ها قد أسدل فصل الشتاء المعطاء الستار على آخر لياليه الباردة الطويلة، تمهيدا لحر الربيع وجني منتوج الموسم المعطاء، بعد تعب ومعاناة وانتظار طويل، لكن في جو تعمه الحسرة والهلع من وباء مفاجئ لم يخطر على بال أحد، ألم بالعباد هو فيروس كورونا.
ترى هل سيكون لفصل الربيع هذه السنة، نفس الاستقبال المعهود، وذات الإحساس الجميل بازدهائه، والاحتفاء به في النزهات والبساتين وضفاف الأنهار وأعالي الجبال، بين رقرقة الجداول وزقزقة الطيور؟. أم أنه سيمر دون الاستمتاع بمناخه المعتدل اللطيف، وبعطر وروده وأزهاره، في غفلة عما نعيشه هذه الايام العصيبة، من خوف ورعب غير معهودين؟.
يبدو لا قدر الله، أن كل هذه الطبيعة الفاتنة، ستنفلت من بين أوجاعنا الطارئة هذا العام، نتيجة جائحة كورونا اللعينة، دون الإحساس بجمالها والاستمتاع ببهائهة وبهجتها، مع هذا الذعر الذي يلازمنا من الوباء، وكذا المكوت في البيوت بسبب الحجر الصحي المفروض علينا، من أجل أن نجتاز هذه المرحلة العصيبة غير المنتظرة.
فبأي ربيع أتيت أيها الربيع.
أمينة بنونة