نظمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أشغال الدورة التكوينية الجهوية لفائدة 46 منسقا للحياة المدرسية بالمؤسسات المنخرطة في برنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي (APT2C)، برسم الموسم الدراسي 2019-2020، على صعيد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، خلال يومي 09 و10 مارس 2020 بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش.
وحضر فعاليات هذه الدورة التكوينية المكلف بالمديرية الإقليمية للوزارة بمراكش، ورئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء، والمفتش المنسق الجهوي التخصصي للتوجيه التربوي، والمكلف بالمركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي، ورئيس مصلحة الارتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية، إضافة إلى المنسق الجهوي والمنسقين الإقليميين لبرنامج “APT2C”، على صعيد الأكاديمية.
ويأتي تنظيم هذه الدورة التكوينية، من أجل تقوية قدرات منسقي الحياة المدرسية الجدد، وضمان استمرارية الدينامية المحدثة من طرف هذا البرنامج، على مستوى منظومة التربية والتكوين بالجهة.
وفي افتتاح هذا الملتقى، ألقى مولاي أحمد الكريمي، مدير الأكاديمية، كلمة أكد من خلالها أنه عبر مواكبة وتتبع البرنامج في الميدان، ومعاينة بعض نماذج الأنشطة المنجزة، ومجموعة من مخرجات ورشات البرنامج، تبينت أهمية هذا الأخير في هيكلة الوسط المدرسي، خصوصا في مجال الحياة المدرسية، مشيرا أن ربح المقاربات التربوية يتم وفق منهجية تمكن من القيام بنشاط مدرسي داخل الفصل، وتجعل المتعلم مرتكز بناء التعلمات، ومتمنيا أن يتمخض هذا اللقاء عن مخرجات قوية وفيها إبداع، خدمة لما فيه مصلحة أوراش منظومة التربية والتكوين، على صعيد الوطن.
وبدوره، قدم عزيز نحية، مدير التعاون والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي والمدير الوطني للبرنامج بالوزارة، كلمة تأطيرية تطرق فيها لمجموعة من آليات اشتغال البرنامج، على الصعيد الوطني، التي تتمثل في تكوين 200 منسق للحياة المدرسية، و30 منسق للحياة المدرسية مكلف بمضاعفة التكوين، وكذا تأطير المفتشين الجهويين التخصصيين في مجال التوجيه، وتنظيم مخيم خريفي لفائدة 70 تلميذة وتلميذ الذين يعتبرون سفراء مدرسة المواطنة، إضافة إلى انخراط 400 مؤسسة تعليمية في هذا البرنامج، برسم الموسم الدراسي الحالي، مشيرا أن هذا البرنامج قد استطاع أن يمزج بين حسنيي الجانب التواصلي والتقني والإبداعي.
ومن جانبه، تناول الكلمة عبد الصمد غازي، رئيس مركز مسارات بالرابطة المحمدية للعلماء، موضحا أن الفئة الأكثر قربا من النبض الاجتماعي هي الأطر التربوية، ومشيرا أن الرابطة المحمدية للعلماء قد باشرت هذا الورش من باب مكافحة التطرف العنيف والسلوكيات الخطيرة، حيث أنجزت دراسة ميدانية، استغرقت عقدا من الزمن، بهدف مقاربة كيفية مخاطبة الناشئة، ومؤكدا على كسب رهان هذا البرنامج الرائد، الذي ليس برنامجا نظريا، وإنما هو أدوات عمل مفتوحة جدا وبمثابة قدح زند.
وأطر أشغال هذا الملتقى عدة فعاليات من قطاع التربية الوطنية والرابطة المحمدية للعلماء والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، نذكر من بينهم: عبد العزيز عنكوري، المنسق الوطني للبرنامج، وعبد الرحيم العيادي، رئيس مصلحة تنظيم الفضاءات المكانية والزمانية للمؤسسات والمنسق الإداري للبرنامج بالمديرية المكلفة بالحياة المدرسية بالوزارة، إضافة إلى محمد المنتار ومحمد الخو وعثمان البغوري وأقسو الموجودي وبدر الدين غازي، خبراء من الرابطة المحمدية للعلماء.
وقد تمحورت عروض ومداخلات هذه الدورة التكوينية حول مجموعة من القضايا الراهنة والأساسية بالنسبة للبرنامج، من أبرزها: تقديم عام حول البرنامج، وعرض حول التطرف العنيف وتقديم حقيبة البرنامج، ومداخلة حول وضعية إنجاز البرنامج على مستوى الأكاديمية، وتقديم بعض إنتاجات وتجارب المؤسسات المنخرطة في البرنامج على مستوى جهة مراكش-آسفي، علاوة على مداخلة تأطيرية حول بناء المشاريع والتدبير الإداري والمالي للبرنامج.
وتخلل هذا الملتقى تنظيم ورشتين تكوينيتين في موضوعي الكبسولات والأفلام القصيرة والقصص المصورة، والإذاعة والتلفزة المدرسيتين والمسرح التفاعلي، قام بتأطيرهما خبراء من الرابطة المحمدية للعلماء.
وفي ختام هذا الملتقى، قام ممثلو المستفيدين من الورشات التكوينية بعرض إنتاجاتهم، في هذا الإطار، التي همت عملية تصحيح فرض والكتابة على الجدران وتخليد اليوم العالمي للمرأة. كما تم توزيع شواهد تقديرية على المؤطرين وشواهد المشاركة ومفاتيح لتخزين المعلومات تتضمن العدة التكوينية للبرنامج، على مختلف المستفيدين من هذه الدورة التكوينية.
عبد الرزاق القاروني