الرئيسيةإبداعآه وأخواتها

آه وأخواتها

وأنا أعود بالذاكرة للوراء بضع خطوات، سقطت في حفرة كنت قد تجاوزتها في الماضي.. العودة لم تكلفني الحياة مطلقا، لكنها مكنتني من رؤية النهاية من مكان أبعد، وهذا الشعور مؤلم.
فماقولك في قلب يبحث عن هوية؟ وحب نطحنه في أكفنا كأنه قلق خوفا من التيه، مانفع يد تعاني البرد تحت شمس الأصيل؟ مانفع الزقاق؟ ما نفع الطريق منتهيا بالفراغ؟
آه إني الكائن الهش وكم أمل هذا النعت، آه من الخطوط الكثيرة في يدينا التي تتحدث عن حياة، حيوات، أو قصص قد تشبه الحياة، آه من الموت الذي لم نمته فنحن ووفقا للقدر والواقع نموت غدا، نموت الآن، لكننا لا نموت قبل ذلك، ولن تكون وطأة الوجع أشد من هذه التوقعات.
مابالي لا أجد إسمك ذاك الذي خبأته جيدا على محمل الأبوية؟
إن وجهك قريب غريب كوجه مريض بالأرق، كتربة شكلت من رماد المرهقين، كآنية مكسورة حادة الملامح، وحزن هالاته أشد سوادا من وضعنا.
كنت أبتهج بزركشة الألوان التي تعجبك وتتحفني.. بياض الروح، سواد القلب، حمرة الشفاه، زرقة القمصان، العنب الأرجواني، خرقة الرأس البنية، المرج الأخضر الذي يمتد ويمتد..جميع هذه الألوان تحتفظ بها الورود وتظهرها وترقص فرحا بها قبلنا بسنين، وتعرف أن النحل سيقصدها لكنها لا تخشى قرصه، عكسي تماما.
ربما لأني شاهدت وردتي حين اِنتحرت من علو كتاب، تلك التي كنت قد خبأتها بنفسي حتى أنجو بنا.. في حين كنت تقرر الموت لوحدك ومن أخبرك أني قد أطيق ذلك؟
آه حين تحب بطريقة برعم تفاجأ بحلول الربيع وبكل عفوية وبساطة اِنفتق..ليتفاجأ بثورات البر والبحر، ما الحل في نظرك؟ الحل أن يموت ولا يعاود النمو لا من النواصي ولا من الجذور…ففي ماذا قد تفيده الحروف المخزنة داخل الدفاتر؟ والقصيدة الأبوية المشنوقة بمروحة السقف؟ والتاريخ المشترك؟ والوسواس الذي بجرح الحياة متهم؟ في ماقد يفيده التكرار؟

 

أميمة الغاشية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *