الرئيسيةأخبارناجي نعمان في اختِتام موسم صالونه:”الأب جوزف قزِّي علامَةٌ وعلاَّمَة”

ناجي نعمان في اختِتام موسم صالونه:”الأب جوزف قزِّي علامَةٌ وعلاَّمَة”

إستقبل الأديب ناجي نعمان في داره ومؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان، وفي إطار اختِتام الموسم الحادي عشر لصالونه الأدبيِّ الثَّقافي 2018-2019، الأبَ العلاَّمةَ جوزف قزِّي، ضيفًا مكرَّمًا في “لقاء الأربعاء” السَّادس والسِّتِّين.

نعمان

 رحبَّ نعمان بالضَّيف وبالحضور، وقال: “الأبُ الشَّابُّ جوزف قزِّي شَغَلَ النَّاسَ بكِتاباتِه منذ سبعينيَّات القرن الماضي، في أزمنةِ التَّخَلِّي والاندِفاعِ المَفروضِ بقوَّةِ ما كان يَحْدُث. شَغَلَهم وَقتَها، لكنَّ ما كانَ يَشغَلُهُ هو، مُنذُها، تَمَثَّلَ باللهِ، وبالسَّبيلِ إلى تبرئَتِه مِن الأديان وما تَفعَلُهُ بالإنسان، وبخاصَّةٍ عندما يَطْفو الجَهلُ وتَوأَمُه التَّخَلُّفُ، ويَحُلُّ التَّعصُّب”.

وأضاف: “ومُذْ بَرَّأَ الأبُ قزِّي اللهَ قبلَ أنْ يَتَبَرَّأَ اللهُ مِن خَليقته، غَدا عَلامَةً وعَلاَّمَةً، والأملُ أنْ يُبَرِّئَ ذاتَ يومٍ الإنسانَ مِن المَوروثاتِ شِبهِ الخُرافِيَّةِ الآتِيَةِ مِن سَحيق الزَّمان، وُصولاً إلى تبرئَتِهِ مِن الخطيئة الأصليَّة، كيما يَنطلِقَ ذا الإنسانُ في حُرِّيَّةٍ نحوَ اللهِ، خالقِهِ وصديقِهِ المُحِبّ”.

رزق الله

وتكلَّم الدُّكتور شارل رزق الله على الأب قزِّي الَّذي رافقَه في دراساتِه الثَّانويَّة والجامعيَّة، فقال: “كان الرَّاهبُ الشَّابُّ القادمُ من الشُّوف السَّاحليِّ بروحه السَّخيَّة السَّمحاء قُدوةً لنا ومِثالاً، إلى جانب كونه إداريًّا حازمًا على قساوةٍ لا تخلو من لُيونةٍ هادئةٍ مُرفَقَةٍ بابتسامةٍ تُظهرُ ما في القلب من مَشاعر الدَّعوة السَّماويَّة الحَقَّة وأحاسيس العامِلين في كَرم الرَّبّ”.

ووجد أنَّ قزِّي، “صاحبَ الدِّراسات الفلسفيَّة، مؤرِّخٌ لَبقٌ يُعالجُ الوقائعَ بأسلوبٍ علميٍّ مَنهجيٍّ، فيطوفُ بالتَّاريخ مُفرغًا ذاته في كلِّ بحث، داعمًا أقوالَه وكتاباتِه بالشَّواهد البَيِّنات، ولا مُحاباةَ لديه ولا غُلُوّ”. وأنهى قائلاً: “بوركت ريشةٌ أصيلةٌ، حبرُها المُعَتَّقُ من لون السَّماء”.

الحاج

وتكلَّم الأبُ الدُّكتور بديع الحاج، عميدُ كلِّيَّة الموسيقى في جامعة الرُّوح القُدُس – الكسليك، عن الأب قزِّي الإنسان الَّذي “يحترمُ كلَّ النَّاس ويُشجِّع على النَّجاح والإبداع”، والرَّاهبِ “المُلتزِم الَّذي همُّه الرهبانيَّة ورسالتها، الباحثِ دومًا عن الحقيقة، عن الله، والَّذي لا يقنعُ بالإيمان الموروث والإيمان المُتَلَقَّى على نحوٍ سَلبي. فالإيمانُ بالنِّسبة إليه ليس بالوراثة فحَسب، بل أيضًا بالشَّكِّ واليقين”.

كما تكلَّم على الأب قزِّي الباحِث الَّذي “يحثُّ تلامذته على القراءة والبحث والاطِّلاع”، مُضيفًا: “أحبَبنا الكتابَ من خلاله. وكان يسألُنا دومًا: ماذا تقرأون؟ وينقاش ويجادل. وكنتُ أتصوَّرُه كفلاسفة اليونان الَّذين كانوا يعلِّمون من خلال استِنباط المعلومات من التَّلامذة أنفُسهم”.

وأشارَ الحاج أخيرًا إلى أنَّ قزِّي عالمٌ في أرشفة المكتبات، وأوَّلُ من استخدم الكمبيوتر في الدَّير، ويُمثِّلُ مرجعًا في تاريخ الرهبانيَّة وتفسير قوانينها والإضاءة على أَعلامها، شاكرًا اللهَ “الَّذي وضع الأبَ قزِّي على طريق حياته”.

قزِّي

وشرح الأبُ جوزف قزِّي الأفكارَ الرَّئيسةَ في كتابه “تبرئة الله”، مُشيرًا إلى “أنَّ الله خلقَ الإنسان حرًّا، ولم يُقيِّد نفسَه، ولا الإنسان، بدينٍ أو ناموس”، وإلى أنَّ “الله هو الكائنُ المُطلَق، الكُلِّيُّ الكمال، الَّذي لا يطالُه عقلُ إنسان”، فالإنسانُ “المحدود في الزَّمان والمكان لا يُمكنُه أن يعرفَ الله اللامحدود واللامُتناهي”، ووجد أنَّ رجال الدِّين “يُقيِّدون الله بمَنطقهم ومقولاتهم”، مؤكِّدًا أنَّه لا يدعو “إلى إلغاء ما قدَّمته الأديانُ للبشريَّة من حضارات وثقافات وعلوم وفنون”، بل “إلى تبرئة الله من صنع هذه الأديان، من معتقداتها، وتعاليمها، وشرائعها، وقوانينها”، واجدًا أنَّ يسوع نفسه “كان أوَّلَ من تجرَّأَ على تبرئة الله من التَّقاليد المَوروثة”، ولا سيَّما حين هاجمَ “الفرِّيسيِّين والكَتَبَة والأحبار والرؤساء” قبلَ أن يصلبوه.

وأنهى قزِّي قائلاً: “الدِّينُ، كما أفهمُه شخصيًّا، يطعنُ في الله وفي الإنسان معًا. لهذا، يجبُ تبرئة الله والإنسان منه، مهما كلَّفَ الأمر، بذلك تسلمُ البشريَّةُ ويسلمُ الإنسان، ويتقدَّمُ العالمُ إلى كماله، وتنجلي صورةُ الله الحقيقيَّة الرَّائعة في الكون”.

نقاشاتٌ وشهادة

وبعد نقاشاتٍ شارك فيها كلٌّ من جوزف مسيحي وإميل كبا ومريم نزار الدِّيراني وسليم أبو معشر وواكيم بولحدو وشربل شهوان وجوزف أبو نهرا وجان-كلود جدعون وحنَّا جحا وجلال شربل، سلَّم نعمان ضيفَه شهادةَ التَّكريم والاستضافة، وانتقلَ الجميع إلى ضيافة المناسبة، وإلى توزيع مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نعمان للثَّقافة والأصدقاء. وجال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعاديَّة.

ويُذكر أن “لقاء الأربعاء” استضافَ خلال موسمه الحادي عشر، إلى الأب جوزف قزِّي، كلاًّ من الأكاديميّ الدُّكتور جورج جبُّور، الفنَّان التَّشكيليّ جريج بوهارون، الشَّاعر غسَّان مطر، الأديب والمُربِّي عبده لبكي، المؤرِّخ الدُّكتور إميل معكرون.

***

هذا، وتميَّز اللِّقاء بحضور جمهرةٍ من مُحبِّي التَّاريخ والفن والثقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: إميل كبا، عصام نور الدين، جوزِف أبو نهرا، محمَّد إقبال حرب، أنطوان رعد، واكيم بولحدو، جوزِف مسيحي، حنَّا جحا، سمير العنيسي، بهيج مخُّول، ماري تيريز الهوا، شربل شهوان، جان-كلود جدعون، جوزف صفير، إيلي مجدلاني، سليم أبو معشر، دعد قزِّي رزق الله، هند قزِّي حوَّاط، بول غصن، مازن زكريان، شربل عقل وقرينته جاكلين، جو نعمه، إيلي طنب، سمير خيَّاط، مخايل الشمالي وعقيلته ميراي، جلال شربل، نزار حنَّا الدِّيراني وكريمته مريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *