إدغر ألن بوه كان شاعر عظيم، كاتب قصص قصيرة، صحفي، وناقد أدبي. ولد إدغر ألن بوه في 19 يناير 1809 في بوسطن، ماساشوستس. تيتم إدغر في سن مبكر، وأرسل للعيش مع أسرة حاضنة، اسمهم الأنس، في ريتشموند، فرجينيا. الأنس لم يتبنوا إدغر ألن بوه رسمياً. كان هناك مشاكل بين ادغر ألن بوه والأسرة الحاضنة التي تبنت رعايته، وفي النهاية، انفصل إدغر عن أسرة الأنس. فاز بوه في مسابقة، حين كتب قصة قصيرة في سن 24 وأصبح بالتالي ناقد أدبي لمجلة “رسول الأدب الجنوبي.” بعد ذلك بفترة قصيرة، تزوج بنت عمه، فيرجينيا، الذي كانت تبلغ من العمر في ذلك الوقت ثلاثة عشر عاما، وكان ذلك عام 1836 حيث كان إدغر في سن السابعة والعشرين. أصبح إدغر مشهورا في جميع أنحاء الولايات المتحدة حين نشر “الغراب ” في عام 1845. تحطمت حياة إدغر بسبب إدمانه الشديد للمشروبات الروحية. ولقد أدى هذا إلى إعطاه سمعة سيئة في مجتمع القرن التاسع عشر المحافظ. ومع ذلك واصل كتابة القصص القصيرة الرائعة مثل “The Murder in the Rue Morgue – جرائم القتل في شارع المشرحة ” و” علة الذهب- The Gold Bug”، التي منحته شهرة في أوروبا بعد وفاة زوجته في عام 1847، انهار بوه عاطفيا وتوفى بعد ذلك بعامين، في سن الأربعين.. أتهم إدغر ألن بوه نتيجة شرابه المفرط بالعديد من الأوصاف، لم تكن جميعها تدعو للفخر. فلقد وصفه بعض نقاد الأدب بسبب مخدرات. وذهب البعض إلى القول بأنه يجب أن لا يترك الجمهور مع رجل مثله، غير مستقر نفسيا وعقليا، يجلس في غرفة معتمة، مع غراب على بابه، وزجاجة على طاولته، وأنبوب مليء بالافيون. وقال عنه ككاتب بأنه مجنون يخربش خطوط شعر. في رأيي، كان بوه واحد من أفضل الكتاب الذين عرفهم التاريخ وخاصة في الأدب الأمريكي. كانت من طبيعته أن يؤثر الوحدة في حياته ويعبر عنها ببلاغة في قصائده وشعره. كتاباته تجعل القارئ يتفاعل معه عاطفيا. شعره وقصائده وقصصه تشعرك أنه يمكن أن تكون معه هناك في وسط المكان الذي يكتب عنه، بعقلك وروحك. وكأنك رأيت وعشت ما كتبه على الورق. هذا في رأيي، هو ما يميز الكاتب ويجعله كاتبا كبيرا.
سافر إلى بريطانيا ودرس هناك لخمس سنوات، بعد ذلك التحق بجامعة فيرجينيا في ولاية فيرجينيا حيث أظهر تفوقا كبيرا في دراسة اللغات والآداب ولكنه اضطر إلى ترك الجامعة بعد ذلك بثمانية أشهر بسبب مشاكل مالية.
التحق بالجيش الأمريكي وقبل هذا تم كتابة ونشر شعره. ساعده أصدقاءه وأعطوه الأموال التي احتاج إليها. استمر في كتابة الشعر والقصص. حوالي عام 1832 م انتقل بو إلى مدينة بالتيمور ثم نشر خمس قصص. وفوق هذا كله تزوج في نفس الوقت من ابنة عمته ولم يكن عمر زوجته يتجاوز أربع عشرة سنة. توفيت زوجته عام 1847 م فقضى معظم حياته يعاقر الخمر وفي الحقيقة كان له إدمان على الكحول حتى مات في أحد شوارع مدينة بالتيمور عام 1849 م.