أقيمت فعاليات “الملتقى الخامس للإبداع النسائي” – دورة الشعر- من تنظيم فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور بشعار:”راهن الكتابة النسائية بالمغرب”،وبدعم من المجلس البلدي والمديرية الإقليمة لوزارة الثقافة والاتصال– قطاع الثقافة- ومركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية (سيكوديل) بالناظور، وذلك يومي الجمعة والسبت:12 و13 أبريل 2019 بقاعة الندوات بالمركز. وقد حضر هذا الملتقى شاعرات ونقاد من مدن مغربية عديدة.
افتتحت فعاليات الملتقى بكلمة للأستاذ ميمون حرش ،عضو الاتحاد، رحب فيها بالحضور الكرام وبالضيوف والضيفات المشاركين الذين لبوا دعوة الاتحاد كما شكر كل الجهات الداعمة لإنجاح هذا الملتقى الذي ينظم سنويا بشعار خاص ودال،مذكرا بالملتقى الرابع ،دورة السرد ، السنة الماضية.ثم أعطى الكلمة للأستاذ عياد أزرار رئيس مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية”سيكوديل” الذي رحب بالحضور والمشاركين والمشاركات في الملتقى مثمنا هذه التظاهرة الثقافية المحتفية بإبداع المرأة وهذا يتكامل مع أهداف واستراتيجية المركز التي تتركز على دعم المرأة في عدة مجالات.
وبعده مباشرة عقدت الندوة الأدبية التي كان محورها :”راهن الكتابة النسائية بالمغرب”، والتي شارك فيها الأساتذة النقاد بنعيسى بوحمالة ، مليكة المعطاوي، والطيب هلو، سيرها كاتب الفرع الأستاذ جمال ازراغيد الذي أبرز الإشكالية التي يطرحها مصطلح الكتابة النسائية ، وتشعب المواقف تجاهها مابين القبول والرفض والوسطية.. ثم توقف عند العوامل التي ساعدت على اتساع هذا المصطلح وتحقق تراكم مهم في منجز الكتابة النسائية، وختم هذه الأرضية بطرح مجموعة من الأسئلة تتعلق بالخصائص والمميزات والأبعاد الفكرية والجمالية والفنية لهذه الكتابة. ثم قدم الأستاذ الطيب هلو مداخلة بعنوان:”راهن القصيدة المغربية الحديثة بصيغة المؤنث” استهلها بالحديث عن الأسباب التي حالت دون تحقيق القصيدة النسائية فرادتها المبكرة والتي اختزلها في سببين بارزين، هما:
1 ــ محاولة تقليد المنجز الشعري الذكوري شكلا ومضمونا ولغة.
2 ــ التأثر بالمقروء والذي كان ذكوريا وغابت عنه المؤثرات المشرقية بصيغة المؤنث.
بعد ذلك انتقل للحديث عن مميزات القصيدة المغربية بصيغة المؤنث، وركزها في:
1 ــ التحول من شعر النضال السياسي والاجتماعي إلى التجريب والتعبير عن الحميمية والذاتية..
2 ــ التنوع الفني حيث تتراوح بين الإيقاعات ذات النزوع الوزني والإيقاعات النثرية الحرة، وتتنقل بين اللغة التراثية واللغة اليومية في التعبير عن الهامشي واليومي والاهتمام بشعرية الجسد. بالإضافة إلى نزوع بعض التجارب نحو التصوف كتجربة أمينة المريني.
3 ــ الانفتاح على شعريات متنوعة، تراثية قديمة وحداثية ومابعد حداثية بالميل إلى الشعر الوامض والهايكو، والميل إلى توظيف لغة رقمية تعج بمصطلحات التقنية والتواصل الاجتماعي كالسيلفي والإيميل.
4 ــ الجرأة في مخاطبة الآخر والرغبة في إثبات الذات.
كما لاحظ الناقد خفوت الصوت النقدي المواكب لهذه التجربة والاكتفاء بالقراءات “العاشقة” دون عمق نقدي واضح.
وقد قدم الطيب هلو أمثلة دالة على هذه الملاحظات من دواوين شعرية مغربية عابرة للأجيال والتجارب.
ثم أعقبته الأستاذة الباحثة مليكة المعطاوي بمداخلة موسومة ب”الكتابة النسائية بين الهامش والمركز” التي أبرزت فيها أنه لا يمكن الحديث عن الكتابة النسائية بمعزل عن مجموعةمن السياقات المنبثقة من تاريخ الأفكار والأشكال والتي تجسد الفعل والوجود الإنسانيين. وقد أولى بعض النقاد والباحثين هذه الكتابة نفس الأهمية التي تكتسيها الكتابة الرجالية، ويرى آخرون أن الكتابة النسائية تشكل أدبا ناشئا له خصوصيات تميزه لكنه مايزال يحتاج إلى الكثير من العناية والرعاية لكي يحقق ذاته ويفرض نفسه على الساحة الثقافية.وهنا تساءلت عن العوائق النفسية والاجتماعية والفكرية التي وقفت في طريق تطور المرأة على عدة مستويات بما في ذلك الإبداع. لكن بالرغم من ذلك هناك بعض النساء اللواتي وسعن أفق انتظار الكتابة النسائية وانخرطن فيها باعتبارها حقا مشروعا ومجالاإبداعياإنسانيا حكرا على الرجال. وقد شهدت ثمانينيات القرن العشرين بداية التراكم المفتوح على تجارب إبداعية مختلفة وعلى حساسيات متنوعة باللغتين العربية والفرنسية، ما فتئت هذه التجارب تتناسل وتتطور كميا ونوعيا منذ تسعينيات القرن العشرين إلى الآن. حيث أتيحت للأصوات النسائية فرص التعبير على نطاق أوسع وبمتخيل جديد ورؤى مختلفة.
خلصت إلى أن المرأة بدأت العمل في جو من التفاعل والمشاركة في ظل التعددية إلى جانب الرجل ، حيث أصبح من مسؤولية المثقف العربي والمغربي تحديدا العمل على إثبات إبداعية المرأة وتحقيق المساواة الهادفة مع الرجل وليس ضده.
في الأخير، حاول الأستاذ الناقد بنعيسى بوحمالة في مداخلة بعنوان:” في إشكالية الكتابة النسائية قراءة في ديوان “أشياء تراودها” لمليكة العاصمي”، أن يستجلب المتلقين ، من جمهور القاعة، إلى ضرورة التصالح مع مصطلح الكتابة النسائية الذي لا تستوجبه فقط الفروقات النوعية الخلاقة بين عنصري الذكورة والأنوثة، جسديا وشعوريا ومزاجيا، بل ويستدعيه التكريس الذي ناله في الأدبيات الأكاديمية والنقدية في الغرب منذ حوالي قرن من الزمان. وإذ عمل الناقد على استحضار الأدوار التناوبية للسلطتين ، الأنثوية والذكورية، عبر التاريخ توقف مليا عند الوضعية الراهنة للمرأة في الغرب وفي العالم الثالث مشخصا ما تحبل به في لا وعي كوني تترجمه تمثلات ومسلكيات إقصائية وتعنيفية للمراة تتخذ طابعا مكشوفا في العالم الثالث في حين تتخذ لبوسا ناعما في الغرب.
وضمن هذاالتحليل سينتهي صاحب المداخلة إلى أن العامل الجوهري لما تعانيه النساء من أوضاع التسلط والقهر والهامشية هو عدم امتلاكهن لصوت خاص، ولعل في أمثولة شهرزاد التي انتصرت على شهريار خير دليل على نجاعة الصوت، وبخاصة إذا ما تحول إلى كتابة ، في الإعلان عن الذات وفي استعادة الجدارة وبناء ، بالتالي، علاقة ندية مع الرجل المستحكم في السياسة والاقتصاد والإدارة… استحكامه في منظومة في منظومة القيم والأخلاقيات. من هذا الضوء، إذن، سعى بوحمالة إلى التقاط الصوت الأنثوي المخصوص لشاعرة رائدة في مجال الكتابة النسائية، سواء في المغرب أو في العالم العربي، منبها إلى انشغال مليكة العاصمي، إبداعيا وفكريا، بموضوع المرأة، وإلى كون ديوان “أشياء تراودها” باعتباره ديوانها الأخير لا يتوانى ، على مستوى جمالية الكتابة أو أصالة الرؤية الشعرية للذات والآخرين والعالم على تبئير الصوت وإثبات فاعليته في الفضاء المجتمعي العام.
وبعدئذ، فتح باب النقاش الذي ساهم فيه الحضور من أجل إضاءة بعض جوانب المداخلات الثلاثة وإثارة بعض الأسئلة التي تهم الكتابة النسائية ما أغنى موضوع الندوة.وعند انتهاء الندوة، أقيمت حفلة شاي على شرف المشاركين والمشاركات والحضور من أجل نسج أواصر التواصل والتعارف وتبادل الأفكار والخبرات في مجال الكتابة الإبداعية.
وفي اليوم الثاني مساء، عقدت جلستان شعريتان ساهمت فيهما شاعرات قادمات من مدن مغربية كالرباط وتطوان ومكناس وخريبكة وميضار ووجدة فضلا عن الناظور،ذات حساسيات شعرية مختلفة وبلغات متنوعة كالعربية والأمازيغية والزجل. فقد تعاقب على منبر الإلقاء في الجلسة الأولى التي أدارتها الشاعرة أسماء لمريني الشاعرات: رشيدة بوزفور، رباب بنقطيب، أمينة برواضي ونجيمة الرضواني . أما الجلسة الثانية التي أدارتها الأستاذة الناقدة إلهام الصنابي ، فقد شاركت فيها الزجالة ربيعة العمراني، والشاعرات:دنيا الشدادي،أسماء لمريني، بديعة التنوتي، مليكة المعطاوي،وحنان قروع…ومابين الجلستين اللتين علا فيهما صوت الشعر الطافح بالخيال والصور الشعرية الراقية والإيقاعات الرنانة من خلال ما ألقته الشاعرات من قصائد تفاعل معها الجمهور الذي حج إلى القاعة تشجيعا للمرأة المبدعة/ الشاعرة، كانت هناك وصلات موسيقية وغنائية أداها الأستاذ عبد الواحد عرجوني والفنانة الواعدة إيمان عظمي..لكن المفاجأة هي حضور الفنان الشريف القادري الذي أتحف الجمهور بنوتات نغمية على آلة العود . ثم تولى المخرج المسرحي الأستاذفخر الدين العمراني التعريف بهذا الفنان من خلال مجموعة من المحطات الفنية التي عبرها ، والتي كان لها التأثير في تجربته الفنية ..
وبعد تقديم الشهادات التقديرية للمشاركات وإلقاء كلمة اختتام الملتقى، أقيمت حفلة شاي ثانية على شرف الشاعرات والحضور لتوديعهم وإجزاء الشكر والامتنان لهم، والتقاط صور تؤرخ لهذه اللحظة الماتعة من فعاليات الملتقى الخامس للإبداع النسائي بالناظور التي عرفت نجاحا بشهادة كل من حضر.
متابعة: جمال ازراغيد
أحبائي
ابداع النساء هو جزء أصيل من ابداعنا الإنساني
وهناك منهن من وصلن الى درجة اجادة ابداعية عالية وصدق فني
وبعض بناتنا المبدعات كثيرا ماشكين لي من تحرشات بعض اشخاص الوسط الإبداعي
الإبداع ابداع في كل حالاته ولكننا نحتفي بالمرأة لما قد تلاقيه عندنا من عقبات ومضايقات في عالمنا الذكوري
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه….واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات….رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة