لا شيء يشبهني..
كقصيدة في منتصف الطريق..
كسوسنة بين الخريف والخريف..
يلوح عطر أبي..
ووجه أمي البعيد..
تلوح لي الأغنية القديمة..
سنابل القمح المتهامسة في حقل جدي..
وأهازيج الحصادين..
فستاني الجديد..
وعيدي الحزين..
كل شيء يستيقظ الآن..
في منتصف الطريق..
كل شيء..
الا أنت..
تبقى نائما..
كمومياء قتلها العشق..
بين الدمعة والدمعة..
تحب أنت..
أن تبقى نائما..
وتحب أن أحرسك أنا..
وحدي أنا..
وأقرأ لك بدون ضجيج..
بصوت خافت جدا..
و بلا ضوء..
شعرا قديم..
لا شيء يشبهني..
كقصيدة في منتصف الطريق..
كنافدة بين الشتاء والشتاء..
تطل مني قلوب العاشقين..
أحفظ أسماء المعذبين..
أرتل للشمس المختبئة..
حكايا المتخاصمين في الحب..
أمسح غبش دموعهم..
أرفع للشعاع الأخير أمنيات السلام..
فيتصالحون..
يتصالحون ويتخاصمون..
ويتخاصمون ويتصالحون..
بينما أنت تنام..
بين الدمعة والدمعة..
تحب أن تنام..
كل شيء يستريح الآن..
في منتصف الطريق..
كل شيء..
الا أنت..
تبقى واقفا..
كهزار عنيد..
بين القلب والقلب..
تحب أن تبقى واقفا..
تحرك جناحك بين الساعة والساعة..
أو بين الدقيقة والدقيقة..
وتحب أن أشاهدك أنا..
وحدي أنا..
أتابع فيك شطحات الملكوت..
أسمع رنات القضاء والقدر..
أحتسب الوقت الضائع..
ولا أغلق قلبي..
لكي تستريح..
متى شئت..
أو متى أتعبك الوقوف..
لا أغلق قلبي..
لا شيء يشبهني..
كقصيدة في منتصف الطريق..
كفراشة بين الربيع والربيع..
أبكي ألواني التي محاها أبريل..
أنتظر انكسار الضوء..
وولادة قوس قزح جديد..
لأصاحب الأزرق السماوي قليلا..
لأقبل الأخضر..
لأودع البرتقالي..
لأخطف البنفسجي..
وأهرب..
وأغيب..
بين الربيع والربيع..
أغيب..
مريم الوادي – المغرب