انطلقت مساء أمس السبت 15 يونيو 2019 فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي بمكناس، بحفل إفتتاح باذخ وبطموح يدفع بالمنظمين أن يريدوه واحدا من أهم المهرجانات السينمائية ليس في المغرب فقط ولكن على طول خارطة العالم العربي.
وقد شهد الحفل بداية إلقاء بضع كلمات للجهات المنظمة وللداعمين وكان من بينها كلمة الفنانة ثريا جبران الرئيسة الشرفية للمهرجان والتي رحبت بالضيوف وعبرت عن اعتزازها كونها تلقي الكلمة الافتتاحية لهذا المهرجان والذي لم يأت تنظيمه صدفة بل نتيجة للتغييرات والتحولات الإيجابية التي تعرفتها السينما المغربية والعربية ولِمَا أصبحت تشهده هذه السينما من تقدم وحوار خصب مع المدارس السينمائية العالمية، وكان هذا دافعا – تضيف وزيرة الثقافة المغربية السابقة – للتفكير في السينما العربية بصيغة دولية ، واسترسلت المتدخلة مشيدة بالسينما المصرية المحتفى بها خلال هذه الدورة معتبرة إياها جديرة بهذا التكريم، مرحبة بالفنانين المكرمين بوسي ومحمود قابيل و عمرو سعد و محمد مفتاح وسيدي أحمد اكومي.
أما كلمة رئيس المهرجان الدكتور حسن الروخ فقد أشار فيها بدوره إلى أن تنظيم المهرجان تزامن مع النهضة التي تعرفها السينما المغربية ولذلك وجب ربط هذا التطور بأصوله في السينما العربية، مؤكدا على أن الوقت قد حان لظهور إنتاجات سينمائية عربية مشتركة والتي أصبحت الساحة السينمائية في العالم العربي في أمس الحاجة إليها. مضيفا أن من الأمور التي سيجعلها منظمو المهرجان نصب أعينهم هي العمل على خلق إشعاع للسينمات العربية وذلك بخلق سوق سينمائية داخل المهرجان تهدف لنسج أواصر الصلة بين المنتجين والمخرجين العرب.
الفنان إدريس الروخ مدير المهرجان أبدا في مداخلته سعادته الغامرة لتحقيق حلم كان يراوده منذ مدة والمتمثل في تنظيم هذا المهرجان ولَمِّ كل هذا الشمل من الفنانين العرب بمكناس، قائلا “أننا بالسينما نستطيع تحقيق الحلم وأننا بعمق الأحاسيس نتطور ونتحول ونتعرف على الآخر الذي يشبهنا والآخر الذي يختلف معنا أيضا ونتوقف لنتصالح مع ذواتنا، ومع السينما نتطهر في القاعة المظلمة كما لو أننا في مغارة سوداء نتطهر مع الإلياذة والأوديسة”.
وبعد هذه الكلمات انطلقت فقرات التكريم التي تم استهلالها بفقرة تكريم الفنان المغربي محمد مفتاح والتي عُرض في بدايتها فيديو عبارة عن لقطات ومشاهد من أفلام مغربية وعربية ودولية اشترك في بطولتها الممثل المغربي القدير، ليلقي بعد ذلك في حقه المخرج كمال كمال كلمة شكره من خلالها على أنه كان السبب في جعله ينجز فيلمه السينمائي الأول “طيف نزار” والذي قام ببطولته وذلك بحثه على إنجازه سينمائيا في وقت كان كمال كمال يريهه فقط فيلما تلفزيونيا، وأضاف المخرج المغربي أن محمد مفتاح ساعد مخرجين آخرين غيره وفعل معهم مثل ما فعل معه هو القادم من الحي المحمدي بقيم التكافل والمساعدة والمساندة. مذكرا أن محمد مفتاح اشتغل مع كبار المخرجين المغاربة والعرب والعالميين، وما عليه إلا أن ينظر إلى عيون المعجبين من حوله ليعلم مدى القيمة الفني التي يحظى بها. وقد تم في ختام هذه الفقرة تسليم درع التكريم للمكرم.
وكانت فقرة تكريم الفنان الجزائري الكبير سيدي أحمد أكومي شبيهة بالفقرة السابقة حيث تم الاحتفاء به وتتويجه بدرع المهرجان.
وقد تلت ذلك فقرة تكريم السينما المصرية التي استهلت برقصة جميلة للفنان إسلام شعبان على أنغام أغنية “مية سنة سينما”. وقد حضر وفد مصري مهم بهذه المناسبة مُكوَّن من فنانين وإعلاميين ونقاد وبحضور السفير المصري في المغرب.
وأصَرَّ المنظمون أن يتوجوا هذا التكريم للسينما المصرية العريقة بتكريمهم لثلاثة وجوه تنتمي لها هي الفنانة بوسي والفنان محمود قابيل والفنان عمرو سعد، هذا الأخير الذي قال أنه أصبح يتفاءل بقدومه للمغرب كون أول جائزة في حياته خارج مصر حصل عليها كانت به وهاهو أول تكريم له يحدث على أرض المغرب، أما بوسي فأصرت أن تبدي سعادتها الغامرة بهذا التكريم الذي يأتي متزامنا مع تكريم السينما المصرية والتي قالت أنها تتشرف بكونها جزءا منها وتنتمي إليها، هذه السينما التي جعلتها تتعرف على فنانين عرب وتتبادل معهم حبها للسينما. وأبدى الفنان محمود قابيل بدوره سعادته بتكريمه وبتكريم السينما المصرية وقال أن له الشرف في حضور هذا لتكريم لهذه السينما.
وكانت آخر فقرة في حفل الافتتاح هي تلك التي تم خلالها تقديم لجنة التحكيم والأفلام المشاركة التي عرضت لقطات منها على الحضور الذي غصت به قاعة قصر البلدية الفارهة.
عبد الكريم واكريم-مكناس-المغرب