في الدورة الثامنة عشرة لجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2020، التي يمنحها سنويا المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق، فاز أربعة مغاربة ومصري وعراقي وسوري وتونسي، وهم الروائي أحمد المديني (المغرب)، والباحثون المغاربة الثلاثة: زهير سوكاح، أيوب بن مسعود، محمد حاتمي، والمصري محمد فتحي الأعصر، والتونسي محمد الزاهي والعراقي فاروق يوسف والسوري أمارجي (رامي يونس).
تألفت لجنة التحكيم لهذه الدورة من الأساتذة: د. خلدون الشمعة، د. عبد النبي ذاكر، د. عبد الرحمن بسيسو، د. أحمد برقاوي، الأستاذ مفيد نجم، والأستاذ عواد علي، مقرراً.
وحري بالذكر أن راعي الجائزة الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي هو صاحب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والإلكترونية، التي تظلُّها “دارة السويدي الثقافية”. ويشرف على الجائزة منذ تأسيسها سنة 2003 المدير العام للمركز الشاعر نوري الجراح، وتمنَح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، انسجاماً مع طموحات الدارة في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.
وما ميَّز هذه الدورة هو اتِّساع المشاركات في حقل دراسات أدب الرحلة، وبالتالي عودة حقل الدراسات للبروز في المشهد، على عكس ما حدث في الدورة السابقة، حيث حُجبت جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة. وقد واصلت الجائزة استمرارها في الكشف عن الجديد في باب اليوميات والرحلة المعاصرة، لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جدداً، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة وازنة. وتعود الرحلتان المحققتان هذا العام إلى النصوص التي كتبت في القرن الثامن عشر: إحداها في ديار المشرق العربي، والثانية في اتجاه أوروبا.
واللافت في دورة هذه السنة هو أن الدارسين المغاربة كان لهم الحضور الأبرز، وعاد المغرب ليتصدر جوائز هذا العام.
وستوزع الجوائز في احتفال يقام بالدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، تستضيفه وزارة الثقافة المغربية في مطالع أواسط شباط/ فبراير خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب المقام بالبيضاء، ويرافق الاحتفال ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين.
بلغ عدد المخطوطات المشاركة هذا العام 53 مخطوطاً جاءت من 9 بلدان عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 19 مخطوطة، لتسفر التصفية النهائية عن النتائج التالية:
الأعمال الفائزة عن النصوص الرحلية المحققة:
1 ـ النِّحْلَةُ النَّصْرِيَّةُ في الرِّحْلَةِ المِصْرِيَّةِ لمُصْطَفَى البَكْرِيُّ الصِّدِّيقيُّ (المُتوفَّى 1162ﻫ/ 1749م)؛ تحقيق د. محمد فتحي الأعصر(مصر).
2 ـ رحلة محمد أفندي إلى فرنسا المعروف بـ”يكرمي سيكيز 1732م، تحقيق د. محمد الزاهي (تونس).
وفاز بالجائزة عن فرع الرحلة المعاصرة- سندباد الجديد، الروائي المغربي أحمد المديني عن أعماله:
1 ـ مغربي في فلسطين؛ 2 ـ أشواق الرحلة المغربية؛ 3 ـ ثلاث رحلات.
وعن فرع اليوميات فاز بالجائزة العراقي فاروق يوسف، عن عمله:
شاعر عربي في نيويورك، على خطى فدريكو غارسيا لوركا في مانهاتن.
وفاز بالجائزة عن فرع الترجمة السوري أمارجي (رامي يونس)، بترجمة: نحو مهد العالم رسائل من الهند لجويدو غوتسانو.
أما الأعمال الفائزة بجائزة الدراسات، فكانت حصرا من نصيب المغاربة:
1 ـ تمثلات الشرق في السرد الرحلي الألماني لزهير سوكاح.
2 ـ المعرفي والأدبي في الرحلات المغربية لمحمد الحاتمي.
3 ـ تداخل الأجناس في أدب الرحلة لأيوب بن مسعود.
وكالعادة تتبنى الجائزة نشر الأعمال المنوه بها، وهي كالآتي:
1 ـ الرحلة من منظور صحفي، رحلة محمد الصفار نموذجا لأحمد المريني
2 ـ قمم غير موطوءة وأودية غير مطروقة لإيمليا إدواردز، ترجمة: أميمة قاسم وسماح جعفر.
3 ـ يوم واحد بين دمشق ونيويورك لأكرم قطريب.
4 ـ أَنْفَاسُ الجُغْرَافْيَا رحلات محمد اشْويكة.
5 ـ بلاد حكت لي أسرارها مغامرة تسع نساء في حضارة الإنكا لمنى الوزان.
ومعلوم أن الأعمال الفائزة تصدر عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوَّه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.
د. عبد النبي ذاكر
عضو الهيئة التنفيذية للمركز العربي للأدب الجغرافي
لندن ـ أبو ظبي