الرئيسيةأخبارعاشوراء: مسرحة واقعة كربلاء في لبنان

عاشوراء: مسرحة واقعة كربلاء في لبنان

تغالب خديجة شحرور دموعها وهي تتحدّث عن أدائها لدور زينب في مسرحية عاشوراء التي ينظمها النادي الحسيني كلّ سنة في مدينة النبطية (جنوب لبنان). تقول السيدة المتشحة بالسواد إنها لا تجيد الكلام، فتستبدله بالبكاء، والتعبير عن التأثّر والحزن، كأنّ معركة كربلاء حدثٌ راهن، وليست ذكرى.

وهذه المسرحة لواقعة الطف (عام ٦٨٠ للميلاد، ٦١ للهجرة) التي قتل فيها الأمام الثالث لدى الشيعة، الحسين بن علي بن أبي طالب، تعد تقليدا يحرص الشيعة في عدد من الدول، كالعراق ولبنان وإيران، على تقديمه في يوم العاشر من محرم ضمن عدد من الشعائر والطقوس التي تهدف إلى إحياء هذه الذكرى.

وتبدو التمارين السابقة لعرض المسرحية أشبه بطقس ديني، وتعد المشاركة فيها بالنسبة للممثلين غير المحترفين من الأهالي، واجبا لإبقاء ذكرى مقتل الإمام الحسين حيّة من جيل إلى جيل، كما يقولون. فتراهم يتحلّقون أطفالًا وشبابًا وكبارًا في السن حول مخرج العمل حسام الصبّاح، والممثل السوري عامر علي الذي يؤدّي دور الإمام الحسين للمرة الخامسة.

يستعدّ عبد الحسن فران لأداء دور “الشمر بن ذي الجوشن” وهو الشخصية التي يُنسب إليها قطع رأس الحسين في واقعة الطف. ويعرف فرّان أنّ الشخصية مكروهة ومنبوذة، كما يعرف أنّ الآلاف الذين يحتشدون كلّ عام في ساحة النبطية للمشاركة في المسرحية سيشتمونه، وربما يرشقونه بالحجارة أو الخضار الفاسدة، لكن كلّ ذلك غير مهمّ، فهو مستعدّ لكافة الاحتمالات إكرامًا لذكرى الحسين كما يخبرنا.

 

طنجة الأدبية-بي بي سي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *