الرئيسيةأخبارإقبال متواصل على معرض محمد مكوار بطنجة

إقبال متواصل على معرض محمد مكوار بطنجة

يتواصل المعرض التشكيلي الذي يحتضنه رواق سليكي آرت بمدينة طنجة لأعمال الفنان محمد مكوار، الى غاية نهاية السنة الجارية. ويعرف المعرض إقبالا ملفتا لعشاق الرقص بالألوان والأشكال والمساحات، لما تتميز به أعمال محمد مكوار من جاذبية فنية لا تقاوم.

صباغة تتحدى الأفكار الجاهزة

الفنان يصادق تجربته الخاصة من موطنه الخاص وحتى من داخل ضيق الفضاء الذي يلهمه مساراته، في زحمة القلق والتورات اليومية، يصعب إيجاد التوازن مع أنفسنا، مع محيطنا ومع العالم كله. فالصباغة عنده تتسع إلى رحاب التقاطعات داخل التوزيع الهندسي للوحة وخصوصية الألوان حين تغازل نفسها وتتحدى الأفكار الجاهزة.

الفنان ينسج عالمه الروحي الممزوج بالصمت والتجاوز امتدادا للأشكال والسمو أو الرقي بهذا الإحساس الذي يعطي معنا للحياة ومصداقية لهذه المباحث، ليختبر وقع الألوان وتناغمها وانسجامها مع الأشكال المتفاوتة التأليف، وليشتق مادة رسمه مما يجول في باطنه من انفعالات وفي ذاكرته من ذكريات وفي مخيلته من رأى، وهو ما يشكله الفنان في عالمه هذا داخل لوحاته، فمن تأملات وجودية مفتوحة على تأويلات متعددة إلى متغيرات الذات، والنظر في مرحلة حركية الشخوص ببنيتها وصراعها الوجودي تم الاستغلال الدال على العلامات البصرية وإيحاءات العين وكتلة الأحاسيس، لا تنفك تحمل في طياتها حقائق إنسانية يجدر التوقف عندها وتبنيها، إنها خاصية تترجم لنا رمزية مكوار التي ترفض الانصياع إلى قلقها الداخلي ولكنها تبوح به بأسلوب أنيق وصادق حتى وإن كان يميل إلى سحر بصري، مبالغ فيه أحيانا، يفصح عن ما يسكن صدر هذا الفنان من هواجس وآلام، آفاق وأحلام، لأنه لن يتبقى لنا سوى الأحلام لنبني لأنفسنا جسرا للتواصل والتفاعل، لقد اكتشف الفنان في حواريته مع الصوفية وهي موضوع أعماله الجديدة، اكتشافا مذهلا: الحلم كقوة الفنان اللاواعية: الحلم كآلة خلاقة للأشكال بل وكشرط لكل إبداع تشكيلي فيه يحقق الفنان حميميته مع ذاته كمركز ثابت، يثبت ذاته ويثبت العالم حوله، من هنا يصير الفن مع الفنان مفتاحا ودليلا لولوج حياة العالم الجوهرية، ويصير موضوعه الحق، ليس الكائن البشري الذي يبدع هذا الفن وإنما عمق العالم لا كخلاص ولا كجشع ولا كمكابدة لا سكون فيها، وإنما كفرح وغبطة يترنح فيها بين النشوة والتذوق، خارج الزمن لا يملك الفنان منها سوى ترنحاته وشطحاته لأنها تصبح عنده أهم من المنجز.

يعطي الفنان بصمته وتصوره للمستقبل الفني في زمنه، فمشاريعه الفنية تصب جميعها في تبسيط الأشكال وروحانية الألوان من أجل فتح حوار تشكيلي يوصلنا إلى البراءة والتلقائية التي ينطق بها الأطفال أو الحكماء.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *