حَمَّلتُ أغنِيَتي ارتِعاشَ الحُلمِ
يولَدُ ضائِعَ الأبعادِ بينَ إرادَتين.
وشَهِدتُ سُنبُلَةَ الصّمودِ تصيرُ نُصبَ مَدامِعي
عَصَبًا، وتورِقُ نَهضَتين.
أيفيقُ بي زَمَنٌ أردتُ بأن أكونَ فصولَهُ
حُبًا؛ فكانَتني فَواصِلُهُ حُروفًا
لا تُهاجِرُ حينَ تُسلِمُ للرّياحِ سُكونَها
لكِنّها تسعى لتودِعَ في المنافي
حينَ تشتَعِلُ الجِراحُ ولادَتين
مِن أينَ يولَدُ؟
أينَ يمضي؟..
فائضُ الإحساسِ يا زغرودَةَ الشَّوقِ المُجَرَّحِ
والمَدى رُمحٌ، وعمرُ العاشقينَ حِكايَتَين!
لا تَخدَعُ الحُرِّيَّةُ المُشتاقَ!
قالت صَرخَةٌ عاشَت بأورِدَتي، وفارَقَني صداها!
صارَ عُمرَ غِوايَتين
يا ليتَنا لا نُشبِهُ الغيماتِ يا ليلَ الغريبِ
ويا دُموعَ أصيلَةٍ حَنَّت لفارِسِها
تَغَيَّرَ مُنذُ أقسَمَ أن يَعودَ
وقَد تَصَبَّبَ مِن عروقِ النَّخلِ سارِيَةً، يَدًّا.. وبِشارِتين.
تبدو المَسافَةُ عَصفَةً
والرّيحُ تُشرِقُ مِن شِفاهي
أغنِياتٍ لم تَلِد أمي مَلامِحَها
وَلَم أستَلَّ مِن رُمحٍ بِخاصِرَتي مَخارِجَها
وكانَ العُمرُ يَرميني على أفقٍ تَجَمَّدَ
فالطّريقُ حبيبَةٌ، ووِصايَتَين
هل تولَدُ الأشياءُ مِن أضدادِها؟
السِّرُّ ممتَلِئٌ بنا… والجَهرْ
الأرضُ مقبَرَةٌ هنا… والبَحرْ
الفرقُ بين قصائِدي للحُبِّ حينَ تَزاحَمَ القَتلى على كَفّي
وبينَ صَهيلِ خَيلِ الحُزنِ تعبُرُ جَبهَتي
جاءَ الرّبيعُ، وشَعَّ فجرُ شَهادَتين.
هل تولَدُ الأشياءُ مِن أوهامِها؟
في حالَةِ اللّاصَمتَ واللّاصوتَ واللّاصُبحَ واللّا موتَ..
أنجَبَتِ الرّياحُ خَريفَها!
وغَدَوتُ عُصفورًا يَعودُ إلى خَرائِبِهِ
ليولَدَ بعدَ ليلٍ صارَ حُلمًا..
بعدَ حُلمٍ صارَ ليلًا…
هكذا قالَ الدّليلُ!
وكانَ أقرَبَ أن يَكونَ ضَحِيَّةً للعَتمِ
يُغمِدُ سيفَهُ في شَعرِ عاشِقَةٍ؛ ليَسألَ:
هل تَظَلُّ غَريبَةً عَن مِفرَقي،
وتَظَلُّ بي الأيامُ دائِرَةً،
وأغنِيَتي على حَرفٍ… وحَدّي شَعرَتَين؟
أوّاهُ يا قلبًا وعين!
هل كانَ عمري لمعةَ الفكرِ المُغَرَّبِ عَن مواطِنِ يَقظَتي؟
أم كُنتُ أولَدُ في متاهاتِ المُنى؟
أُدنيهِ من عُمري… وقلبي لا يُجيبْ!
هل بتُّ أستَسقي سماءً لم أعُد مِنها قريبا؟
أم صارَ ظلُّ مشاعري السّكرى مكانًا،
فانغَمَستُ بِهِ اقتراباً وابتعادًا…
واختُزِلتُ مَرارَتين؟
صالح أحمد – فلسطين