“كي تحقق السعادة تناغم مع قانون الحياة”
هذه الكلمة استوقفتني كثيرا لأتساءل: ما هو قانون الحياة الذي لا بد أن نتعرف عليه لنحقق السعادة؟ وأقبلت علي قراءة العديد من الكتب العربية والاجنبية والاسلامية وغير الاسلامية وتعددت الاراء فهناك من يقول: أنه الاسلام وشهادة ان لا إله إلا الله محمد رسول الله، وآخرون يقررون أنه العبودية والخلق الحميد، وغيرهم ينادون بأنه الايجابية ، والفعل ورد الفعل، والرنين ، والجاذبية وغيرها.
ولأن التفكير والتأمل يقود الي الحقيقة .. عرفت ان قانون الحياة هو الحفاظ علي الحياة انه قانون النمو .. تلك الحياة التي وهبها الله لجميع عباده سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين.
وهبك الله هذه الحياة لترتقي بها وتوظف إمكانياتك لتحقيق ما تتمناه فتحمد الله علي نعمته وفضله.
منحك العقل ليعطيك قوة الافكار, والقلب ليمنحك المشاعر، واللسان لتنطق بالكلمات التي تعد قوة .. سخر لك كل ذلك ثم أوجد قانون الجاذبية لتجذب كل ما تفكر فيه ، وما تشعر به ، وما تقوله اليك سواء أكان سلبيا أم ايجابيا.
ومن قانون الحياة تخرج قوانين كثيرة منها: قانون التغيير، والشفاء، والمحبة، والعلاقات مع الاخرين، والجاذبية، والاستبدال.. الخ.
إن كل آية قرآنية أو حديث قدسي أو حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم هو قانون للحياة تهدف الي الحفاظ علي حياتك فتحقق لك السعادة.
إنك تحافظ علي حياتك بإسلامك وشهادتك أنه لا اله الا الله محمد رسول الله لأنها منهج حياة متكامل ، وتحافظ عليها ايضا بعبوديتك ، وخلقك القرآني الذي يعلمك فضل نفسك وفن التعامل مع الآخر سوأء أكان مسلما أو غير مسلم، لأنه يخلصك من ذنوبك باستغفارك وتسامحك، ولأنه يطهرك ويفتح أمامك باب التوبة، وتسليمك المطلق لله يحل مشاكلك.
إن سعيك للتناغم مع قانون الحياة للحفاظ علي ما وهبه الله لك هو الذي يحقق لك السعادة ويفتح أمامك أبواب الخير.
عرف الغرب هذا القانون وتناغموا معه.. وأطلقوا قوانينه .. فغرفوا من كنز الخيرات .. هذا الكنز الذي نملكه وافتقدناه.
وهناك من تناغم مع قانون الحياة بالفطرة دون أن يدري أو يعلم حدود معرفته ففتح الله أمامهم أبواب الخير.
اسع الي التناغم مع قانون الحياة تحقق السعادة وتفتح أمامك أبواب الخير والسلام الروحي والبهجة والوئام مع كل ما خلقه الله.
أوجد الله لك قانون الأسباب أن تأخذ بالأسباب ولنا في القصص القرآني العبرة والعظة.. فالسيدة مريم رضي الله عنها عندما كانت في المحراب تعبد الله كان ينزل عليها الطعام من كل صنف ولون، ولما خرجت لتتعامل مع الآخر أرشدها الله الي أن تهز جزع النخلة لتأكل من ثمرها.
وهنا إشارة الي الأخذ بالأسباب وأرشدنا الله من خلال هذه القصة الي قيمة العمل .. فالعمل عبادة.
وهكذا تستطيع أن تحقق السعادة وكل ما تريد مهتديا بالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم مستعينا بقانون الحياة .
د./ ناهـد الخراشي – مصر
الكاتبة والمحاضرة في العلوم الإنسانية والسلوكية