صدر للباحث والمسرحيّ المغربيّ عبد الكريم برشيد عن منشورات الهيئة العربية للمسرح، ضمن سلسلة دراسات، كتاب جديد معنون بـ”التيار التجريبي في المسرح العربي الحديث”.
وقال بيان لإعلام الهيئة العربية للمسرح، توصَّلَت به طنجة الأدبية، إنّ رائد تيار الاحتفالية في المسرح العربي، عبد الكريم برشيد، ينطلق في هذا الكتاب الجديد مِن تساؤل هو: “ما الذي يبحث عنه المسرحي العربي وهو يمارس فعل التجريب؟ وهل يتعلق الأمر بتجديد المسرح المسرحي، أم بتجديد المسرح الوجودي، أم بتجديد فعل الحياة في الوجود؟”.
وقال برشيد، وفق المصدر ذاته، إنّ هذا الواقع الذي نحياه جميعا “واقع واحد أوحد، ولكن صوره في العيون وفي النفوس وفي الأرواح هي صور متعددة ومتنوعة ومتجددة بشكل متجدد، كما أن هذا التاريخ واحد أوحد”، و”هكذا يقدم نفسه لكل الناس في كل زمان ومكان، ولكنه مختلف في أعين المؤرخين المختلفين والمخالفين، مما يدل على أنه لا أحد يعطي من هذا الواقع التاريخي إلا ما يراه”، وهو ما يجعل من الضروريّ التّساؤل: “ما الصورة السحرية المركبة ومتعددة الزوايا التي يمكن أن يقترحها المسرحي التجريبي؟”.
وتساءل عبد الكريم برشيد في هذا المنشور الجديد عن طبيعة هذه الصورة التي يمكن أن يقترحها المسرح التجريبي، قائلا: “هل هي الصورة الشمسية الطبيعية كما تلتقطها آلة التصوير؟ وهل هي الصورة الواقعية كما يراها كُتّاب التقارير البوليسية والمخابراتية؟ أو هل هي الصورة الحُلمية من خلال إعادة تركيب الواقع تركيبا مختلفا؟ أم هي الصورة الوهمية كما يمكن أن يكون ذلك في الحكايات وفي الخرافات؟ أو هل هي الصورة الملحمية والأسطورية؟ أو الصورة الفنتازية المحمَّلة بالغرائبية والعجائبية؟”.
ويضم هذا الكتاب ثمانية فصول، مع توطئة بعنوان “ما قبل هذا الكتاب”، ومقدمة، أو فاتحة، واختتمه المؤلف بخلاصات واستنتاجات، دون أن يفرط في حسه النقدي حتى صفحات الكتاب الأخيرة؛ حيث صاغ “أسئلة أخرى لا بد منها”، مفضيا بالقارئ إلى ما سماه آخر سؤال في هذا الكتاب-الأطروحة: “هل يوجد مسرح تجريبي وآخر غير تجريبي؟”.
ويتكوّن الفصل الأول المعنون بـ”التجريب بين العلم والفن والفكر”، من محاور هي “في مصطلح التجريب، التجريب والأسلوب الاستقرائي، التجريب وروح المخاطرة، التجريب أساسا حرية، والتجريب قلق أيضا، والتجريب علاج كذلك”. أما الفصل الثاني المعنون بـ”في معنى التجريب وحدوده”، فيضمّ محاور “جدلية الفعل التجريبي، التجريب: المعنى السطحي والمعنى العميق، علاقة التجريب بالمسرح، وبين التجريب والإيديولوجيا”.
ويضمّ الفصل الثالث، الذي اختار له برشيد عنوان “التجريب المسرحي”، محاور هي: “الرؤية أولا: في البدء تكون الرؤية ويكون الرائي، جماليات الحركة التجريبية، العلاقات الجديدة في المسرح الجديد، تجديد نظام الإنتاج المسرحي، تجديد المكان، الفضاء المسرحي، التجريب وروح الشعر، التجريب والكتابة بالجسد، والتجريب والجمهور”.
أما محاور فصل “التجريب، من التراث إلى المسرح”، فهي: “مدخل للتجريب والتراث، مورفولوجيا التراث الشعبي، مصادر التمثيل العربي، التجريب الثوري والثورة في التجريب، التجريب بين الهامش والمركز، سلطة التجريب أم تجريب السلطة؟ والتجريب المسرحي تيار المخرج”.
ويجمع الفصل الخامس المعنون بـ”متاهة المسرح ومتاهات التجريب”، المحاور التالية: “المسرح المعاصر في مفترق الطرق، مِن اللّامسرح إلى المسرح، مِن المسرح إلى التجريب المسرحي، من التجريب إلى ما بعد التجريب، والظاهر والخفيّ في التجريب المسرحي”.
ويضمّ الفصل الذي يليه المعنون بـ”التجريب بالمونودراما وبالكتابة”، محاور: “في مبنى ومعنى المونودراما، المونودراما والاختراق، المونودراما من المحاكاة إلى الحكي، المونودراما عند حوري الحسين، رضوان احدادو: شيخوخة امرأة أم شيخوخة حضارة؟ وعبد الحق الزروالي: فردانية الوجود وفردانية المسرح”.
ويجد القارئ في الفصل السابع الموسوم بـ”التجريب وزواج الفنون”، محاور: “التجريب وشجرة أنساب الفنون، لغة المسرح ولغة الموسيقى، انتصار عبد الفتاح والمسرح البوليفوني، المسرح والتشكيل، المخرج التجريبي هاني هاني، محمد تيمد والكتابة السينمائية، وأولويات المسرح التجريبي”.
أما محاور آخر فصول الكتاب “المسرح التجريبي، أسماء ومشاريع”، فهي: “صلاح القصب ومسرح الصورة، عبد القادر علولة ومشروعه التجريبي، جواد الأسدي والإبداع مع الممثل المبدع، عبد الرحمن عرنوس ومسرحة اليومي، لحسن قناني والكوميديا الصادمة، مجد القصص وفيزيائية الجسد، السيد حافظ والتجريب الغاضب، مدخل للتساؤل، التجريب من تجديد الرؤية إلى تجديد العالم، السيد حافظ: لسان حال جيل النكسة، عن الطليعة في منظروها العربي، ملامح الكتابةِ الضِّدِّ عند السيد حافظ، والشعر من اللفظ إلى الصورة”.