وزير الثقافة والخارجية الاسبق ، وهو الموسم الثقافي الذي حول أصيلة إلى مدينة عالمية للفنون.
وتميز المليحي، برأي النقاد، باختياراته اللونية، التي تظهر على شكل “متواليات لونية مُفكّر فيها مسبقاً وبشكل مطوّل، تتكئ على نظام المقاسات الجبرية، أكثر من استسلامها لعفو الخاطر، وللانفعالات النفسية الطارئة”. كما عرف عنه نزوعه نحو “التجريد”، الذي قاده إلى “توظيف العلامات والرموز المستمدّة من الوشم والتطريز والعمارة في التراث”، من خلال “التقاط التوريقات والتموجات في الزخرفة الإسلامية التي تعتمد معايير هندسية”، كما تميز بـ”التنويعات المتعدّدة والمتداخلة حول مفهوم “الموجة””.
وكانت تجربة المليحي قد خلقت الحدث في شهر مارس الماضي، مؤكدة القيمة الفنية للرجل، حين بيعت إحدى لوحاته بمزاد (سوذيبيز لندن) المتخصص في الفن الحديث والمعاصر بأفريقيا والشرق الأوسط، بأزيد من نصف مليون دولار.