الرئيسيةأخبارحضور وازن لنادي المسرح والسينما بتازة

حضور وازن لنادي المسرح والسينما بتازة

على امتداد عقد من الزمان، ظل أعضاء “نادي المسرح والسينما”، المعروفين لدى الجميع بجديتهم وديناميكيتهم وبالانسجام الحاصل بينهم، ذكورا وإناثا، كبارا وصغارا، يعملون بنكران ذات على إشاعة ثقافة الصورة بمدينة تازة ونواحيها.

فمن نشاط إلى آخر وبإمكانيات محدودة جدا استطاعوا أن يكسبوا ثقة جمهور عريض من المثقفين والفنانين والجمعويين ورجال ونساء التعليم والطلبة والتلاميذ وغيرهم، كما استطاعوا إغراء العديد من الأسر التازية لحضور مختلف التظاهرات الفنية والتربوية والثقافية وغيرها التي ينظمونها بنجاح طيلة شهور السنة.

وهكذا شهدت قاعة المسرح البلدي بتازة العليا، مساء السبت 13 يوليوز 2019، حضورا مكثفا لساكنة المدينة وضيوفها للإحتفاء بالفيلم الثاني الذي كتبه وأخرجه وشخص أحد أدواره الرئيسية المبدع المسرحي الكبير نور الدين بن كيران، نائب رئيس النادي، بعنوان “رقص على الأشواك” (2019).

تضمن برنامج هذه السهرة السينمائية، التي نشطتها الأستاذة الشابة أميمة الخليفي وافتتحها المقرىء الشاب صلاح شهبون بتلاوة آيات من الذكر الحكيم متبوعة بالنشيد الوطني، الفقرات التالية: كلمة رئيس “نادي المسرح والسينما” الدكتور عدادي المدني، عرض شريط فيديو من إنجاز يونس كربيش حول الفيلم والعاملين فيه وفضاءات تصويره، كلمة مخرج الفيلم، العرض الإفتتاحي للفيلم، الاحتفاء بمختلف العاملين في الفيلم وتقديم شواهد لهم، كلمة الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي حول الفيلم وصاحبه والجمعية المنظمة للحفل، توزيع شهادات تقديرية على ثلة من الفاعلين في حقول الفن والثقافة بتازة مع التقاط صور تذكارية لهم بعدسة الفنان الفوتوغرافي الكبير الجيلالي كربيش والمصور الشاب منصف العمري.

في كلمته شكر الدكتور عدادي، رئيس جمعية “نادي المسرح والسينما”، الحاضرين، ومن بينهم رئيس الجماعة الحضرية ورؤساء المصالح وثلة من مثقفي المدينة وفنانيها وجمعوييها وضيوفها، ورحب بهم جميعا. ولم يفته التذكير بأن ” نادي المسرح والسينما” ظل منذ تأسيسه إلى الآن (حوالي عشر سنوات) يناضل من أجل إشاعة ثقافة الصورة بين الشباب واليافعين من خلال أنشطته المختلفة وعلى رأسها الورشات التكوينية ومهرجان سينما الهواء الطلق، الشيء الذي أعطى ثماره وأصبح بمقدور أعضائه دخول مغامرة إبداع الأفلام القصيرة تأليفا وتشخيصا وإخراجا وتصويرا وإنتاجا… كما شكر الجمعوي عبد الله بعزيز، منتج فيلم ” رقص على الأشواك”، الذي لولا كرمه ووفائه لأصدقائه وعشقه للفن ولمدينة تازة لما تمكن المبدع نور الدين بن كيران من إنجاز فيلمه الثاني هذا بعد فيلمه الأول “الهايم” (2017).

أما الفنان نور الدين بن كيران، فقبل تقديمه لفيلمه الجديد، شكر الجمعية المنظمة لهذا العرض الافتتاحي لفيلمه الجديد، كما شكر ورحب بالجمهور الذي غصت به قاعة المسرح البلدي وبضيوف تازة وأشار إلى أنه بصدد الإعداد لفيلمه الثالث. ولم يفته شكر صديقه عبد الله بعزيز، ابن تازة المنحدر من عين الشعير، المنطقة التي صور فيها الفيلم، الذي لولا دعمه المادي والمعنوي لما خرج فيلم “رقص على الأشواك” إلى حيز الوجود.

في كلمته بالمناسبة أشاد الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي بالمجهودات التي تقوم بها جمعية “نادي المسرح والسينما” على مستويات عدة في سبيل زرع عشق السينما وثقافتها بين الشباب وغير الشباب من خلال أنشطتها المختلفة وإصداراتها وأفلامها وما يتخلل ذلك من ترسيخ لقيم وثقافة الاعتراف بمجهودات الفنانين والفاعلين في حقول التربية والثقافة والعمل الجمعوي وغير ذلك، ونوه بالمجهود المبذول في الفيلم من طرف مخرجه والعاملين معه من فنانين وتقنيين وغيرهم، خصوصا وأنه صور في فضاءات جميلة بنواحي بوعرفة وفكيك، لم تقتحمها بعد كاميرا السينما، مذكرا بأن الأفلام لها دور كبير في الترويج سياحيا للمناطق التي تصور بها.

تجدر الإشارة إلى أن أحداث فيلم “رقص على الأشواك” تجري في قرية يعاني سكانها ألوانا من التهميش والعزلة والفقر والجهل والمرض والجور.. منهم من هاجر دون رجعة.. ومنهم من صمد.. عشقا للتربة.. ومنهم من رقص على الأشواك لزرع بذور الخير والإحسان.. مدته الحالية 28 دقيقة، صورت مشاهده على امتداد أسبوع كامل بجماعة عين الشعير ومحيطها (إقليم بوعرفة) في ظروف مناخية قاسية جدا أواخر يناير 2019.. ساهم في إنجازه طاقم تقني وفني تنتمي عناصره إلى المدن التالية: تازة، وجدة، مكناس، الرباط، سلا، مراكش، أكادير. وقد شخص أدواره المختلفة كل من: نور الدين بن كيران، أمينة جامعي، بادي الرياحي، عبد الحفيظ السلمي، جلال الدين مزيان مطالسي، كميليا قجاج، لبنى شتواني، نجيح سناْء، نصر الدين بنحمو، هند زنود، خالد البقراوي، كريم اليبري، البشري محمد، وجوه جديدة من جماعة عين الشعير بإقليم بوعرفة. وفي الجانب التقني نجد مريم جبور (مساعدة المخرج)، بعزيز عبد الله (المنتج)، شرف بن الشيخ (مدير التصوير والموضب) ومساعده الأول يونس كربيش، فتيحة المخاص (الماكياج)، ليلى أمزوزي (تصميم الملابس)، يونس الجوهري (الموسيقى التصويرية)، رشيد لعليلي (الديكور)، إبراهيم الصراج (المحافظة)….

ومعلوم أن الفنان الكبير نور الدين بن كيران (64 سنة) مارس ، منذ سنة 1974 ولا يزال ، التشخيص والتأليف والإخراج ومهام أخرى في المسرح (أكثر من 40 عملا مسرحيا)، وهو رئيس فرقة المسرح البلدي بتازة. كما شارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية وأفلام فيديو روائية ووثائقية نذكر من بينها : “عبدو عند الموحدين” (2006) لسعيد الناصري و”طريق العيالات” (2007) لفريدة بورقية و”عمي” (2016) لنسيم عباسي (في السينما)، و مسلسلات “ربيع قرطبة” للسوري حاتم علي و “تريكة البطاش” لشفيق السحيمي و “المجدوب” لفريدة بورقية و”الحياني” لكمال كمال (في التلفزيون) …

أصدر كتابان لحد الآن، الأول سنة 2014 بعنوان “خيط من دخان الذاكرة أو الطفل الذي …” وهو نوع من السيرة الذاتية الطفولية، والثاني سنة 2017 بعنوان “بين بحر … ومولد حلم” ويتضمن نصان مسرحيان هما: “مكابلة لبحر لايرحل” و “حين يولد الحلم” (مونودراما). وقد سبق له أن كتب وشخص وأنتج وأخرج فيلمه القصير الأول سنة 2017 بعنوان “الهايم”، الذي عرض بتازة وشارك في العديد من المهرجانات السينمائية وحصل على مجموعة من الجوائز.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *