الرئيسيةأخبارسيرخيو بارسي:”حاولت أن أجعل مدينة طنجة تتنفس وتعيش كما لو كانت شخصية أخرى من شخصيّات هذه الروايات”

سيرخيو بارسي:”حاولت أن أجعل مدينة طنجة تتنفس وتعيش كما لو كانت شخصية أخرى من شخصيّات هذه الروايات”

في جلِّ أعماله هناك وجود دائم للمغرب، حيث قضى به كل طفولته. في هذه المقابلة مع موقع ” لاديبيش 24 ” ، يقربنا سيرجيو بارك من عمله الأخير “مالاباطا” (2019) ، وهي رواية تدور أحداثها في طنجة الدولية في أوائل الخمسينيات.

سؤال: – هل يمكنكم أن تُقربونا أكثر من روايتكم “مالاباطا”؟
جواب: – “مالاباطا” هي رواية “سوداء” بشكل ممَيَّز، تدور أحداثها في طنجة الدولية في أوائل الخمسينيات وتمتَنُّ كثيرا لمؤلفين مثل داشييل هاميت Dashiell Hammett أو رايموند تشاندلر Raymond Chandler والسينما الأمريكية الكلاسيكية. إنها قصة بوليسية يتوجب على بطلها المفتش المغربي أمين الحوراني التحقيق في سلسلة من الجرائم التي تحدث في مدينة طنجة الدولية، وهي ذريعة مثالية لتصوير المدينة في ذلك الوقت و الشخصيات التي تتجوَّلُ فيها.
بالنسبة لي، طنجة الدولية هي مكان لا يُضاهى لوضع قصة جيدة من الدسائس والانتقامات.

س: – كيف أتتكم فكرة كتابة ثلاثية عن مدينة طنجة؟
ج: – بعد أول رواياتي المستوحاة من مدينتي، العرائش، مثل ” ظلال من لون بنّي داكن ” و”حورية بحر غارقة في العرائش” و “التجول في السوق الصغير للعرائش” ، اعتقدت أنه من الضروري تغيير الموضوع والموقع، فانتقلت من روايات وقصص حميمية وسيرة ذاتية تقريبًا إلى الرواية السوداء المُفعمة بالمؤامرات، وهكذا ولدت “إمبراطورة طنجة” و “كتاب الكلمات المسروقة” والآن “مالاباطا” ، تدور معظم أحداث الروايات الثلاث في مدينة طنجة، وقد حاولت أن أجعل مدينة طنجة تتنفس وتعيش كما لو كانت شخصية أخرى من شخصيّات هذه الروايات.

س: – كعرائشي، هل تذكرون أول زيارة لكم إلى مدينة طنجة؟
ج: – لا أتذكر أول زيارة، ولكن كساكنة العرائش في طفولتي قمت بزيارات عديد إلى طنجة رفقة عائلتي( كان ذلك أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي)، وذلك لزيارة أطباء العيون والأسنان، وتناول المرييندا عند دكان الحلويات لاإسبانيولا La Española، أو تناول شيئا ما عند مدام بورت Madame Porte، أو فقط التجول بالممر البحري أو البحر… أتذكر أنها كانت مدينة مثيرة للإعجاب، كما لو كنا نسافر إلى المستقبل، حيث تفيض الشوارع بأناس من ثقافات مختلفة، بسيّارات الكاديلاك بدون سقف التي تنتشر في شوارعها، مع المتاجر التي تقدم البضائع التي لا يمكن العثور عليها في مدن أخرى … كانت رائعة. والآن يبدو أنها تستعيد روعتها السابقة.

س: – متى تعتزمون تقديم روايتكم الأخيرة بطنجة؟ وأين يمكن الحصول عليها؟
ج: – لم نحدد بعد موعدا لتقديمها بطنجة، ولكن سيقدمها قريبا ابن مدينة طنجة فريد عثمان بنتريا راموس، فليس هناك أفضل منه لتقديم رواية تدور أحداثها بمدينته…
يمكن الحصول على رواية مالاباطا وبقية أعمالي بمكتبة الأعمدة بطنجة Librairie des Colonnes، التي كانت تعاملني دائمًا كبير.

س: – من بين جميع أعمالكم الأدبية، ما هو العمل المفضّل إليكم؟ ولماذا؟
ج: – من الصعب تحديد ذلك. لكن “التجول خلال السوق الصغير العرائشي” أعطاني الكثير من البهجة. إنه كتاب قصص مليء بالقصص التي أعتقد أنها تصل إلى القارئ بعمق. وأنا سعيد جدًا أيضًا بـ “حورية بحر غارقة في العرائش” ، حيث حاولت أن أضع نفسي في جلد طفل عرائشي ومسلم يتعرض لقسوة الحياة، ولكنه يخرج سالما بفضل مُخيلته. اعترف لي بعض القراء أنهم بكوا أو تأثروا كثيرا بعد قراءة هاتين الروايتين، وهذه هي الطريقة لتحقيق هدفي كَراوي.
كذلك أشعر بغبطة من الثلاثية التي تدور أحداثها بطنجة، لا أستطيع أن أجزم ماهي أفضل الأعمال وأجودها..

س: – من بين أعمالكم، ما هي الرواية التي ترون أنها يمكن أن تنجح سينمائيا؟
ج: – تعلمون أن قصتي “السباح” ، المدرجة في كتابي ” التجول في السوق الصغير للعرائش ” تمَّ تصويرها كفيلم قصير، من إخراج ابني بابلو. وقد فاز بالعديد من الجوائز، من بينها مهرجان طنجة، وتمَّ ترشيحه الآن لجائزة أفضل فيلم قصير لجوائز غويا 2020. أما سعيد للغاية بنتائج الاقتباس الأول للفيلم.
ومن رواياتي، هناك اثنتان على وجه الخصوص أعتقد أن لهما امتيازا لتحويلهما إلى الأفلام الروائية الجيدة: “حورية بحر غارقة في العرائش” و “إمبراطورة طنجة”. بالطبع، سيكونان فيلمان مختلفان للغاية.
كما ينبغي القول أن هناك قراء أخبروني أنه عند قراءة رواياتي، تمكنوا بسهولة من تصوير الأحداث في أذهانهم، لأن وصفي لها سينمائي للغاية. شيء لا يفاجئني لأنني من هواة مشاهدة الأفلام، وهذا يظهر حتمًا عند السرد.

س: – كيف تُقيِّمون الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية؟
ج: – الأدب الإسباني المغربي هو معركة جبابرة. إنه مثل محاولة تحطيم جدران القلعة بمطرقة صغيرة. إن الافتقار إلى الدعم المؤسسي من قبل السلطات الثقافية الإسبانية للباحثين في الحضارة الإسبانية والمغاربة الناطقين بالإسبانية أمر مخجل، وما زال هذا الخلل قائما. حتى قبل وجود المحمية الإسبانية في المغرب، كان هناك بالفعل مؤلفون مغاربة يكتبون باللغة بالإسبانية، وهذه ظاهرة غير مألوفة وفريدة من نوعها. من ادريس ديوري إلى عبد الرحمن الفتحي، هناك قائمة طويلة من الكتاب الذين يستحقون الاعتراف.
ما هو مؤكد هو أنه في الوقت الحاضر، توسعت دائرة الكتاب الإسبان-المغاربة مع المؤلفين من أصل مغربي المزدادين بإسبانيا أو الذين نشأوا أو درسوا بها ويستخدمون الإسبانية والكتالونية كلغة إبداعية، أو من الإسبان المولودين في المغرب، وقد وسع هذا طيفَ هذا النوع من الأدب الغني والحقيقي. أعتقد أننا في مرحلة جديدة تعطي بصراحة نتائج ممتازة. ويكفي أن نذكر أحدث المنشورات في الروايات والشعر لأدباء أمثال: الفتحي، فريد عثمان، محمد المرابط ، ليلى كروش، ليون كوهين، شهيدة حميدو، بويسف ركاب، نسرين بن العربي، أحمد أوبالي، نجاة الهاشمي، كارلوس تيسينر، عزيز التازي، خالد الريسوني، زهير البقالي … القائمة طويلة… المستقبل واعد.

س: – أنتم من مؤسّسي جمعية العرائش في العالم، إلى ماذا تهدف الجمعية؟
ج: – حسنًا، لقد كنت أحد المؤسسين، والآن تواصل مسيرتها مع الهاشمي جباري كرئيس للجمعية. كان هدفنا الرئيسي دائمًا الحفاظ على تراث العرائش الثقافي: هندسته المعمارية، مبدعوها، تاريخها … وإنقاذ روح التعايش التي كانت تتنفس دائمًا بها العرائش بين الثقافات التوحيدية الثلاث، المسيحية والعبرية والمسلمة، وفي جميع الأفعال والأنشطة، فإن مسألة التأكيد على هذا الجانب قد أغنتنا جميعًا وأصبح المجتمع في أمس الحاجة إليها. السلام والتعايش والاحترام والثقافة والعرائش كحلقة وصل. هذه هي بصماتها.

ولد سيرجيو بارسي في العرائش بالمغرب عام 1961. مجاز في القانون ، حصل على الجائزة الأولى للرواية من جامعة مالقة ، بقصة “المعلم ، الجار والبالون البلاستيكي” ، وهو عضو في مجموعة BiblioCafé Generation Group ، وهي مجموعة أدبية نشر معها العديد من القصص ضمن كتب جماعية، وعضو فخري في جمعية الكتاب المغاربة الذين يكتبون باللغة الإسبانية. قام بنشر عدة روايات: حدائق التفاح الذهبي (2000)، ظلال من لون بنّي داكن (2006؛ حيث فازت بالجائزة الأولى لرواية الثقافات الثلاثة بمورسيا في عام 2006 – حورية غرقت في العرائش (2011) ؛ وصلت لنهائي الجائزة الثامنة عشر للنَّقد الروائي بالأندلس 2012 – كتاب الكلمات المسروقة (2013) وإمبراطورة طنجة (2015) ، العمل الذي وصل إلى النهائي لجائزة Vargas Llosa 2012 والتي كانت أيضًا ضمن الروايات التي وصلت للتصفيات النهائية لجائزة النقد بالأندلس الثانية والعشرون. في عام 2019 صدرت له رواية مالاباطا.

حاورته فردوس إموروتن
ترجمة عبد اللطيف شهيد

  • المصدر:

Sergio Barce: “He tratado de que la ciudad de Tánger respire y viva como si fuese un personaje más de estas novelas”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *