حل الناقد الأكاديمي الدكتور محمد مشبال ضيفا على منتدى روافد للثقافة والفنون بتطوان يوم الجمعة 17 يناير 2020، بالمكتبة العامة والمحفوظات ، احتفاء بما حققه من إنجازات نقدية وبلاغية ساهمت في تطوير البحث في مجال البلاغة والنقد الأدبي من خلال حلقاته العلمية بالجامعة المغربية ، ومن خلال مؤلفاته.
افْتُتح اللقاء بكلمة مقتضبة لرئيسة المنتدى الدكتورة فاطمة الميموني عبرت فيها عن سعادة المنتدى بالاحتفاء بالدكتور محمد مشبال الذي يعد من أبرز النقاد المغاربة والعرب الذي ساهموا في تطوير البحث العلمي في النقد والبلاغة ، وشكرت الباحثين الذين لبوا دعوة المنتدى من أجل إضاءة تجربة المحتفى به ، كما رحبت بالحضور الغفير والنوعي.
بعد ذلك تناول رئيس الجلسة ،الدكتور الإعلامي محمد المودن، الكلمة ، مستهلا بتقديم الشَكرَ لمنتدى روافد في شخص رئيسته الشاعرة فاطمة الميموني وللمشاكين والحضور ، وقبل أن يعطي الكلمة للمتدخلين قدم شهادة عرفان في حق أستاذه المحتفى به، معترفا بفضل محاضراته وأثرها الكبير في تشكل مساره المعرفي والمنهجي.
بعد ذلك أعطى رئيس الجلسة الكلمة للدكتور محمد اليملاحي الذي قدم مداخلة علمية رصينة سلط فيها الضوء على أعمال الباحث محمد مشبال، مبرزا إسهامها الكبير في تطوير الدرس البلاغي العربي، وفي إخراجه من الركود والجمود الذي التصق به لردح من الزمن، وقد تحقق هذا – حسب الدكتور محمد اليملاحي بفضل مجهوداته الكبيرة الساعية إلى تحرير البلاغة من مفهومها التجريدي الضيق، والحريصة على انفتاحها وتوسيعها لتفرض وجودها إلى جانب المقاربات المعرفية الأخرى؛ إذ لم تعد المعرفة البلاغية مُلحقة بهذا المجال أو ذاك، بل صارت مقاربة مستقلة بذاتها لها آلياتها المنهجية وأدواتها الإجرائي، كما لاحظ المتدخل أن تحليل الدكتور محمد مشبال للروايات كان أقرب إلى النقد منه إلى البلاغة ..
أما الدكتورة سعاد مسكين فجاءت مداخلتها بعنوان ” الدرس البلاغي في النقد الأدبي الحديث نحو بلاغة موسعة ” وقد أكدت فيها على أن تجربة الباحث محمد مشبال مع الدرس البلاغي ، تجربة تسعى إلى تجديد المفاهيم والإجراءات المنهجية التي من شأنها أن تُسهم في تحليل الخطابات بمختلف أشكالها التعبيرية.
وفي المداخلة الأخيرة التي عنونها الباحث ب” مرتكزات الاشتغال البلاغي في إنجاز الدكتور محمد مشبال ” أشار الدكتور عبد الفضيل ادراوي إلى ثلاثة عناصر أساسية تشغل بال الباحث محمد مشبال، ويركز عليها في كتاباته وهي:
1. البلاغة والقارئ أو القراءة: وهي تعد من أهم سمات الكتابة والبحث في المنجز البلاغي للدكتور محمد مشبال، حيث ينزع إلى مخاطبة القارئ العام أو الكلي بلغة وبأسلوب وبمفاهيم تقترب أكثر من هذا القارئ وتؤمن به بعيدا عن ترسانة المفاهيم المجردة.
2. البلاغة والحركية: فبلاغة مشبال متحركة في الزمان والمكان، إذ تستوعب أرسطو وتمتد حتى آخر مستجدات البلاغة الجديدة بأوروبا، مثلما هي بلاغة متحركة في المكان، فهي تتحرك في العالم العربي وتمتد من مغربه إلى مشرقه، مثلما تمتد إلى العالم الآخر.
3. البلاغة والاعتراف: ويقصد هنا الاعتراف بأنماط وأجناس أخرى والعناية بها وتحليلها، بدل تهميشها والتركيز فقط على الشعر باعتباره النموذج والمركز.
وبعد ذلك تناول للدكتور محمد مشبال الكلمة فعبر عن امتنانه الكبير وشكره الخالص لمنظمي الحفل وللمتدخلين، ثم أجاب عن بعض التساؤلات العميقة التي أثارتها المداخلات.
وفي نهاية الحفل قدم الفنان بوزيد بوعبيد ،عضو المكتب الإداري للمنتدى، تذكارا من إبداعه وهوعبارة عن بورتريه جميل للمحتفى به، وسط تصفيقات الحاضرين.
طنجة الأدبية