تستضيف أمينة بنونة ضمن سلسلتها الحوارية مع نخبة من المثقفين الفنان التشكيلي الأستاذ عبد السلام الرواعي،من مواليد القصر الكبير يستلهم لوحاته من مدارس مختلفة؛ كما للفنان التشكيلي عبد السلام الرواعي أعمال صوفية مستوحات من فلسفة الشيخ الأكبر إبن العربي.
وفي ظل الجائحة التي يعيش فيه العالم مآسي وباء كوفيد 19 الذي أثر، بشكل واضح، على مجمل العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والفنية، حيث أصبحنا نعيش زمنا آخر، يلقي بظلال جديدة على أنماط التفكير والمعرفة والعلم. وفي ظل هذه التحولات ، قمنا بمحاورته . لنسمع رأيه حول وضعية الفن ورهاناته المستقبلية.
– أستاذ عبد السلام هلا قدمت نفسك إلى المتلقي؟
الرواعي عبد السلام ، فنان تشكيلي ،من مواليد 1961 بمدينة القصر الكبير . درست بها إلى حدود الباكلوريا ،ةبعدها قضيت سنة بجامعة عبد الملك السعدي ،ثم التحقت بالمركز التربوي بطنجة، اشتغلت كأستاذ للترببة التشكيلية منذ 1985 إلى حدود 2015 (13 سنة بمكناس و17سنة بالرباط) بعد تقاعدي النسبي اخترت مدينة طنجة كفضاء للاستقرار والاشتغال ابتداء من 2016.
– أستاذ عبدالسلام أنت فنان، لوحاتك تحمل آثار مدارس فنية مختلفة، لكن أين تسكن رغبتك الفنية؟
_منذ البدايات الأولى وأنا اشتغل في مجال التشكيل فنانا ومدرسا، ولا أذكر شهرا أو سنة لم أنجز فيها عملا تشكيليا،ويمكن تقسيم زمني الفني إلى مرحلتين ، الأولى امتدت من 1985 إلى حدود 2005، وبحكم أني منحدر من منطقة الشمال، كنت متشبتا بقواعد الفن التشكيلي الأكاديمي ، مواضيعي كانت مرتبطة بالواقع اليومي، وبانتقالي لمدينة الرباط سنة 2000 حصلت لي رجة قوية في مساري الفني حيث واجهت سؤال الإبداع، فعملت على تفكيك عملي الفني تدريجيا، وأصبحت أهتم ببناءه على أسس جمالية جديدة .
بالنسبة للمرحلة الثانية ابتدأت تقريبا من 2005، فيها تبنيت مرجعية جمالية صوفية تهتم بمعاني الأشياء وباطنها بدلا من المظاهر الخارجية ،وما ساعدني على هذا هو اضطلاعي على كتب الشيخ الأكبر ابن عربي الذي بنى فلسفته على مفهوم المرآة. واشتغلت عليه تشكيليا ، باعتباره نافذة على الخيال خاصة إذا ما اقترنت بالمرأة ، فهي محل للخلق ومعانيها لا تنتهي.
وبخلاصة شديدة انطلقت في بناء ذاتي الفنية مرحلة بعد مرحلة على طول تجربتي ومازالت . وكل عمل لي عتبة لعمل آخر، فالعمل الفني هو بحث دائم عن أشكال جديدة تتحول باستمرار .
– أستاذ عبد السلام هل تأثر الفن بما نعيشه اليوم، من جراء وباء كوفيد 19؟
_بخصوص تأثر الفن بما نعيشه اليوم ، فشئ طبيعي أن يتأثر الفنان ومن خلاله عمله الفني، لكن في نظري الفنان لايشتغل على ما هو آني بشكل آلي، فالفن له بعد استشرافي قد يسبق الأحداث ، ففي رأيي أن ما يقع هو إعلان بالدمار وأن هذا العالم غير قادر على الصمود في وجه الكوارث، كذلك أصبح الإنسان مصدرا للموت والخطير أن شعبنا وجل الشعوب المتخلفة لا تستطيع المشاركة في القضايا العالمية ولا في صياغتها مستسلمين لهيمنة الغرب ومخططاتهم العنصرية والحقيرة، أما شعوبنا تزداد عبودية وجهلا، تتشبت بالعقل الخرافي، وتراجع فيها دور العلم والثقافة والإبداع والقيم الحقيقية للإنسان .
_شكرا لك على الاستجابة ومنحنا ولو القليل من وقتك.