يقام حاليا بالعاصمة الفرنسية باريس، واحد من أكبر المعارض الأثرية فى العالم، وهو معرض مقتنيات الملك الذهبى توت عنخ آمون، أحد أشهر ملوك الفراعنة، والذي اكتشفت مقبرته كاملة وبحالة سليمة منذ 97 عاما، وبالتحديد عام 1922، على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر.
لكن توت عنخ آمون، لم يكن أعظم ملوك الفراعنة، ولا أحد الفراعين الذين ظلوا فى الحكم فى فترات واسعة، كما أن البلاد لم تشهد فى عصره إزدهار كالذى حدث فى فترة الملك رمسيس الثانى أحد أهم ملوك الفراعنة على الإطلاق، وينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية، لكن ربما لا نرى له معارض أثرية كثيرة تقام مثلما التى تقام للملك توت، فهل لا نملك مقتنيات للملك العظيم رمسيس الثانى؟
الملك رمسيس الثانى، من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م)، أحد أشهر البنائين فى التاريخ الفرعونى تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية، قام باستكمال معبد والده سيتى الاول بأبيدوس والذى لم يتبقى منه إلا أطلال، كما أتم بناء معبد الكرنك الذى بدأه جده رمسيس الأول، وبنى هو معبد أبو سمبل، ووأقام رمسيس الثاني العديد من المسلات منها مسلة ما زالت قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا في فرنسا بميدان الكونكورد بباريس.
اكتشفت مقبرته المعروفة باسم “المقبرة 7” بوادى الملوك عام 1887، على عالم الآثار هنرى سولت، تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية، ثم نقلت إلى المتحف المصرى بالتحرير، ومن المنتظر أن تنتقل لتعرض مع باقى مومياوات الملوك المصريين القدماء بمتحف الحضارة المصرية بالفسطاط.
وبخصوص مقتينات الملك رمسيس الثانى، سألنا عدد من كبار الأثريين المصريين حيث قال الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار الأسبق، إن الملك رمسيس الثانى له مقتنيات كثيرة لكن أغلبها ثابتة مثل التماثيل والمسلات المنتشرة، والمعابد التى قام بتشيدها أثناء فترة حكمه.
وأضاف “الدماطى” فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أن المقتنيات الصغيرة الموجودة للملك رمسيس ربما ليست بالكبيرة مثل مقتنيات الملك توت عنخ آمون، ولا يمكن عمل معرض كامل بمقتنيات الملك رمسيس الثانى، لكن ربما يتم وضعها داخل معرض لباقى ملوك الأسرة التاسعة عشرة.
من جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير، و مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن الملك رمسيس الثانى، من أوائل الملوك الذى نظم لمقتنياته معارض خارجية، منها معرض أقيم فى أوروبا فى سبعينات القرن الماضى وأحدث ضجة عالمية كبيرة، لكن الهوس بمقتنيات توت ربما لأنها المقبرة الوحيدة التى اكتشفت كاملة، وبحالة سلمية، يصل عددها إلى أكثر من 5 آلاف قطعة.
وأضاف “عبد البصير” أن ملك رمسيس الثانى له العديد من المقتنيات الموجودة فى المتاحف العالمية مثل المتحف البريطانى، كما له بعض المقتنيات بالمتحف المصرى بالتحرير، بالإضافة إلى كون زوجته نفرتارى، إحدى أشهر ملكات الأسر الفرعونية واحتوت مقبرتها على العديد من المقتنيات، لكن يبقى أهمية رمسيس فى المعابد والمسلات والتماثيل والمقتنيات الثابتة التى تركها.
يذكر أن مدينة كارلسروهه الألمانية استضافت معرضا يضم 260 قطعة من مقتنيات الفرعون رمسيس الثانى، أقيم فى الفترة من ديسمبر 2016 وحتى يونيو 2017، تحت عنوان “رمسيس على ضفاف النيل”.
وضم المعرض 260 قطعة خاصة برمسيس الثاني من عدة متاحف أوروبية وألمانية، بينها 50 قطعة من متحف اللوفر، أشهرها تمثال رمسيس المنقوش بصحبة الإله حورس.
ويعتبر المعرض في كارلسروهه أكبر عرض لعهد رمسيس الثاني منذ العرض الذي أقيم في باريس قبل 40 عاماً، حسب ما ذكر متحف كارلسروهه، ومن ضمن المعروضات منحوتات خاصة بالفرعون ونسخ عن اتفاقية السلام التي وقعها، والتي تعد أقدم اتفاقية سلام في العالم، بالإضافة إلى وثائق صادرة عن بلاط الفرعون و”قالب” لصدر رمسيس يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار تم عمله في سنة 1873 بلندن باستخدام سبعة أطنان من حجر الغرانيت. ولم تعرض هذه النسخة على العامة منذ الحرب العالمية الثانية.
طنجة الأدبية-اليوم السابع