الرئيسيةأخبار“ليل /خارجي” أول عروض المسابقة الرسمية لمهرجان مكناس للفيلم العربي..رؤية من فوق للطبقات المسحوقة

“ليل /خارجي” أول عروض المسابقة الرسمية لمهرجان مكناس للفيلم العربي..رؤية من فوق للطبقات المسحوقة

انطلقت عروض المسابقة الرسمية بقاعة قصر البلدية يوم الأحد 16 يونيو 2019 بعرض فيلم “ليل / خارجي” للمخرج المصري أحمد عبد الله.
ربما يمكن لنا الجزم وبدون مبالغة أن التجربة السينمائية للمخرج المصري أحمد عبد الله من بين أهم التجارب السينمائية للجيل الشاب في السينما المصرية، أو تيار “السينما المستقلة” كما أطلق عليه في بدايته، إذ استطاع خلق أسلوب ولمسة خاصين به ابتداء من “هيليوبوليس” (2010) ، و”ميكروفون” (2011) ففيلم قصير ضمن مجموعة أفلام قصيرة تحت عنوان ” 18 يوم” والذي عرض بمهرجان كان، ” ف”فرش وغطا” (2013) ف”ديكور” (2014) ثم أخيرا “ليل / خارجي” (2018)، الذي كان أول عروض المسابقة الرسمية للدورة الأولى لمهرجان الفيلم الدولي بمكناس.
تدور أحداث “ليل / خارجي” في زمن فيلمي لايتعدى ليلة واحدة ، حيث تترافق ثلاث شخصيات وتتعرض للعديد من المواقف .
نتابع في الفيلم وجهة نظر شخصية مخرج سينمائي شاب خريج الجامعة الأمريكية، ينتمي للطبقة الميسورة والتي يمكن أن نطلق عليها أيضا الطبقة المتوسطة العليا بعد انتفاء الطبقة المتوسطة العادية نهائيا في مصر وفي دول المنطقة. رؤية هذا الأخير للشخصيات التي تنتمي للطبقات الفقيرة والهامشية يطبعها نوع من الاستعلاء والاحتقار والنظرة الدونية والتي ستبدأ في التغيُّر بعد احتكاكه مع شخصية العاهرة وشخصية سائق التاكسي، هاتان الشخصيتان اللتان تتبدى إنسانيتهما مع توالي لحظات الفيلم، لكن تبقى شخصية السائق الكهل رغم كل ذلك مليئة بالتناقضات والانتهازية عكس ابن أخته الشاب الذي مازال يحتفظ في داخله على شحنة الإنسانية عالية ويبدو ذلك بالخصوص في الكيفية التي يتعاطف بها مع العاهرة وكيف يأمر المخرج بأن يوصلها لمنزلها وألا يستغلها جنسيا.
في هذا الفيلم لاينفي المخرج ولا يتهرب من كونه يلقي نظرة متعالية على الطبقات المسحوقة من عل، بل نجد ومن خلال شخصية المخرج التي تشبه شخصية أحمد عبد الله نفسه بهمومها وتطلعاتها البرجوازية الصغرى، وكأنه يلقي باللائمة على نفسه ويقوم بنقد ذاتي لشخصه ولطبقته الميسورة والمثقفة والمتعالية على هموم الشعب الحقيقية. رغم كونه وطول لحظات الفيلم يفكر في صنع فيلم عنها، وهنا تكمن المفارقة.
عنوان الفيلم ذو إحالة واضحة على ذلك الهاجس الذي رافق مخرج الفيلم في إلقاء نظرة مختلفة على القاهرة ليلا بتناقضاتها ومفرقاتها، هذه المدينة الوحش التي تلتهم كل من ليست له أنياب يدافع بها عن نفسه.
ويظل فيلم أحمد عبدالله هذا من ضمن الأفلام المختلفة والتي أصبحنا نشاهد عددا منها في السياق الحالي الذي تعرفه السينما المصرية حاليا والمتذبذب بين ماهو تجاري صرف يرتجي فقط الربح المادي وشباك التذاكر وبين هذه النوعية من الأفلام التي يطمح مخرجوها لصناعة أفلام متميزة ومختلفة قد لا تروق كلها للجمهور العادي لكن تنال في أغلب الأحوال رضى المهتمين والنقاد والسينفيليين.

عبد الكريم واكريم-مكناس-المغرب

3 تعليقات

  1. الكاتب الأديب جمال بركات

    أحبائي
    السينما من الفنون التي تجذب الجماهير وتعرض قضايا مجسدة للمثقفين والبسطاء
    ولقد كنت أشاهد على الشبكة العنكبوتية عدة أفلام في اليوم وأعلق عليها بسطورضمن الآراء
    وكنت أطلب من المعلقين حسن التعليق والإحترام المتبادل بيننا جميعا عند تسجيل الرأي في هذا الفضاء
    لكن سرعان مايترك المعلقون الفيلم وتبدا وصلات اليباب والقذف بين السنة والشيعة وتشهر سيوف العداء
    فإذا ماذكرتهم بحسن الخلق وأن هذا الحائط لمناقشة القضية التي تناولها الفيلم تنهال ناحيتي سباب وشتائم الغوغاء
    وكان لى عدة آلاف من التعليفات على هذه القنوات ويخاطبني أصحابها مباشرة ويشكون لي من هذا السفه ثم أغلقت التعليقات في كل الأنحاء
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه…واحترام بعضنا البعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

  2. كرستين جريس

    أستاذنا الأديب الكبير الرمز جمال بركات
    صدقت فيما ذكرت…ومن كانوا يكتبوت هذه الإساءات اسماء وهمية
    وللأسف كنا نجدها على حوائط الأقلام العربية والأجنبية بينما تعليقات الأجانب راقية…..تحياتي يارمز الرقي ةالتسامح

  3. د رفيدة أبو عيسى

    نعم أستاذي الأديب العربي الكبير جمال بركات
    انا شخصيا كنت من محبي التعلبق على حوائط الأفلام العربية والأجنبية
    وكنت أترقب تعليقك المميز على الفيلم لقراءته بدقة قبل أن أدلي برايي المتواضع
    لكن الغباء العربي المعهود الذي ذكرته والتناطح المستمر على هذه الحوائط ادي في النهاية الى اغلاقها…وهي بحق تستحق ان تغلق فقد كان بعض السفهاء يسخرون من دعوتك الى حسن التعليق وآدابه واحترام بعضنا البعض…. بل ويتطاولون على شخصك الكريم قائلين أتريد ان تدعي انك أديب….وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على شعورهم بالحقارة التي تجعلهم لايصدقون بوجود أديب حقيقي وكبير يعلق معهم ببساطته المعهودة
    تحياتي وتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *