الرئيسيةأخبارياقوت وعنبر: ضوء الانتاجات الرمضانية

ياقوت وعنبر: ضوء الانتاجات الرمضانية

يعد المسلسل المغربي “ياقوت وعنبر” من الأعمال الدرامية، التي حققت نجاحا  في رمضان.تميز المسلسل بالحبكة والتسلسل في الأحداث والتشويق.
المسلسل من كتابة: نورة الصقلي وسامية أقريو وجواد لحلو، ومن إخراج محمد نصرات.
يعالج المسلسل قضية مركزية وهي: عدم قدرة أم مغربية على تحقيق حلم زوجها في إنجاب طفل ذكر، إذ أنجبت له ست بنات. رغبة الزوج “مولاي أحمد” الذي يؤدي دوره الممثل عزيز حطاب في طفل ذكر؛ جعله يقترح على زوجته عنبر والتي تؤدي دورها الأستاذة “نورة الصقلي” الزواج من أخرى، حتى يعرف هل العيب فيه أو في الزوجة، هذه الرغبة دفعت بعنبر إلى استبدال الابنة السابعة “ياقوت”والتي تؤدي دورها الممثلة الشابة “فاطمة الزهراء قنبوع” بطفل ذكر “الغالي” الذي أدى دوره الممثل الشاب “ربيعالصقلي”من أحد الأسر الفقيرة دون علم مسبق من زوجها. هذه القضية ليست قضية غريبة على مجتمعنا فهي قضية متجدرة في التاريخ، ظهرت بوادرها قبل مجيء الإسلام من خلال ظاهرة “وأد البنات”. تمرالسنوات ويلتقي الغالي بياقتوت وتبدأ بينهما علاقة حب كبيرة، وهناتبدأ المشاكل ويبدا خوف عنبر من انكشاف السر، وتحاول التفريق بينها.
إن ولادة الطفل الذكر في مجتمعنا المغربي؛ يعني ولادة الفارس المغوار الذي سيحافظ على اسم العائلة وشرفها؛ لذلك يكون استقباله بالزغاريد والرقص والفرح والفخر. أما ولادة الفتاة فهو حدث عادي جدا، وفي كثير من الأحيان يكون عارا على العائلة خاصة إذا كانت الأم رزقت ببنات قبلها نموذج “عنبر”.
من خلال هذه القضية، تتفرع قضايا اجتماعية كثيرة من بينها:
– الحمل خارج مؤسسة الزواج: الذي تتحمل نتائجه المرأة وحدها، في حين يخرج الرجل منه كالشعرة من العجين، إذ كل اللوم يقع على عاتق الفتاة وكأنها هي من راودته عن نفسه.
– العنف ضد النساء: صور المسلسل المرأة المغربية التي تتعرض لكل أنواع العنف الجسدي والمعنوي، إلا أنها تفضل عيش مرارة هذا العنف وما ينتج عنه من تداعيات، كعدم الثقة في النفس، والعزلة والإحباط، على ألا تكسر قيود الأسرة والمجتمع… امرأة تعيش الذل والألم والعنف في بيت زوجها خير من امرأة تلقب بالمطلقة. أدى كل من مهدي فولانفي دور “فوزي”، وهند بن جبارة فيدور”نبيلة” هذه الأدوار باحترافية عالية جدا.
– ظاهرة الادمان:سلط المسلسل الضوء على ظاهرة الإدمان في شخص “حمودة” الذي أبدع في تأدية دوره الممثل الواعد سعد موفق، حمودة الذي أدمن المخدرات والذي يعيش في أسرة فقيرة توفي ربها، وبقيت الأم تشتغل كعاملة نظافة لتحقق حلمها في قيادة شاحنة النظافة. أبدعت الممثلة حسناء الطمطاوي في دور “عايشة” التي رغم الفقر احتضنت حمودة وعالجته إلى أن أصبح شابا مسؤولا عن عائلته.
أبدعت الاستاذة نور الصقلي وحسناء الطمطاويفي تشخيص دور الأم المغربية القوية الصامدة، التي تضحي بسواد شعرها من أجل حماية عائلتها وبناتها، المرأة التي تصوب خطأ فلذات كبدها، وتضحي بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليهم حتى لو كلفها الأمر سعادتها وحياتها.. .،
ومن بين الأشياء التي أثارت انتباهي، والتي غالبا ما نفتقدها في مسلسلاتنا وأفلامنا المغربية هي النهاية، إذ كانت نهاية المسلسل محبوكة وواضحة وسعيدة (زواج الغالي بياقوت).
إن جل القضايا التي ناقشها المسلسل هي قضايا مترابطة فيما بينها ومتداخلة عنوانها: المرأة، ومرر الكثيرة من الرسائل أهمها: التكتل العائلي، التسامح واحتضان الأبناء حتى لو اقترفوا أخطاء جسيمة، بالحب والتسامح يمكن أن نبني مجتما متصالحا.

سناء الهلالي

تعليق واحد

  1. مريم

    كل ما تطرقتي له هو في الصميم رغم ان البعض انتقد ان ما تعيشه العائلة لا يمثل الاسرةالمغربية المحافظة ولكن الحقيقةانها محافظة شكلا اما مضمونا فهذا هو الواقع المر الذي تتخبط فيه الاسر لكن لا تكثرت او لا تريد الاعتراف
    مزيد من التوفيق والتألق سناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *