انطلقت جمعية “بارطاج” بطنجة بشراكة مع مؤسسة “دبا تيك” في برمجة أسبوع فني بداية كل شهر بقاعة محمد شكري التابعة لتيكنو بارك. وتروم هذه الفعالية حسب مديرها الفني المخرج المسرحي يونس الدغمومي، إلى المساهمة في خلق فضاء للاتقاء الفنون ببعضها البعض، ومن ثم التقاء الفنانين من مختلف التلاوين والتعابير الفنية، رغبة في إضفاء مزيد من الإشعاع للعروض الفنية التي تنظم بالمدينة، ما من شأنه تعميق النقاش حول العروض المقدمة ضمن البرنامج العام ومن ثمة تطوير الخبرات وتبادلها . وأضاف يونس الدغمومي أن جمعيته تشتغل على تحقيق حلم طالما راودها، وهو أن يجمع كل الفنانين، من تشكيليين ومسرحيين وسينمائيين وشعراء وموسيقيين وغيرهم.. إلى جانب النقاد والباحثين، في أسبوع واحد على رأس كل شهر، يحضر في الجميع عروض الجميع، ويُنصت فيه الكل إلى الكل، خاصة في زمن مُحِيت فيه الحدود بين .التعابير الفنية
هذا وقد عرف الأسبوع الأول من شهر فبراير، فقرات فنية مهمة، كانت بدايتها مع الفيلمين الوثائقيين لكل من رُميساء حارش وعادل مشكور، حيث انفتحت الجهة المنظمة على شعبة السينما والتواصل السمعي البصري بكلية الآداب مرتيل. حيث تناول الفيلم الأول ظاهرة العنف ضد النساء في قالب فني رمزي وبأسلوب غير مطروق في تناول الأفلام الوثائقية. فيما تناول الثاني ظاهرة الهجرة السرية، غير أن صاحب الفيلم أكد أنه كان موطرا في هذا الفيلم، وأن الأطفال القاصرين المرشحين للهجرة السرية هم من كتبوا سيناريوا الفيلم وقامو بتصويره وإخراجه.. والفيلمين معا عرفا نقاشا مستفيضا مع الجمهور.
اليوم الموالي من الأسبوع الفني الأول، خصص لقراءات شعرية قدمها الشاعر أحمد فرج الروماني، مع تقديم آخر إصداراته الصادرة عن منشورات منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة. هذه الأمسية التي كانت استثنائية بكل المقاييس نظرا للحضور الكثيف الذي ملأ قاعة محمد شكري.. أكثر من 230 شخصا ينتمون إلى مختلف الأجناس الفنية والأدبية، آثروا حضور هذه الأمسية، والسبب طبعا حسب الشاعر نفسه، هو المحبة التي تجمعه بالفاعلين الثقافيين من جهة، ومن جهة أخرى اشتغاله في التواصل .والإعلام مع أكثر من جهة فنية، إن على مستوى المسرح، وإن على مستوى السينما وكذا على مستوى الموسيقى و الفكر والآداب .وهذا تحديدا ما تسعى برطاج لتحقيقه في كل محافلها، وتعد متتبعيها أن ستحقق هذا الهدف من خلال مشروع إقامة فنية سيتم الإعلان عنها لاحقا.
ثالث أيام الأسبوع الفني لبرطاج كان مع ال”كوليكتيف” الذي تعودنا منها تقديم فقرات “سْلام” بشكل ماتع.. أمسية شارك فيها تقريبا كل الحاضرين الذي ملأوا القاعة، وبمختلف اللغات، وكل القراءات التي قدمت تقريبا، تتطرق لقضايا اجتماعية راهنية، وقليل منها عاطفية..
أما اليوم الرابع والخامس فقد كان مخصصا لمؤسسة دَبا تِياتر، التي عودت جمهور طنجة المسرحي على تقديم فقرتها الأسبوعية “الخبَر ف المسرح”، وهي العروض التي يتم خلالها تناول أحداث العالم في قالب فرجوي ساخر أحيانا، ودرامي أحيانا أخرى. ليختتم اللقاء الأسبوعي مع الدكتور رشيد أمحجور والأستاذ المختار البقالي في نقاش مستفيض حول الفنون الرقمية الحديثة وعلاقتها بالمفرجات وفنون الأداء.
محسن اليملاحي-طنجة