لقد مضى الزمن الذي كان بإمكان المرء أن يكتفي فيه بما تعلمه، في حداثة عمره وشبابه، بالمدارس والكليات من أجل الاستفادة والتحصيل. وقد دخلنا فترة يمكن أن يطلق عليها اسم التعلم المستمر مدى الحياة.
ومن بين التغيرات المتسارعة، التي طرأت على المجتمع، استخدام الكمبيوتر، وأصبحنا نستخدم اجهزة معالجة الكلمات، ةالترجمة الفورية، واختزان المعلومات التي تشمل كل الموضوعات المتعلقة بالحياة المعاصرة. فما انفكت الثورة الإلكترونية تطل علينا كل يوم بجديد، لهذا يجب علينا أن نوفر لأطفالنا وشبابنا، تعليما ملائما، ونوجههم إلى الطريق الصحيح، مع مراعاة اختياراتهم، حتى يدركوا ما يضرهم وما ينفعهم.
إن التلميذ والطالب اللذين لا يمتلكان موهبة الاستناد إلى وسائل التواصل المحدثة، في اكتساب العلم والمعرفة، ولم ينالا قسطا وافرا من التعليم النظامي، لا يُتوقع نجاحُهما في الحياة ولا في مشاريعهما المستقبلية.
نشير إلى هذا، من غير أن ننسى لكبار السن. فمع ارتفاع مستوى التعليم وتطور نظمه، ومع اندماج البرامج التعليمية للكبار، وجب عليهم لكي يحسنوا نوعية حياتهم ومستواهم التعليمي والثقافي، أن يتزودوا بالشعور بالرغبة في الاستمتاع المستمر بالتعلم والدراسة، وبالرغبة في معرفة الكثير عن العالم وما يحدث فيه، رغم التقدم في السن. فبهذا وحده يمكنهم امتلاك القدرة على الاستمرار في التعلم والوعي بمجريات الأمور، وبالتالي تقديم الدليل على أن عقولهم لا تزال شابة مسايرة لمستجدات العصر بوعي وذكاء. ولا عجب، فقد صدق من قال :”العلم نور والجهل عار”، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
”اطلبوا العلم من المهد الى اللحد”
أمينة بنونة