يعرض المركز السينمائي المغربي، يومي فاتح وثاني يونيو 2020 على منصة “فيميو”، ضمن الأفلام المغربية الإحدى عشرة (11) التي أضافها إلى قائمته المقترحة بمناسبة الحجر الصحي، الفيلم الوثائقي “الباب السابع” لعلي الصافي والمتمحور موضوعه حول عوالم المبدع الراحل أحمد البوعناني (1938 – 2011) المتعدد الإهتمامات.
وبما أن هذا الفيلم قد تضمن تصريحات مسيئة لسمعة حميد بناني مخرج فيلم “وشمة” (1970)، الذي يعتبره جل النقاد والمؤرخين بمثابة البداية الحقيقية أو الإبداعية للسينما المغربية، ارتأينا التوجه بأربعة أسئلة للمبدع حميد بناني عبر الحوار التالي:
سؤال 1: أستاذ حميد، بعد مشاهدتك لفيلم علي الصافي “الباب السابع” لأول مرة رفقة المخرج محمد عبد الرحمان التازي بقاعة سينما النهضة بالرباط يوم 16 يناير 2018، كيف تفاعلت مع ما جاء فيه من تصريحات فاه بها الراحل أحمد البوعناني فيما يتعلق بفيلم “وشمة” الذي كتبته وأخرجته سنة 1970؟
ج: ضحكنا والله أنا والصديق التازي على تخاريفه وهذيانه، وبعد نهاية الفيلم وبخ التازي إبنة الراحل تودة، التي حضرت العرض وغاب عنه المخرج الصافي، وقال لها بالحرف: والدك كذاب، فهل رغب في الاستحواذ بالقوة على أفلام غيره؟ أنا لا أوجه اللوم للبوعناني لأنه لم يكن في كامل وعيه، وفِي تصريحاته المصورة كل شيء واضح: إنه “يدخل ويخرج في الكلام”، لكنني أوجه اللوم لعلي الصافي الذي لم يحترم المهنية ولم يحترم مشاعرنا ولم يأخذ رأينا في الموضوع بل لم يفتح حتى مجرد حوار معنا… لقد كان هدف الصافي الترويج لفيلمه الوثائقي على حساب سمعتي.
جميل أن يهتم الشباب بالرواد، لكن ليس بهدف الترويج للأكاذيب والبحث عن الشهرة. أما البوعناني فكل تصريحاته كاذبة بما في ذلك حديثة عن الراحل عمر غنام، مدير المركز السينمائي المغربي آنذاك، فهذا الحديث كذب في كذب لأن عمر غنام المتوفى سنة 1971 رحمه الله ساعدنا في إنجاز الفيلم وكان إنسانا طيبا.
أما عن المعاناة التي تحدث عنها البوعناني، فليس هو الوحيد الذي عانى من الرقابة ومضايقات الداخلية وغيرها بل جل السينمائيين والمثقفين والفنانين الطلائعيين آنذاك. لقد عشنا جميعا كسينمائيين التهميش والإقصاء والمضايقات المختلفة الأشكال والأنواع. ولولا عشقنا للسينما ونضالنا المستمر طيلة عقود لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.. البوعناني ظالم بكلامه الجارح ويدعي أنه مظلوم.
سؤال 2 : وظف علي الصافي في فيلمه “الباب السابع” مقاطع عدة من فيلم “وشمة”، هل طلب الإذن بذلك من أصحاب الشركة المنتجة وذوي حقوقهم أم تصرف بشكل غير قانوني؟
جواب : لم يطلب مني الإذن ليوظف مشاهد كثيرة من فيلمي “وشمة”، من بدايته إلى نهايته، في “بابه السابع”. وهذا تصرف غير مهني وغير لائق، كما أنه دليل على قبحه وقلة أخلاقه.
سؤال 3 : فيلم “وشمة” عمل جماعي، كغيره من الأعمال السينمائية، ولعل ما أعطاه قيمة فنية أكثر من غيره من أفلام الستينات وبداية السبعينات هو تظافر جهود ثلة من المبدعين المتميزين في إنجازه: أنت في الإخراج وكتابة السيناريو والحوار، محمد عبد الرحمان التازي كمدير تصوير، المسرحي الراحل محمد تيمود كمساعد في ترجمة الحوار من الفرنسية إلى العامية، عبد القادر مطاع والراحلين محمد الكغاط ومحمد حماد الأزرق وغيرهم في التشخيص، الراحل أحمد البوعناني في السكريبت والمونطاج، زوجته الراحلة نعيمة البوعناني في الملابس والماكياج، الراحل محمد السقاط في إدارة الإنتاج والمساعدة في الإخراج، الراحل العربي اليعقوبي في المحافظة والتشخيص إلخ.. إلخ..، لماذا يدعي الراحل البوعناني أنه هو من أشرف على إنجاز الفيلم من الألف إلى الياء؟ وما هو الدور أو المهمة بالضبط التي اضطلع بها في الفيلم؟
ج: أثناء التصوير كانت مهمته السكريبت، لكنه مع كامل الأسف تغيب لأسباب مرضية ولم يتمكن من حضور إلا ثلث المدة التي كانت مخصصة لتصوير كل مشاهد الفيلم. أما توضيبه للفيلم بعد انتهاء التصوير فكان تحت إشرافي، باعتباري مخرج الفيلم وكاتب سيناريوه وحواره بالفرنسية. ادعاءاته إذن باطلة إذ ليس بإمكانه أن ينجز الفيلم بمفرده ولو كان عبقريا.. البوعناني مجرد تقني سينمائي متخصص في المونطاج، تخرج من نفس المعهد الذي تخرجت منه (IDHEC)، دخله هو بعد حصوله على البكالوريا ودخلته أنا بعد حصولي على الإجازة في الفلسفة من كلية الآداب بالرباط.
سؤال 4: هل كاتبت المركز السينمائي في الموضوع أو تابعت المخرج علي الصافي قضائيا لأنه سمح بتمرير كلام غير مسؤول في فيلمه هذا؟
جواب: كان بإمكاني توقيف فيلم “الباب السابع” ومتابعة مخرجه قضائيا، لكنني كنت أشتغل على سيناريو جديد ولم يكن لي متسع من الوقت لإضاعته مع التافهين. لقد فضلت أن أترك فرصا للفيلم حتى يروج أكثر ويشاهده أكبر عدد من المهنيين والمهتمين، خصوصا بعد برمجته للعرض يومي فاتح وثاني يونيو 2020 من طرف المركز السينمائي المغربي على منصة “فيميو” في إطار الحجر الصحي الحالي.. من المؤكد أنني سأتابع علي الصافي قضائيا لأطالب بحقوقي، فثقتي في القضاء كاملة.
أجرى الحوار: أحمد سيجلماسي.