الرئيسيةأخباررحلة إلى الأطلس الكبير المركزي:بين متعة العمل الميداني ومتعة السياحة الثقافية

رحلة إلى الأطلس الكبير المركزي:بين متعة العمل الميداني ومتعة السياحة الثقافية

نظم مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية جهة بني ملال خنيفرة وجمعية التاريخ والتراث الجهوي، رحلة علمية للأطلس الكبير المركزي شملت كل من منطقة بين الويدان وأزيلال وأيت آمحمد وأيت بوكماز وأيت بوولي، وكان تأطير وتنظيم هذه الرحلة لفائدة ثلة من الأستاذات والأساتذة الذين يمثلون العديد من الجامعات المغربية والدولية. ومن بينهم الأستاذ عبد المجيد قدوري رئيس الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية وأستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط وعميد سابق بكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء، والأستاذ عثمان المنصوري أستاذ التاريخ ورئيس الجمعية المغربية للبحث التاريخي، والأستاذة آسية بنعدادة جامعة محمد الخامس بالرباط، والأستاذ امبارك أيت عدي عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكذا فاعلات وفاعلين جمعويين من داخل المغرب وخارجه.
كان في استقبال الوفد مجموعة من أساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال على رأسهم الأستاذة سعاد بلحسين مديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بني ملال خنيفرة والأستاذ محمد العاملي والأستاذ عبد القادر أيت الغازي والأستاذ الحسن بودرقا. وفي صباح يومه الجمعة انطلقت الرحلة صوب الأطلس الكبير المركزي حيث وقفت القافلة بسد بين الويدان للاحتفاء بالأستاذات، وقدمت لهن الورود وذلك لتزامن هذا التاريخ باليوم العالمي للمرأة.
بعد ذلك استكملت الرحلة نحو منطقة أيت بوكماز، وخلال مسار الرحلة (أيت امحمد، إغزديس، تامدا) قدمت شروحات من طرف الأساتذة وبعض الطلبة الباحثين بسلك الدكتوراه حول المراعي الجماعية، وكيفية تدبيرها عبر فترات تاريخية متباينة، والتعرف كذلك على أهم الأعراف المنظمة لها، وكذا القبائل التي تنتجع في المجال، وتفضل الأستاذ عبد المجيد قدوري بالحديث عن أدوار الزوايا المختلفة بالمغرب، وتطرق أيضا لأدوارها داخل الأطلس الكبير، كما فتح هذا النقاش المجال لرصد أهمية ودور المعابر “تيزي” في ربط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الشمال والجنوب لتكون بذلك بمثابة بوابة لكل الثقافات المنتشرة داخل الجهة سواء على المستوى المادي (العمارة) أو غير المادي.
وبوصول القافلة لمنطقة أيت بوكماز قام المشاركون بزيارة موقع آثار الديناصورات بدوار “إباقليون” وهناك قدمت شروحات مفصلة حول تاريخ هذه الآثار وفصيل الديناصورات التي عرفتها المنطقة.
وفي اليوم الموالي شدت القافلة الرحال نحو منطقة أيت بوولي لزيارة موقع النقوش الصخرية بتيزي نترغست بقدم جبل “راث”، وفي الطريق كانت هناك وقفات للتعرف على النمط المعماري بأيت بوولي “المخازن الجماعية” حيث قدمت لهم ورقة تعريفية حول تاريخها وخصوصياتها المعمارية ووظائفها ووقف الفريق بالخصوص على وضعيتها الراهنة، كما ذكرت الدكتورة سعاد بلحسين والدكتور محمد العاملي بمجموعة من البحوث التي أشرفا على إنجازها بخصوص التاريخ والتراث الجهوي عموما، وتراث الأطلس الكبير خصوصا.
وبالوصول إلى موقع النقوش الصخرية قدم الأساتذة شروحات حول المنطقة، وموقع هذه النقوش الصخرية، ومجهودات فريق البحث في التاريخ والتراث للحفاظ على هذا الإرث الإنساني وذلك بتسييجه، وإقامة متحف في عين المكان من أجل التعريف بالموقع، وتلت هذه الوقفة كلمة الأستاذ الحسن بودرقا عضو مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية جهة بني ملال خنيفرة وأستاذ التاريخ القديم بكلية الآداب بني ملال الذي تحدث عن تاريخ هذه النقوش، وأعطى نظرة شاملة عن تكونها وظهورها، تلا هذه المداخلة كلمة الأستاذ محمد العاملي للإجابة عن أسئلة الحاضرين، والتي كانت تدور حول إمكانية استغلال مثل هذه المواقع في المقاربات التنموية الجهوية، وعقب ذلك تمت زيارة متحف تيزي نترغست، وأخذ صور تذكارية للمشاركين في الرحلة.
وفور الانتهاء من زيارة الموقع عادت القافلة أدراجها صوب أيت بوكماز لتضرب موعدا مع المخازن الجماعية بحيث زارت “إغرم سيدي موسى”، وهناك تعرفت على الأدوار التاريخية والاقتصادية للمخازن الجماعية، وطريقة بنائها، والتعرف كذلك على بعض الأدوات القديمة التي كانت تستعملها ساكنة المنطقة، وقبل مغادرة المكان زار المشاركون ضريح سيدي موسى. وبحلول المساء كانت القافلة على موعد مع كشكول من تراث المنطقة المغنى “كبوغانيم” وفرقة أيت بوولي “أدرسيي” التي أتحفت الحاضرين بمجموعة من الأهازيج المحلية، والتي خلفت رضى واستحسان المشاركين الذين تفاعلوا معها بشكل كبير.
وفي صباح يوم الأحد شدت القافلة الرحال نحو منطقة شلالات أوزود للتعرف كذلك على خصوصياتها التراثية ومقوماتها السياحية التي كانت آخر محطة في هذه الرحلة العلمية، التي من خلالها أثنى الوفد الزائر على المجهودات التي يقوم بها الأساتذة سواء داخل جامعة السلطان مولاي سليمان أو مركز معابر، وفي هذا السياق أشاد الأستاذ قدوري بالتجربة العلمية لهؤلاء الأساتذة من خلال التكوينات التي يقومون بها في سلكي الماستر والدكتوراه وذلك بإخراجهم الدرس الأكاديمي من داخل أسوار الكلية والمدرجات إلى المحيط الجهوي وإيصاله إلى الجمهور العريض ومختلف مكونات المجتمع المدني التي تهتم بكل ما يتعلق بالموروث الثقافي للجهة.
وفي نهاية الرحلة خرج الوفد المشارك في الرحلة بمعية مديرة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية جهة بني ملال خنيفرة بمجموعة من التوصيات من قبيل:
– عقد شراكات مع فرق ومختبرات الكليات داخل المغرب وخارجه.
– تخصيص يوم دراسي بالخزانة الوطنية بالرباط يستضيف كل من الأستاذة سعاد بلحسين والأستاذ محمد العاملي للحديث عن المقومات التاريخية والتراثية والثقافية التي تزخر بها جهة بني ملال خنيفرة ودورها في العديد من البرامج التنموية الجهوية.
– إعادة تنظيم رحلات مماثلة للجهة وعقد أيام دراسية وندوات للتعريف بتاريخ وتراث الجهة مع التركيز على ضرورة تبادل الزيارات لفائدة الطلبة الباحثين.

 

كمال أحشوش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *