نظمت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وفرقة مسرح سيدي يحيى الغرب لقاءا فكريا مع الكاتب والإعلامي طلحة جبريل، حول موضوع “واقع ومستقبل الصحافة في المغرب”
اِحتضن هذا اللقاء المقهى الثقافي بفندق أمال بمدينة سيدي يحيى الغرب، يوم الأحد 24 نونبر 2019.
عرف هذا الحدث حضور جمهور وازن من الكتاب والمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام والسياسة.
بعد ذلك، قدم الشاعر والإعلامي محمد بلمو، الذي سيّر هذا اللقاء بكل اقتدار، نبذة مقتضبة من سيرة طلحة جبريل. وتميز هذا العرس الفكري بمشاركة الأستاذ بوعزة الخلقي بمداخلة حول “القيم والإعلام: قراء في تجربة طلحة جبريل”، كما ساهم الأستاذ يحيى عـمران بمداخلة ثانية في موضوع “الأخبار الزائفة ومواقع التواصل الاجتماعي عند طلحة جبريل”.
في كلمته، التي جاءت على شكل محاضرة، شكر في بدايتها الإعلامي طلحة جبريل شبكة
المقاهي الثقافية بالمغرب وفرقة مسرح سيدي يحيى الغرب على الدعوة لتأطير هذا اللقاء. وكمدخل لكلمته، تناول الأستاذ المحاضر أطباق الخبر، والتي صنفها إلى الخبر غير الموثق (الإشاعة)، الخبر الموثق، تراكم المعرفة، يليه الوعي، وهذا الأخير يجعل من الشخص متحضرا. في ذات السياق، قال طلحة جبريل بأن دور الصحفي هو توعية المجتمع، ونجاحه هو قدرته على إيصال وتدفق المعلومات وأن تكون موثقة ومتوازنة، وأن أنجح الصحفيين هم الأكثر تعاسة لأنهم يبحثون عن الحقيقة طوال حياتهم. واستطرد جبريل موضحا بان الصحافة المغربية تعتمد للأسف على المدرسة الصحافية الكولومبية التي تهتم بالإثارة وتركّز عليها بشكل كبير، وأردف قائلا بأن العلاقة بين الصحـــــفي والسلطة هي علاقة مركبة، لأن الصحفي يحتاج إلى السلطة والسلطة تحتاج إلى الصحفي، والصحفي يطمح إلى الإستقلالية. كما تطرق إلى واقع الصحافة الورقية بالمغرب، وأشار بأنها هي التي خلقت نجوم، أما الصحافة الإلكترونية حسب ذات المتحدث فتنشر فقط الأخبار الزائفة. كما دعا إلى اهتمام المنظومة التربوية والأسرة بالقراءة وغرسها وترسيخها في نفوس الناشئة من أجل النهوض بالصحافة الورقية، وحث من جهة أخرى على رفع سقف الحريات.
قبل اختتام كلمته، عبر الكاتب والإعلامي طلحة جبريل عن فخره بالمغرب لأنه درس وعاش به، وقال بان المغرب أعطاه المعرفة والوعي وتراكم المعلومات، وشكر جميــــع الحاضرين على الاهتمام والمتابعة وعبر عن اعتزازه بتواجده معهم وبينهم.
في خضم هذه الأجواء الفكرية والثقافية، تناول الكلمة رئيس المجلس الحضري لمدينة سيدي يحيى الغرب السيد علي المليح، شكر من خلالها الضيف المحتفى به الإعلامي طلحة جبريل، وتوجه بالشكر كذلك لرئيس فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب الفنان طارق بورحيم. كما عدّدَ ذات المتحدث مناقب المحتفى به، ونوّه بأهمية اللقاء وأشاد بمجهودات كل من عمل على تنظيمه.
وقبل إسدال الستار على فعاليات هذا اللقاء، قدّمت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب للكاتب والإعلامي طلحة جبريل تذكارا رمزيا، كما أهدته فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب مفتاحا وبورطريها كعربون وفاء ومحبة وتقدير واحترام للإعلامي والضيف الكبير الدكتور طلحة جبريل.
يشار إلى أن هذا اللقاء الفكري، هو بمثابة اختتام للأبواب المفتوحة التي انطلقت فعاليتها يوم الثلاثاء 19 نونبر 2019، والتي نظمتها فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب بتنسيق مع شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب، وفي إطار اتفاقية الشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسيدي سليمان، واحتضنتها مدرسة علي بن أبي طالب، الثانوية الإعدادية ابن ياسين، الثانوية التأهيلية ابن زيدون، دار الثقافة ومقهى فندق أمال.
بقلم: العربي كرفاص