تابع جمهور مدينة الحسيمة من محبي أبي الفنون وممارسيه مساء الخميس الماضي العرض المسرحي “سرخينتو” القادم من اقصى جنوب المملكة وبالضبط من جهة الداخلة وادي الذهب وذلك في إطار الجولة المسرحية لفرقة روافد للمسرح الحساني بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة برسم سنة 2019.
وتعد هذه الجولة الأولى من نوعها لفرقة من الجنوب اختارت التنقل للتعريف بتجربة المسرح الحساني بجهتي الشمال والشرق وربط اواصر التواصل مع ساكنة هذه الجهات والتعريف بالتراث والثقافة الحسانية. وقدمت فرقة روافد مسرحيتها “سيرخينتو” بتطوان في إطار المهرجان الوطني للمسرح، ثم بمدينة الحسيمة يوم الخميس 21 نونبر الجاري، لتليها عروض بكل من الناظور بوم الجمعة 22 نونبر بالناظور ويوم الأحد 24 من ذات الشهر بوجدة. وسبق لفرقة روافد ان قدمت عرضين للمسرحية لجمهور مدينة الداخلة يومي 14 و15 بدار الثقافة الولاء.
وتحكي المسرحية قصة ريكو كارسيا الفاضل المنشط الإذاعي الإسباني الذي يستأنف بث برنامجه الإذاعي الاجتماعي بعد توقف دام ثمان سنوات، وفي حلقة استثنائية يحكي ريكو قصة حياته التي بدات باختطاف سرخينتو له انتقاما من والده بضواحي مدينة الداخلة او “فيلا سيسنيروس” إبان الاستعمار الإسباني للمنطقة. ويروي ريكو حكاية تبنيه من طرف امراة إسبانية تدعى “أنخيلا” التي سهرت على تربيته وتكوينه. ويفاجئ ريكو المستمعين باكتشافه أن والديه الحقيقيين لازالو أحياء وذلك بعد سنوات من وفاة “أنخيلا”. ويخبرهم عن رحلته نحة أعماق الصحراء حيث سيلتقي والده عثمان، ويصدم لموت والدته اياما قليلة قبل وصوله.
وما يميز هذا العمل المسرحي الذي يعد نبشا في ذاكرة الداخلة، هو إشراك الفرقة لفنانين من مختلف مدن وجهات المملكة سعيا منها لتحقيق تبادل التجارب والمعارف بين فنانيين مكرسين وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وفنانين عصاميين من أبناء جهة الداخلة وادي الذهب. ومسرحية “سيرخبنتو” من تاليف وإخراج عزيز ابلاغ، صممت السينوغرافيا لينة المواز السليماني الحسني، وضبط الانارة احمد بن ميمون، وساعد في الإخراج عبد الله ديدان، فيما اشرف على تقنيات الخشبة محمد لنصاري ومصطفى الزغاري، وهي من تشخيص كل من سيدي احمد شكاف، مريم العلوي، فاطمة الزهراء لهويتر، امين التليدي وعثمان سيد الهيبة.
طنجة الأدبية